سير أعلام السفهاء
لما كثر عباد الله الصالحون، زمن الإمام الفاضل: شمس الدين الذهبي،جمع سيرهم في مؤلف خاص سماه :
“سيرأعلام النبلاء”
ولما كثر في زماننا أهل النفاق والرياء، والسفهاء والأدعياء، وعمت بهم البلوى في هذا الزمان، الذين يكيدون للإسلام، والذين يفسدون ولا يصلحون، ويخربون ولا يعمرون، لذلك فإني أدعو علماءنا إلى كتابة :
“سير أعلام السفهاء”
نعم السفهاء، فسفهاء عصرنا جمعوا بين الشرور كلها، شر الجهل والضعف والحمق ورذالة النفس و العقل .
وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيأتي على الناس زمانٌ يتولَّى عليهم فيه السفهاء :
فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لكعب بن عجرة رضي الله عنه: “أعاذك الله يا كعب من إمارة السفهاء قال: ما إمارة السفهاء يا رسول الله؟ قال: أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي، ولا يستنُّون بسُنَّتِي، فمَن صَدَّقَهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم؛ فأولئك ليسوا مني ولست منهم، ولا يردون على حوضي، ومن لم يُصَدِّقْهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم؛ فأولئك مني وأنا منهم ويردون على حوضي. “ أخرجه الإمام أحمد والبزار
و (إمارة السفهاء) هي نتيجة طبيعية عندما يُوَسَّد الأمر إلى غير أهله، وتنعكس الأحوال وتنقلب الموازين؛ حيث يصدق الكاذب، ويكذب الصادق، ويؤتمن الخائن، ويُخوَّن الأمين، ويتكلم الجاهل، ويسكت العالم، فلا عجب أن ترى الذي يقود الأمة ويمسك بزمامها هم السفهاء.
أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قبل الساعة سنوات خدَّاعات، يُكَذَّب فيها الصادق، ويُصَدَّق فيها الكاذب، ويُخوَّن فيها الأمين، ويُؤْتَمن فيها الخائن، وينطقُ فيها الرُّوَيْبِضَة.
وفي رواية أخرى عند أحمد أيضاً عن أبي هريرة قيل: وما الرُّوَيْبِضَة؟ قال: السفيه يتكلَّم في أمر العامة“.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن أمام الدَّجَّال سنين خدَّاعة، يُكَذَّب فيها الصادق، ويُصَدَّق فيها الكاذب، ويُخوَّن فيها الأمين، ويُؤْتَمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرُّوَيْبِضَة، قيل: وما الرُّوَيْبِضَة؟ قال الفُويسق يتكلم في أمر العامة“.رواه أحمد
وأخرج الإمام أحمد وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:سيأتي على الناس سنوات خدَّاعات، يُصَدَّق فيها الكاذب، ويُكَذَّب فيها الصادق، ويُؤْتَمن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، وينطقُ فيها الرُّوَيْبِضَة، قيل: وما الرُّوَيْبِضَة؟ قال: الرجل التافه يتكلَّم في أمر العامة” صحيح الجامع
والرُّوَيْبِضَة فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث التالي: بأنه الرجل التافه يتكلم في أمر العامة، والتافه: الخسيس الحقير، والرُّوَيْبِضَة تصغير “الرابضة”: وهو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور، وقعد عن طلبها، وزيادة التاء للمبالغة
وعن حذيفة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لُكَع بن لُكَع” (صحيح الجامع:7431). أخرج الإمام أحمد والترمذي
وفي “لسان العرب”: أن اللكع: هو “العبد أو اللئيم”، وقيل: الأحمق الجاهل، ويقال للرجل: “لكع”، وللمرأة: “لكاع“