هذه تجربتي مع الرقية بعد أن أصبت بالعين 
ذات مرة منذ عدة سنوات نزلت عندنا بكندا عاصفة شديدة، حوالي 30 أو 40 سنتيمترًا من الثلج، بعد انتهاء العاصفة كما تعودنا بكندا أخذت (الكريك)[1] ، لممارسة رياضة إزالة الثلج من أمام السكن.
لي جار عمره 80 سنة، هذا الرجل لديه وقت فراغ قاتل، يبقى بالساعات ينقي الحشائش من الأرض ويراقب كل شيء يمر به.
العلاقة بيني وبينه هي التحية فقط؛ فانتبهت فجأة لأجده واقف أمامي وظل ينظر إليّ، وأنا لم أدرِ ما الأمر، قمت بتحيته بالفرنسية صباح الخير “بونجور بونجور”.
لم يرد بل ربما بدا لي أنه غير واع أو به شيء الله أعلم لكنه ظل واقفا يتابعني وأن أقوم بإزاحة الثلج.
انتهيت ودخلت البيت، بعدها لم أستطع أن أتحرك، وشعرت أنني مكبل وضعيف جدا وعندي صداع نصفي لا يُوصف، لم أر مثله من قبل.
قلت: لعلي أصبت ببرد، لأن الحرارة وقتها كانت عشر درجات تحت الصفر، فمع العرق وبرودة الجو، أصبت ببرد، لكن هذا برد ليس طبيعيًا- لم تكن كورونا قد اكتشفت آنذاك- هذا الكلام كان بعد الظهر.
ظللت في الفراش لا أستطيع أن أتحرك.
صليت وأنا جالس من التعب.
عند العشاء تذكرت الرجل، وقفته كانت غريبة ونظراته كانت عجيبة.
قمت وأحضرت الماء وقرأت عليه الرقية من الحسد، أقسم بالله العظيم ما إن شربت منه وغسلت وجهي ووضعت الماء على رأسي، كأن شيئًا لم يكن، قمت إنسانًا طبيعيًا، لا صداع ولا ذلك الشعور بأنني رجل عجوز عندي 90 سنة، ولا أي شيء مما كان بي.
قلت: آمنت بالله ورسوله، آمنت بالله ورسوله. أسوق هذه القصة لعل الله ينفع بها من يقع بمثل هذه المواقف لينتبه سريعا للرقية الشرعية.
[1] كلمة “كوريك” هي كلمة عامية مستخدمة في مصر للدلالة على الرافعة أداة لرفع الرمل (أو أي شيء آخر) تعادل في العربية كلمة “مرفاع” أو “أداة رفع”