كيفية الرقية بالفاتحة
سبق أن ذكرنا في فضل الفاتحة قصة أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، وكيف أنه رقى رجلًا من لدغة حية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وما يدريك أنها رقية؟” نذكر القصة مرة أخرى ثم نفصل الكلام عن الرقية بالفاتحة .
أولا/ قصة رقية أبي سعيد الخدري بالفاتحة
في ” الصحيحين ” من حديث أبي سعيد الخدري ، قال : ( انطلق نفر من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب ، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم.
فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء.
فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه ، فهل عند أحد منكم من شيء ؟
فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ، ولكن استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ : الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال ، فانطلق يمشي ، وما به قلبة.
قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا.
فقدموا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فذكروا له ذلك فقال : ” وما يدريك أنها رقية ؟ ” ثم قال : قد أصبتم ، اقسموا واضربوا لي معكم سهما .)
قوله: (فاستضافوهم، فلم يضيفوهم) بضم الياء، أي طلبوا منهم الضيافة ، أو أن ينزلوا عندهم ضيوفاً، فلم يقدموا لهم طعاماً ولا شراباً، ولم يقبلوا نزولهم، بل رفضوا ذلك.
وكان من أخلاق العرب المحمودة قبل الإسلام وبعده إكرام الغريب وإضافته دون سؤاله عن شيء، وذلك لأن طبيعة الصحراء قاسية جدا، والمسافر يقل طعامه وزاده من الماء، فكان من المستغرب أن يمتنع هؤلاء القوم عن ضيافة الصحابة.
) فقالوا لهم: هل فيكم راق؟ فإن سيد الحي لديغ أو مصاب)
ومعنى هذا أن المؤمنين نزلوا بمكان قريبا منهم، وأنهم حاولوا علاجه بما جرت به عادتهم في علاج العقرب، فلم ينفعه علاجهم.
قال الحافظ ابن حجر: واستعمال اللدغ في ضرب العقرب، مجاز، والأصل أنه الذي يضرب بفمه، أما الذي يضرب بمؤخره، فضربه اللسع، وقد يستعمل هذا مكان هذا تجوزاً، وفي الرواية الأخرى: (فإن سيد الحي سليم لدغ ) والسليم هو اللديغ، سمي بذلك تفاؤلاً، من السلامة، وقيل: سليم بمعنى مستسلم لما به من الآلام.
وكان الراقي هو أبو سعيد، وأما الرواية الأخرى: ( فقام معها رجل ما كنا نظنه يحسن رقية وفيه فلما رجع قلنا: أكنت تحسن رقية؟ ) ففي ذلك إشعار بأنه غيره، والجواب كما قال ابن حجر: أنه لا مانع من أن يكني الرجل عن نفسه.
وأما قوله ما كنا نظنه يحسن الرقية ليس مستبعداً من القوم، ولا من أبي سعيد نفسه، فهو في نفسه يعتقد أنه لا يحسن رقية، وإنما ذهب معها محاولاً قراءة قرآن، واختار الفاتحة، وهو لا يدري أنها رقية، يؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (ما أدراك أنها رقية؟)
كيف تؤثر الفاتحة على المريض؟
يقول ابن القيم : ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة ، فما الظن بكلام رب العالمين ، الذي فضله على كل كلام كفضل الله على خلقه الذي هو الشفاء التام ، والعصمة النافعة ، والنور الهادي ، والرحمة العامة الذي لو أنزل على جبل ؛ لتصدع من عظمته وجلالته .
قال تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) [ الإسراء : 82 ] ، و” من ” هاهنا لبيان الجنس لا للتبعيض ، هذا أصح القولين كقوله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) [ الفتح : 29 ] وكلهم من الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
فما الظن بفاتحة الكتاب التي لم ينزل في القرآن ، ولا في التوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا في الزبور مثلها ، المتضمنة لجميع معاني كتب الله …
ثم قال: وحقيق بسورة هذا بعض شأنها أن يستشفى بها من الأدواء ، ويرقى بها اللديغ، وبالجملة فما تضمنته الفاتحة من إخلاص العبودية والثناء على الله ، وتفويض الأمر كله إليه ، والاستعانة به ، والتوكل عليه ، وسؤاله مجامع النعم كلها ، وهي الهداية التي تجلب النعم ، وتدفع النقم من أعظم الأدوية الشافية الكافية .
