عذاب الزمهرير وشدة البرد في كندا
قبل السفر إلى كندا علمت أن درجة الحرارة تصل إلى 5 درجات وعشر درجات تحت الصفر فكنت أسأل من حولي وكيف يعيش الناس هل يموتون من البرد ؟
وسبحان الله كان أول قدومي إلى مونتريال منذ عشر سنوات في أول يوم من شهر يناير2008 في يوم عاصف نزلت فيه الحرارة إلى 30 درجة تحت الصفر ، وعاصفة ثلجية 50 سم ، فلما سألني بعض الإخوة بعد عدة أيام ما هو انطباعك عن مونتريال ؟ قلت إنها فريزر كبير !!!
ومضت الأيام لنعيش هذه الأيام في يناير 2018 إلى درجة تتأرجح بين 30 و40 تحت الصفر !!! منذ عشرة أيام
اللهم هون علينا والطف بنا وحرم علينا عذاب الزمهرير وارفق بإخواننا الذين يعانون برد الشتاء بلا مأوى ، اللهم انشر لهم من رحمتك وهيء لهم من أمرهم مرفقا .
وقد ورد في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير.
و قال الله تعالى : ” هذا فليذوقوه حميم وغساق “
قال ابن عباس : الغساق : الزمهرير البارد الذي يحرق من برده .
ولهذا كان من تمام نعيم الجنة ما قاله تعالى : “لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً “
فأهل الجنة لا يرون شمسا ولا زمهريرا أما أهل النار فيرون فيها شدة الحر والنار وكذلك قد يذوقون فيها التجمد!
وهذا لا ينافي قوله تعالى ” َّلا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلَا شَرَاباً [النبأ : 24]” فليس المراد من الزمهرير البرد الذي يستطيب به الإنسان أو حتى يؤذيه أذى بسيطا وإنما المراد من الزمهرير هو شدة البرد التي لا تطاق والتي قد تصل إلى درجة التجمد فهذا عذاب ما بعده عذاب .
أما مسألة اجتماع البرد والحرارة في شيء واحد فليس ببعيد فقد حصل مع سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار فقال الله تعالى:
“قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ [الأنبياء : 69]”