هل زيادة لفظ (كريم) في الدعاء: “اللهم إنك عفو كريم” صحيحة؟
لفظة كريم ذكرت في سنن الترمذي في حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: قلت يا رسول الله: أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني.
والغالب أن هذه الزيادة قد تسللت إلى ألسنة بعض الناس من بعض نسخ كتب الحديث، وليس من روايات الحديث نفسه، بمعنى أن العلماء الذين نقلوا زيادة (كريم) إنما فعلوا ذلك لأنهم وقفوا على نسخ خطية فيها زيادة كلمة (كريم)، كما قال المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة لمسند الإمام أحمد.
ومن هنا تناقل هذه الزيادة كثير من العلماء في كتبهم، كابن الأثير في “جامع الأصول” ، وابن القيم في “بدائع الفوائد” وغيرهم.
كلهم ينقل زيادة (كريم) هكذا دون إسناد، وبعضهم يعزوها لسنن الترمذي، هذا على افتراض دقة النسخ الخطية لهذه المراجع أيضا.
وقد كثر ذكر بعض العلماء لها في كتبهم الفقهية, وفي كتب الأذكار, وقد روى الحديث الإمام أحمد, والنسائي, وابن ماجه, والحاكم, وابن السني, والبغوي, وأبو يعلي, والبيهقي, ولم يذكروا هذه اللفظة.
وقد نقل الحديث عن الترمذي جمع من أهل العلم, منهم النووي, وابن تيمية, وابن القيم, وابن حجر, وابن كثير, ولم يذكروها, وقد نبه الألباني على كونها مدرجة من بعض النساخ,
فالراجح عدم قولها لعدم صحة نسبتها في الدعاء، ومن قالها فلا بأس.