وقد قيل : إن موضع الرقية منها : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ، ولا ريب أن هاتين الكلمتين من أقوى أجزاء هذا الدواء ، فإن فيهما من عموم التفويض والتوكل ، والالتجاء والاستعانة ، والافتقار والطلب ، والجمع بين أعلى الغايات ، وهي عبادة الرب وحده ، وأشرف الوسائل وهي الاستعانة به على عبادته ، ما ليس في غيرها .
استشفاء ابن القيم بالفاتحة:
ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه ، وفقدت الطبيب والدواء ، فكنت أتعالج بها آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارا ، ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام ، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع بها غاية الانتفاع .
كيف تؤثر الرقية بالفاتحة من السموم؟
يقول رحمه الله: وفي تأثير الرقى بالفاتحة وغيرها في علاج ذوات السموم سر بديع ، فإن ذوات السموم أثرت بكيفيات نفوسها الخبيثة ، كما تقدم وسلاحها حماتها التي تلدغ بها ، وهي لا تلدغ حتى تغضب ، فإذا غضبت ثار فيها السم ، فتقذفه بآلتها ، وقد جعل الله سبحانه لكل داء دواء ، ولكل شيء ضدا ، ونفس الراقي تفعل في نفس المرقي ، فيقع بين نفسيهما فعل وانفعال ، كما يقع بين الداء والدواء ، فتقوى نفس الراقي وقوته بالرقية على ذلك الداء فيدفعه بإذن الله ، ومدار تأثير الأدوية والأدواء على الفعل والانفعال ، وهو كما يقع بين الداء والدواء الطبيعيين ، يقع بين الداء والدواء الروحانيين ، والروحاني ، والطبيعي ، وفي النفث والتفل استعانة بتلك الرطوبة والهواء ، والنفس المباشر للرقية ، والذكر ، والدعاء ، فإن الرقية تخرج من قلب الراقي وفمه ، فإذا صاحبها شيء من أجزاء باطنه من الريق والهواء والنفس ، كانت أتم تأثيرا ، وأقوى فعلا ونفوذا ، ويحصل بالازدواج بينهما كيفية مؤثرة شبيهة بالكيفية الحادثة عند تركيب الأدوية .
وبالجملة : فنفس الراقي تقابل تلك النفوس الخبيثة ، وتزيد بكيفية نفسه ، وتستعين بالرقية وبالنفث على إزالة ذلك الأثر ، وكلما كانت كيفية نفس الراقي أقوى كانت الرقية أتم ، واستعانته بنفثه كاستعانة تلك النفوس الرديئة بلسعها .
وفي النفث سر آخر فإنه مما تستعين به الأرواح الطيبة والخبيثة ، ولهذا تفعله السحرة كما يفعله أهل الإيمان .
قال تعالى : ( ومن شر النفاثات في العقد ) وذلك ؛ لأن النفس تتكيف بكيفية الغضب والمحاربة ، وترسل أنفاسها سهاما لها ، وتمدها بالنفث والتفل الذي معه شيء من الريق مصاحب لكيفية مؤثرة ، والسواحر تستعين بالنفث استعانة بينة ، وإن لم تتصل بجسم المسحور ، بل تنفث على العقدة وتعقدها ، وتتكلم بالسحر فيعمل ذلك في المسحور بتوسط الأرواح السفلية الخبيثة ، فتقابلها الروح الزكية الطيبة بكيفية الدفع ، والتكلم بالرقية وتستعين بالنفث ، فأيهما قوي كان الحكم له ، ومقابلة الأرواح بعضها لبعض ، ومحاربتها وآلتها من جنس مقابلة الأجسام ، ومحاربتها وآلتها سواء ، بل الأصل في المحاربة والتقابل للأرواح والأجسام آلتها وجندها ، ولكن من غلب عليه الحس لا يشعر بتأثيرات الأرواح وأفعالها وانفعالاتها لاستيلاء سلطان الحس عليه ، وبعده من عالم الأرواح وأحكامها وأفعالها .
والمقصود : أن الروح إذا كانت قوية وتكيفت بمعاني الفاتحة ، واستعانت بالنفث والتفل ، قابلت ذلك الأثر الذي حصل من النفوس الخبيثة فأزالته ، والله أعلم .[1]
الرقية الشرعية وشروطها
في حديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب – نسأل الله أن نكون منهم – أن النبي صلى الله عليه وسلم وصفهم بقوله: “هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون”. وفي رواية: “هم الذين لا يرقون”.
