ما معنى أجعل لك صلاتي كلها؟

تاريخ الإضافة 29 سبتمبر, 2021 الزيارات : 799

ما معنى أجعل لك صلاتي كلها؟

شيخنا الفاضل حديث رسول الله لما جاءه رجل يسأله هل أجعل لك نصف صلاتي وانتهى بان يجعل له صلاته كلها ودعا له الحبيب رسول الله. فكيف يوازن احدنا بين ذكر الله والصلاة على النبي وهل في الصلاة على النبي فضل اكثر من ذكر الله كما يقول البعض وهو شيء غريب أفيدونا يزيدكم الله من فضله وعلمه

قال ابن القيم في جلاء الأفهام ص79.:”وسئل شيخنا أبو العباس عن تفسير هذا الحديث فقال: كان لأبي بن كعب دعاء يدعو به لنفسه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل يجعل له منه ربعه صلاة عليه صلى الله عليه وسلم فقال: إن زدت فهو خير لك فقال: له النصف فقال: إن زدت فهو خير لك إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها أي أجعل دعائي كله صلاة عليك قال: إذا تكفي همك ويغفر لك ذنبك لأن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة صلى الله عليه بها عشرا ومن صلى الله عليه كفاه همه وغفر له ذنبه”.

وعلى كل فلا إشكال في كون المراد بالصلاة هنا في الحديث: الدعاء، ومن جملته الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – (فكم أجعل لك من صلاتي؟) أي بدل دعائي الذي أدعو به لنفسي، أو أنا أكثر الدعاء فكم أجعل لك من دعائي صلاة عليك؟ فكان جوابه أنك إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة علي كفيت ما يهمك من أمور دنياك وآخرتك، أي أعطيت مرام الدنيا والآخرة، فاشتغال الرجل بالصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – يكفي في قضاء حوائجه ومهماته.

هل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل أم ذكر الله تعالى؟

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من جملة الأذكار التي ثبت الترغيب فيها, لكنها ليست أفضل الذكر, بل أفضله على الإطلاق تلاوة القرآن, إلا إذا كان هناك ذكر مقيد بوقت معين فهو أفضل، ومما يستدل به لتفضيل قراءة القرآن حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الرب سبحانه وتعالى: (من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين, وفضل كلام الله سبحانه وتعالى على سائر الكلام كفضل الله على خلقه) رواه الترمذي, وقال: حديث حسن.

والأحاديث في ترجيح القراءة على الذكر كثيرة.

فإن قيل: فقد ثبت عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله تعالى؟ إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده) رواه مسلم, وفي رواية لمسلم أيضًا عن أبي ذر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي الكلام أفضل؟ قال: ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده), وعن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر, لا يضرك بأيهن بدأت) رواه مسلم

والجواب: أن المراد أن هذا أحب كلام الآدميين وأفضله, لا أنه أفضل من كلام الله, والله أعلم. انتهى

أما إذا كان للذكر سبب معين يقتضي تفضيله – كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة وليلتها, وإجابة المؤذن, والأذكار المأثورة بعد الفريضة – فصرف الوقت فيه – حينئذ – أفضل.
وجاء في فتاوى الشيخ ابن عثيمين: سئل فضيلة الشيخ: أيهما أفضل الذكر أم قراءة القرآن؟ فأجاب فضيلته بقوله: المفاضلة بين الذكر والقرآن، فالقرآن من حيث الإطلاق أفضل من الذكر, لكن الذكر عند وجود أسبابه أفضل من القراءة، مثال ذلك: الذكر الوارد أدبار الصلوات أفضل في محله من قراءة القرآن، وكذلك إجابة المؤذن في محلها أفضل من قراءة القرآن, وهكذا. انتهى


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 27 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع