من ينقذ أطفال غزة؟

تاريخ الإضافة 24 سبتمبر, 2025 الزيارات : 134

 من ينقذ أطفال غزة

أقف بينكم اليوم والكلمات كلها خجلى لا تسعفني للتعبير عن واقع المأساة في غزة.

والله لقد احتُرت كثيرًا كيف أبدأ الخطبة وعن ماذا أتكلم حول هذه المأساة الإنسانية التي لم نرَ لها مثيلًا في تاريخنا الحديث.

هل أقف اليوم بلغة الرثاء لأرثي أمة عاجزة تملأ آفاق الأرض؛ لا تستطيع أن تدبر كسرة خبز وشربة ماء لاثنين مليون إنسان محاصرين بغزة؟

هل أقف اليوم أشكو هؤلاء الحكام الذين هم جزء كبير من المشكلة بمشاركتهم في الحصار ودعمهم لإخوانهم الصهاينة في هذه الحرب الضروس، وهذه المجاعات التي سموها في الإعلام جوعًا ممنهجًا لأهل غزة؟

أم أشكو النظام العالمي الذي يدعي الحرية والسلام وحقوق الإنسان، وتُنفر القوات حينما يرون قطًا معلقًا بشجرة، وتشتد عليهم الإنسانية حينما يروا حيوانًا يتألم أو حيوانًا مريضًا، ثم عند موضوع غزة الكل يتجمد وكأنه لا يرى شيئًا؟

قلت وبماذا تنفع الشكوى من هؤلاء أو إلى هؤلاء؟ إنما نحن كما قال العبد الصالح نبي الله يعقوب: “إنما أشكو بثي وحزني إلى الله” [سورة يوسف: 86].

وقفت الأمة عاجزة مكلومة أمام:

  • مشاهد التجويع.
  • ومشاهد الأطفال الذين صاروا جلدًا على عظم.
  • والمستشفيات التي لم يعد بها أي معالم لتطبيب أو دواء،.
  • والغارات التي لا تنقطع ولا تنتهي.
  • ومساعدات الموت التي أعدوها لقتل المدنيين العزل الذين لا حول لهم ولا قوة يفرون من الموت جوعًا إلى الموت برصاص الصهاينة.

أشكو إلى الله بثي وحزني وهو سبحانه وتعالى مطلع، سميع، بصير، لا يغيب عنه شيء (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين.) [الأنعام:59]

فاللهم يا سامعًا لكل نجوى ويا كاشفًا للضر والبلوى،

أنت غياثنا فبك نغوث وأنت لياذنا فبك نلوذ.

نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا

يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم،

نسألك بحق هذه الساعة المباركة وأنت تسمع كلامنا

وترى مكاننا ولا يخفى عليك شيء من حال إخواننا،

اللهم فرجًا منك قريبًا، فرجًا منك قريبًا.

أنزل رحمتك على إخواننا بغزة،

اللهم اشملهم بلطفك ورحمتك وإنعامك وفضلك،

اللهم استر عوراتهم وآمن روعاتهم،

اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم

وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم

ونعوذ بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم،

اللهم أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف

يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين.

اشتد البلاء على إخواننا وأحكموا الحصار عليهم

وجوعوهم ومنعوهم قوتهم،

فاللهم أرنا فيهم بأسك الذي لا يُرد عن القوم المجرمين،

اللهم جوّع من جوّعهم وعطّش من عطّشهم

وضيّق عليهم أنفاسهم.

اللهم أذقهم من نفس الكأس الذي أذاقوه لإخواننا بغزة

وألبسهم لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون.

اللهم إنه قد انقطع الرجاء إلا منك

ولا حول ولا قوة إلا بك،

اللهم إن قلوبنا معلقة بمددك،

اللهم إن قلوبنا معلقة بمددك،

فأمدهم بمدد من عندك يا أرحم الراحمين.

اللهم احفظهم بحفظك وأنت خير الحافظين،

اللهم امكر لهم وأنت خير الماكرين،

اللهم أعزهم بنصرك يا خير الناصرين،

أنت حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.

سلام الله عليكم يا أهل غزة:

ومع هذا فإني أقول لأهلنا في غزة: سلام الله عليكم يا أهل غزة، لقد علّمتمونا ما هي العزة، فثبتم ولم تركعوا ولم تلينوا، جوّعوكم فبقيتم أعزة، رفعتم رؤوس أمتكم ولم تلينوا ولم تستكينوا ولم ترفعوا الراية البيضاء.

كل هذا الجوع الممنهج إنما أرادوه لإجبار إخواننا بغزة على ترك أرضهم حتى إذا فُتح التهجير على مصراعيه فر الناس فيما يظنون، فهذه القسوة الشديدة هي للتخلص من أكبر جزء من سكان غزة ، وإجبار الآخرين على أن يخرجوا منها مع فتح الأبواب والوعود بالسمن والعسل والتعويضات وما شابه ذلك، ثم تنفيذ المشروع الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي ريفيرا غزة، هذه أحلامهم وهذا ما ينوون فعله ويريدون من خلال هذا الجوع الممنهج أن يصلوا إليه.

حينما نتكلم عن رمز العزة والصمود والشموخ نرى هؤلاء الأعزة الكرام الذين أصابهم ما أصابهم وهم على ما هم عليه واثقين في الله ثابتين أعزة حامدين لله عز وجل يشكون حالهم إلى الله سبحانه وتعالى.