وهذه الكلمة فيها تفسيرات عدة للعلماء، أوضحها وأرجحها أن معنى “لا يسترقون” أي لا يطلبون رقى شركية، لأن العرب كانوا إذا حدث لأحدهم شيء يذهب إلى كاهن، والكهنة معهم الشياطين، فيطلب منه الرقية فيرقيه؛ كما هو الحال الآن مع السحرة والدجالين.
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، لكنه لم يمنع الرقية التي عُرفت فيما بعد بالرقية الشرعية، فقال: “لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا”.
ولذلك، اشترط العلماء عندما تُجرى الرقية شروطا:
الشرط الأول: أن تكون بكلام مفهوم:
سواء باللغة العربية ، أو أي لغة مفهومة، فلا تصح الرقية بكلمات أشبه بالطلاسم غير واضحة المعاني، فهذا لا ينبغي للمسلم أن يقع فيه، لأنك لا تدري ماذا تقول.
عندما يقولون لك هذا اسم الله الأعظم بالسريانية ، لماذا أترك اللغة العربية التي أفهمها وأفهم معانيها؟ وأقول: ” اللهم يا أهيا شراهيا …” وعندما سألت عن معناها قالوا: هذا هو اسم الله الأعظم بالسريانية ومعناه: (الحي القيوم)
عندنا في السنة النبوية الدعاء: “يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث”.
لماذا أتركها وأقول هذا الكلام غير المفهوم؟!
ليس عندنا معرفة باللغة السريانية، ولا عندنا مراجع تقول هذا الكلام صواب أو خطأ.
كذلك أحد المفتونين يقول تكرار هذه الجملة 111 مرة لقضاء الحاجات!!(اهمن سقكن حلعن يصو) وكلها كلمات مجهولة المعنى.
وثالث يقول: ( حلا روحن كسن شندخ) تقولها 10000 مرة”.
ماذا تعني “حلا روحن”؟ هل هذا اسم عفريت أو شيطان؟
ومن “كسن” و “شندخ”؟ هل هؤلاء شياطين أم أنها شتائم أماذا؟!!
والرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام كانوا يدعون الله تبارك وتعالى بكلام عربيّ فصيح بليغ، ولم نسمع عن أحد من خير القرون أنه التجأ إلى الله بلغة من اللغات الأخرى أو تعبّده بأسماء غريبة وغير ذلك.
وما الذي يضطرنا إلى أن نخاطب الله سبحانه ونسبحه ونقدّسه بلغة لا نفهمها؟ ألا يعلم الله سبحانه كلّ لغة وكلّ حرف وكلّ صوت؟
الشرط الثاني: ألا يكون في هذا الكلام استغاثة أو توسل بغير الله تعالى:
فلا أستغيث لا بحق سيدي فلان ولا فلان، أستغيث بالله وبأسمائه الحسنى، ولا أستغيث بأحد من البشر، سواء كان من أهل البيت أو من الشيوخ ، بل أدعو الله مباشرة، قال تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم” (غافر: 60).
الأمر الثالث: أن تعتقد أن الراقي والرقية لا يشفيان بذاتهما ، وإنما هما سبب :
الشافي هو الله عز وجل ، فيقيننا أن الذي يكشف الضر -سبحانه وتعالى-، فيلتمس منه وحده الشفاء، ويمكن لأي شخص أن يرقي نفسه، وأن يرقي غيره، والله سبحانه يتقبل من المتقين.
ومع الأسف تسمع بعض الناس يقول هذا شيخ قوي، وهذا شيخ رقيته قوية ، حتى سمعت أن بعضهم فتن وسمى نفسه: (قاهر الجن والعفاريت)
وقد يتأخر الشفاء لأمر يريده الله سبحانه وتعالى، فهو يعلم ونحن لا نعلم، وقد قال سبحانه: ( وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) [البقرة 216. ]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لامرأة كانت تصرع: “إن شئت دعوت الله فشفاك، وإن شئت صبرت ولك الجنة”.
وتأخر الشفاء، نوع من أنواع الابتلاء والاختبار، هل يثبت الشخص على إيمانه أم أنه يتجه إلى الخرافات، والسحرة والدجالين ؟
والمريض يثاب على مرضه، إن هو صبر واحتسب، لما ورد في ذلك من الأحاديث، ثم إنه يثاب أيضًا إذا هو دعا ربه -سبحانه وتعالى – أن يكشف البلاء، فالدعاء هو العبادة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
والعبد يثاب كلما دعا، سواء كشف ما به من بلاء أم لم يكشف.
وقد مرض نبي الله أيوب عليه السلام مرضًا شديدًا طويلاً، وصبر، وقال الله في شأنه: ( إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنه أواب) [ص44: ]
أنواع الأمراض وكيفية الشفاء
الأمراض نوعان:
- الأمراض العضوية: وهي الأمراض المعروفة التي نعرف أسبابها من خلال التحاليل والأشعة والكشف أو التشخيص الطبي.
مثل ارتفاع ضغط الدم، أو انخفاضه ، مشاكل في المعدة، آلام الظهر… الخ.
ما علاجها ؟
علاجها فيما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: حينما سألوه: يا رسول الله أنتداوى؟ فقال: (تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد الهرم) أخرجه الإمام أحمد وغيره
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله عز وجل داء، إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله. أخرجه ابن حبان
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( إن الله لم ينزل داء -أو لم يخلق داء- إلا أنزل -أو خلق- له دواء. علمه من علمه، وجهله من جهله، إلا السام قالوا: يا رسول الله وما السام؟ قال: الموت).
الهرم : الكبر ووهن الجسم فليس له دواء
والسام :الموت ..
والجامع بينهما نقص الصحة، أو لقرب الشيخ الهرم من الموت وإفضائه إليه.
2- الأمراض الروحية:
الأمراض الروحية هي الأمراض التي تنشأ من أسباب غير مادية، مثل السحر، الحسد، أو المس الشيطاني، وقد تكون لها آثار على الصحة الجسدية أيضاً.
وهذه كلها موجودة ولا ينكرها إلا جاهل، وليس من رأى كمن سمع !!
وكثير منا يجهل تفاصيل هذا العالم الخفي (عالم الجن والشياطين)، ولدينا من الموروث الشعبي أوهام كبيرة جدًا في هذا الموضوع.
تأثير الجانب النفسي على الأمراض العضوية
كم من الأمراض العضوية سببها نفسي؟
- ارتفاع ضغط الدم، أغلب أسبابه نفسي.
- المعدة العصبية، والترجيع، سببه نفسي.
- القولون العصبي.
- المثانة العصبية.
- آلام الأعصاب.
- الصداع والشقيقة.
- آلام الجسم بدون سبب.
والمرض النفسي لا يحدث بين يوم وليلة، بل يأتي نتيجة التوتر والقلق على سبيل المثال:
- شخص مسؤول في شركة أو منصب رسمي، دائمًا يأخذ الأمور على أعصابه، دائمًا كل شيء يجب أن يراجعه. فالضغط النفسي هذا يعمل له مصائب على المدى البعيد.
- واحدة تعيش حياة زوجية لا تطاق، فتقول سأتحمل من أجل الأولاد، ماذا أفعل؟ تبدأ تلاحظ أنها أصابها السكر والضغط ومشاكل في الغدد، لماذا؟ لأنها تعيش حياة كلها نكد وألم وهم وغم ومعارك ومشاكل.
- جو المحاكم والقضايا والمحامين، تعرفون ماذا يفعل في الإنسان.
- بعض الناس تتعب من الامتحانات، مجرد أن يعرف أن لديه امتحان، يأتي له التعب النفسي: إسهال، ارتفاع في الضغط، ترجيع.
الرقية الشرعية كعلاج للأمراض الروحية والنفسية
نحن لدينا نعمة كبيرة من الله؛ وهي وأذكار الصباح والمساء، الاستعاذة بالله، الرقية الشرعية، قراءة القرآن، ومع قراءة القرآن والذكر تتنزل السكينة، قال تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” (الرعد: 28).
لدينا الآن ضغط شديد، ما الذي يهون عليك الموضوع؟ إيمانك بالله.
كيف أحقق الإيمان بالله؟
أن أبدأ أعزل الشياطين عن الصدر الذي يوسوس فيه، وأبدأ في الطاعة والذكر والعبادة وآيات السكينة، وتنزل الملائكة عند نزول القرآن.
وأي شخص الملائكة حوله، فالشياطين ستنفر عنه.
الحسد وتأثيره
الحسد ناتج عن الكره، والغيرة، والحقد، وهذا الشيء ينتج عنه أذى يصاب به الإنسان بسبب العين الحاسدة.
يقول لي أحدهم: كيف مجرد عين تنظر لشخص تمرضه؟
أنت لديك الآن بعض الأشعة غير المرئية لها أثر غير متوقع بالنسبة للإنسان؛ اقرأوا عن أشعة الليزر واستخداماتها، بل يمكنك ببعض أنواع الأشعة الآن أن تفلق الحديد، والليزر يعالج أمراض وأشياء لا تخطر بالبال.
انظر إلى الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية، وأشعة جاما [2]، وأنواع أخرى كثيرة جدًا يكتشفها العلم الحديث الآن ، ولها تأثير كبير جدا على الإنسان.
قنابل صوت لتفريق المتظاهرين:
المعروف أن الحكومات عندما تريد تفريق المتظاهرين، يضربون القنابل المسيلة للدموع.
لأول مرة أقرأ هذا الخبر: قبل أيام قليلة، كانت هناك مظاهرات في دولة اسمها صربيا، وقامت وزارة الأمن هناك عملوا قنبلة صوت ضربوها في مكان المظاهرة ففرقت المتظاهرين.
ما هي قنبلة الصوت هذه؟ قالوا إنها تعطيهم موجات لا يستطيع الإنسان أن يتحملها!!! انظر ماذا يفعل الشر بالإنسان.
ومن الممكن أن تكون هذه العين معجبة:
كما في الحديث: عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة، فما لبث أن لُبِط به.
فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: أدرك سهلاً صريعاً.
قال: مَن تتهمون به؟ قالوا: عامر بن ربيعة.
قال: علام يقتل أحدكم أخاه؟! إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره، وأمره أن يصب عليه. رواه ابن ماجه
فالرجل لم يرد الأذى بصاحبه ، وإنما أعجب بأخيه دون أن يدعو له بالبركة.
إذن من الممكن أن تصدر أشعة ضارة مؤذية من عين المعجب أو الحاسد، وتؤذي الإنسان؛ فيصبح مريضًا، ويذهب لإجراء الفحص الطبي، فيقولون له: ليس لديك شيء…. لكن يا دكتور أنا أشعر بكذا وكذا؛ يقولون: اذهب لطبيب نفسي أو خذ مسكنًا، هذا كل ما لديهم، ليس لديهم تفسير، فعندنا أمراض ليس لها تفسير علمي، نقول لك: هنا ممكن أن يكون لها تفسير روحاني.
هذه تجربتي مع الرقية بعد أن أصبت بالعين
ذات مرة منذ عدة سنوات نزلت عندنا بكندا عاصفة شديدة، حوالي 30 أو 40 سنتيمترًا من الثلج، بعد انتهاء العاصفة كما تعودنا بكندا أخذت (الكريك)[3] ، لممارسة رياضة إزالة الثلج من أمام السكن.
لي جار عمره 80 سنة، هذا الرجل لديه وقت فراغ قاتل، يبقى بالساعات ينظف الثلج، ويراقب كل شيء يمر به: سيارة إنسان حيوان …الخ.
العلاقة بيني وبينه هي التحية فقط؛ فانتبهت فجأة لأجده واقف أمامي وظل ينظر إليّ، وأنا لم أدرِ ما الأمر، قمت بتحيته بالفرنسية صباح الخير “بونجور بونجور” لم يرد بل ربما بدا لي أنه غير واع أو به شيء الله أعلم لكنه ظل واقفا يتابعني وأن أقوم بإزاحة الثلج.
انتهيت ودخلت البيت، بعدها لم أستطع أن أتحرك، وشعرت أنني مكبل وضعيف جدا وعندي صداع نصفي لا يُوصف، لم أر مثله من قبل.
قلت: لعلي أصبت ببرد، لأن الحرارة وقتها كانت عشر درجات تحت الصفر، فمع العرق وبرودة الجو، أصبت ببرد، لكن هذا برد ليس طبيعيًا- لم تكن كورونا قد اكتشفت آنذاك- هذا الكلام كان بعد الظهر.
ظللت في الفراش لا أستطيع أن أتحرك.
صليت وأنا جالس من التعب.
عند العشاء تذكرت الرجل، وقفته كانت غريبة ونظراته كانت عجيبة.
قمت وأحضرت الماء وقرأت عليه الرقية من الحسد، أقسم بالله العظيم ما إن شربت منه وغسلت وجهي ووضعت الماء على رأسي، كأن شيئًا لم يكن، قمت إنسانًا طبيعيًا، لا صداع ولا ذلك الشعور بأنني رجل عجوز عندي 90 سنة، ولا أي شيء مما كان بي.
قلت: آمنت بالله ورسوله، آمنت بالله ورسوله.
أسوق هذه القصة لعل الله ينفع بها من يقع بمثل هذه المواقف لينتبه سريعا للرقية الشرعية.
الشياطين وتأثيرها والتحصين منها
الجن عمومًا لديهم طاقة أضعاف طاقة الإنسان.
في الفيزياء عندما تكون الطاقة قوية جدًا، تؤثر على الطاقة الضعيفة، فالذين يعملون السحر يركزون على هذا الموضوع، الشياطين المسخرة من قبلهم تعمل لك خللًا فيزيائيًا في الجسم، خلايا الجسم تختل، يعمل لك ألمًا في عضو من الأعضاء، تعطيلًا لوظيفة عضو من الأعضاء، خللًا في التفكير، في كيمياء الدماغ.
كيف أمنع هذا؟
أعزل الشياطين عني، أحصن نفسي كأنني في حصن من الزجاج لا يستطيع الشيطان أن يقربني.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس: ( احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)
واذكر أن أحد المشايخ الرقاة كان يرقي امرأة، فقال الشيطان: أنا سأخرج منها على شرط أن أدخل فيك!! قال الشيخ: أنا موافق، ادخل فيّ.
فرجع الشيطان وقال: لا، لا أستطيع أنت اليوم قلت: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” مئة مرة.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مئة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان، يومه ذلك، حتى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، ومن قال: سبحان الله وبحمده، في يوم، مئة مرة، حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ) رواه البخاري
إذاً، لا يوجد مانع من أن أرقي بالقرآن، وحتى الأمراض العضوية، لا يوجد مانع من أن أرقي بالأدعية النبوية: “اللهم أذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي” (رواه البخاري ومسلم)
باعتبار أن الفاعل لكل شيء هو الله سبحانه وتعالى، مع عدم إهمال الأخذ بالأسباب.
كيفية تطبيق الرقية بالفاتحة
أريد أن أوضح شيئًا: بعض الإخوة الذين يمرون بتجربة السحر المريرة يتعودون كل يوم على قراءة سورة البقرة طوال عمرهم، وهذا ليس فيه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
السنة: أن تنفث بالمعوذات، وبعض العلماء يضيفون إليها الفاتحة لحديث أبي سعيد الخدري الذي ذكرناه.
كيف تنفث؟
تجمع الكفين على الفم وتقرأ سورة الإخلاص (قل هو الله أحد)، وسورة الفلق، وسورة الناس.
النفث هو ما يخرج مع النفس بريق خفيف، مع القراءة.
بعد القراءة، تمسح بهما ما طال من جسدك، ثم تعود وتقرأ مرة أخرى سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس، وتمسح ما طال من جسدك ثلاث مرات.
النبي صلى الله عليه وسلم كان يحصن نفسه قبل النوم بهذه الكيفية.
في الصحيحين عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: كان رسول الله ﷺ إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها.
الطفل الصغير الذي يبكي كثيرًا، اعمل له هذه الرقية.
الولد الذي تراه غير طبيعي، ويقولون له: “أنت متعفرت ليه يا ابني؟” هذا يحتاج رقية.
كذلك عند غروب الشمس أو قبيل الغروب بقليل، نمنع الأطفال من الخروج، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهبت ساعة من الليل فخلوهم) رواه البخاري ومسلم.
جنح الليل هو ظلامه، فكفوا صبيانكم أي: امنعوهم من الخروج ذلك الوقت.
فمن الممكن الولد وهو يلعب في الحديقة أو غيرها أن يصيبه مس أو أذى من الشياطين.
طرق أخرى للرقية
من ضمن الطرق أن تقرأ هذه الرقية على الماء.
بعض المشايخ الرقاة الذين لديهم خبرة يقولون لك: “هذا ثلاث مرات، هذا سبع مرات، هذا 21 مرة”.
كل هذه الأعداد اجتهادية، لا يوجد دليل عليها؛ حتى في الفاتحة، لدينا النص في المعوذات ثلاث مرات فقط، هذا هو النص الوارد، لكن لو قرأت الفاتحة ثلاث مرات أو سبع مرات أو 50 مرة، فالأمر يعتمد على التجربة، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: “لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا”. وقال: “من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه” (رواه مسلم).
وليس كل شيء يقوله الشيخ قطعيًا، إنما هو اجتهادي ظني.
مثلما يقول لك الطبيب: هذا الدواء تأخذ منه حبة وهذا ثلاثة، هذا رجل دارس أن المادة الفعالة في هذه الجرعة تساوي كذا وتعمل مفعول كذا في الجسم، وإذا كانت امرأة حامل أو مرضع، لا نقلل الجرعة، لا ينفع للحامل ولا للمرضع لأنه سيؤثر على الجنين، فبحكم خبرة الطبيب وصف لك الدواء بهذا الشكل، كذلك الشيخ الراقي، هو يعالج مرضًا من الأمراض، فبالتالي يقول لك: اقرأ سورة كذا واقرأ سورة كذا… سورة يس تنفع من كذا، سورة الصافات تنفع من كذا.
ما دليله: دليل التجربة وعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا”والأدلة على الرقية كثيرة والأحاديث النبوية كثيرة، لكني أؤصل الموضوع.
تجربة الإمام ابن القيم مع الرقية
ذكرنا قبل قليل كلام الإمام ابن القيم عن الاستشفاء بالفاتحة ، وقد ذكرها عدة مرات بكتبه: وخلاصتها أنه عندما كان في مكة أصيب بمرض كان لا يقوى معه على الحركة، قال: “فكنت أستشفي بماء زمزم، أجلب ماء زمزم وأقرأ عليه الرقية بالفاتحة فقط”. قال: “فأقوم وما بي بأس”.
فمن الممكن إذا كان لدي مرض عضوي أن أستشفي بالفاتحة، كما الرجل الذي لدغ من العقرب، هذا شيء عضوي لكنه رقاه بالفاتحة، فببركات الفاتحة شفاه الله.
ولا يوجد مانع في الأمراض النفسية أو المظنون أنها روحية أن أرقي بهذا الشكل.
سأجلب ماء، وإذا كان ماء زمزم فيه بركة فهذا أفضل.
أقرب فمي من الماء وأقرأ: “بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين” (الفاتحة: 1-7).
ممكن أن أنفث هكذا إذا كنت أنا الذي سأشرب منه، إذا كان لشخص آخر فلا داعي لذلك، ستقرأ الفاتحة مرة أو ثلاث مرات أو سبع مرات، أو تقرأها في كفيك وتمسح، كل هذا من الاستشفاء بالقرآن الكريم.
قوة اليقين في الشفاء
في تجربة لأحد الإخوة من الذين هم على الفطرة، والقصة أنه كان يعاني من حصوات الكلى، وهذه من أصعب الآلام، كما وصف لي، عندما يكون لدى أحد حصوة وتنزل من الكلية إلى الحالب.
قال: اشتد علي الألم لدرجة أنني لم أستطع أن أمشي معتدلا بل كنت أمشي منحنيًا كالرجل الكبير في السن، وأنا أقرأ الورد القرآني في سورة طه: “ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفًا” (طه: 105). فوضعت يدي على مكان الألم، وظللت أقرأ هذه الآية وأقول: “يا رب، قادر على أن تنسف الجبال، والحصوة بنت الكلب التي تعذبني هذه ألا تنسفها يا رب؟” سبحان الله، يقول شعرت بعدها بدقائق أنني أريد الذهاب إلى الحمام، ونزلت الحصوة التي كانت تعذبني وتحول حياتي إلى نكد وجحيم.
فكنت لا أدري بأيهما أفرح: باستجابة الله لدعائي، أم لزوال هذه الحصوة التي تعذبت بسببها أياما؛ اللهم لك الحمد.
حقيقة الشياطين
قال الله سبحانه وتعالى: (إن كيد الشيطان كان ضعيفًا)[ النساء: 76 ]
وقال سبحانه: ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون)[ النحل 99-100 ]
الشيطان ليس كما يتوهم الناس، ليس وحشًا كاسرًا الشيطان كالحشرة الحقيرة، بل أحقر منها؛ فإذا أردت أن تؤذيه، فعليك بطاعة لله.
إذا أردت أن تضعفه، أضعفه بذكرك لله؛ قال سفيان الثوري -رحمه الله: ليس شيء أقطع لظهر إبليس من قول لا إله إلا الله.
الأوهام التي في رؤوسنا عن الشياطين والجن والعفاريت: وأنا خائف يطلع لي عفريت ما المشكلة؟ هذا حظه الأسود أنه طلع لك أنت!
إنهم يفرون منكم كما تفرون منهم، والشياطين تخاف منك كما تخاف منهم. هذا كلام السلف.
كان الشيطان يرى عمر بن الخطاب في طريق فيجري إلى الطريق الآخر. الشيطان جبان خائف ذليل.
الشيطان أحقر وأذل وأخس مما تتصوره.
الشياطين سكان المزابل، ويحبون النتن.
وإذا سمع أحدهم الأذان، ولى مفزوعًا مذعورًا من سماعه فقط للأذان. الشيطان يؤذيه القرآن ويعذبه الذكر والدعاء.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضى النداء أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا، اذكر كذا- لما لم يكن يذكر- حتى يظل الرجل لا يدري كم صلي”.
ويمكنك بذكر اسم الله أن تمنعه من دخول بيتك وتناول الطعام أو المبيت فيه:
عن جابر بن عبدالله، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال :أدركتم المبيت والعشاء” .
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعامًا لم نضع أيدينا، حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيضع يده، وإنا حضرنا مرة طعامًا، فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع، فأخذ بيده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الشيطان يستحل الطعام ألا يذكر اسم الله عليه. وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها. فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده! إن يده في يدي مع يدها”.
الشيطان لا يحب العمل الصالح ولا يحب الطاعة.
عمل الشيطان كله الوسوسة: “الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس” (الناس: 5-6).
وجامع ذلك قول الحق تبارك وتعالى: “وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله” (البقرة: 102).
وكما في حديث أبي المليح عن أبيه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثر بعيري، فقلت: تعس الشيطان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت ويقول: بقوتي صرعته ولكن قل: بسم الله فإنه يصغر حتى يصير مثل الذبابة. أخرجه أحمد وغيره بسند صحيح. قاله: شعيب الأرناؤوط.
الشيطان قادر على أن يؤذي بالأسباب التي سبّلها الله في الكون، وأنا كمسلم قادر على أن أرد وأدفع هذا الأذى بيقيني بالله، وقوة الله ، وحفظ الله تعالى لي، لأن عندنا الاستعاذات النبوية والرقية الشرعية، نحصّن أنفسنا بها مستعينين بالله.
أسأل الله أن يبارك فيكم وأن يحفظكم من كل سوء
وأن يجعلنا في حفظه وعنايته ورعايته.
اللهم آمين.
[1] زاد المعاد لابن القيم (4/162 وما بعدها)
[2] الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية وأشعة غاما هي كلها أنواع من الإشعاع الكهرومغناطيسي، لكنها تختلف في طول موجتها وترددها، وبالتالي في طاقتها واستخداماتها.
الأشعة تحت الحمراء (IR): هي إشعاع كهرومغناطيسي ذو أطوال موجية أطول من الضوء المرئي، وتقع في الطرف الأدنى من الطيف الكهرومغناطيسي. يمكن الشعور بها كحرارة، وتستخدم في العديد من التطبيقات مثل أجهزة التحكم عن بعد، والتسخين، والتصوير الحراري.
الأشعة فوق البنفسجية (UV): هي إشعاع كهرومغناطيسي ذو أطوال موجية أقصر من الضوء المرئي، وتقع في الطرف الأعلى من الطيف الكهرومغناطيسي. يمكن أن تسبب حروق الشمس وتلف الحمض النووي، ولكنها تستخدم أيضًا في التعقيم وبعض العلاجات الطبية.
أشعة جاما (γ): هي إشعاع كهرومغناطيسي ذو أطوال موجية قصيرة جدًا وترددات عالية جدًا، مما يجعلها الأكثر طاقة في الطيف الكهرومغناطيسي. تعتبر أشعة جاما خطيرة وتستخدم في العلاج الإشعاعي للسرطان.
الفرق الرئيسي بينها:
الأشعة تحت الحمراء: حرارية، وتستخدم للتدفئة والتصوير الحراري.
الأشعة فوق البنفسجية: قد تسبب حروقًا وتلفًا، ولكنها تستخدم في التعقيم.
أشعة جاما: عالية الطاقة، وتستخدم في العلاج الإشعاعي.
[3] كلمة “كوريك” هي كلمة عامية مستخدمة في مصر للدلالة على الرافعة أداة لرفع الرمل (أو أي شيء آخر) تعادل في العربية كلمة “مرفاع” أو “أداة رفع”