الله يسمع ويرى:

وأريد أن أقول حتى لا يتسرب اليأس إلى النفوس: لا ينبغي أن نسمع نشرات الأخبار بمعزل عن إيماننا بالله عز وجل، فالله سبحانه وتعالى بيده الملك وهو على كل شيء قدير.

الله جل في علاه لا يغيب عنه شيء “ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين” [سورة الأعراف: 54].

الله جل وعلا بيّن أنه عالم الغيب والشهادة، الشهادة هو ما نراه الآن أما الغيب فهو ما طواه الله عنا في المستقبل.

حينما ترى الشهادة، الواقع الذي تحياه، واقع مرير، واقع مأساوي، واقع تآمري، واقع كله خسة ونذالة، تعلم أن لله عز وجل تدبيرًا يليق بجلاله.

عبرة من قصة موسى والخضر:

وأضرب لذلك مثالا بالخضر مع نبي الله موسى؛ نبي الله موسى يعلم الشهادة، رأى الخضر يخرق السفينة ثم رآه يقتل طفلًا صغيرًا ثم رآه قد هدم جدارًا وأقامه في قرية كلها بخلاء منعوا أن يضيفوهم.

فلما عاتب الخضروراجعه  ثلاث مرات، فسّر الخضرله ما طواه الله عنه من الغيب، لماذا خرق السفينة؟ ولماذا قتل الغلام؟ ولماذا هدم الجدار وأقامه؟

فهذا مثال للغيب الذي طواه الله عن عباده وهذا هو محك الإيمان، هل عندك يقين بالله؟

هل عندك ثقة بالله؟ هل أنت مستسلم لقضاء الله وإرادته؟

نجاح الثورة السورية:

ولن نذهب بعيدًا فعندنا الثورة السورية، بالأمس القريب، رأينا جميعًا كيف كان أهل سوريا يعيشون مرحلة من أقسى المراحل سواء التهجير أو التجويع أو التدمير أو البراميل المتفجرة.

كم من الملايين هُجّروا من سوريا؟ كم كانوا في مخيمات اللاجئين؟

كم ماتوا جوعًا أو بردًا في هذه المخيمات؟

كم ماتوا تحت الهدم بفعل البراميل المتفجرة ؟

روسيا وسوريا والقوى المعادية هنا وهناك؟ ثم ظهرت داعش من الجهة الأخرى.

أنت تتكلم عن واقع مأساوي لا تظن أن هناك بصيص أمل في هذه المسألة، ثم شاء الله بين عشية وضحاها : انهار النظام البعثي وانهار كل ما كان متعلقًا به وانهار حزب الله، أعتذر ليس حزب الله انهار حزب اللات وذهب إلى غير رجعة وانتصرت الثورة السورية.

رئيس سوريا الحالي كم طُلِب في رأسه؟ أمريكا رصدت لرأس محمد الجولاني 10 مليون دولار، الآن محمد الجولاني هو الرئيس الشرعي رئيس سوريا.

هذا عالم الغيب قبل سنة من الآن تقريبًا، الآن نحن رأيناه شهادة، فحجم التضحيات الذي قدمه إخواننا بسوريا كان كبيرًا كان ضخمًا، حجم الابتلاءات ما زال يعاني منه إخواننا بسوريا إلى الآن، لكن الله تعالى أذن بقطع رأس الحية وانتهى ودالت دولته إلى غير رجعة بعد أن كان يحكم بالحديد والنار، وبعد أن سمعنا ورأينا من كانوا في مقبرة سجن صيدنايا وغيره من السجون، حوالي 500,000 شهيد في سوريا هذا ما عُلم فضلًا عن آلاف المفقودين فضلًا عن المهجرين عن الجرحى عن المعاقين إلى آخره . 

أنا أقصد بهذا الكلام أن نعلم يقينًا أن لله تدبيرًا، وأن الله لا يغيب عنه شيء، نحن نرى الصورة الحالية الآن، صورة التجويع الممنهج لأهلنا بغزة بل قل لسادتنا بغزة حتى يكون هناك إنجاح لمشروع التهجير وعدم قيام أي معالم لدولة فلسطينية كما يقولون، هذا كلام معلن رسميًا ومن بالأمس أعلنوا أن الضفة الغربية وغور الأردن هي أراضٍ إسرائيلية خلاص ضُمت إلى إسرائيل يعني مفيش حاجة اسمها فلسطين، هذا مشروع قانون صوّت عليه الكنيست. 

 فماذا في علم الغيب لغزة ؟

هذا أمر طواه الله عنا، لكنه أمر لا بد وأن يكون للمسلم فيه بصيرة، فيوقن أن لله عز وجل تدبيرًا، وأن لله سبحانه وتعالى قدرًا نافذًا وحكمًا لا راد له.

لكن الذي ينبغي علينا هو أن نتحرك بإيجابية لنصرة إخواننا بكل ما نستطيع.

“ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”:

الله سبحانه وتعالى قال: “من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا” [سورة المائدة: 32].

“أحياها” ليس معناه أنه أحياها من العدم إنما أحياها يعني بمنع القتل، أحياها بأن أخذ على يد الظالم، أحياها بأن أمدها بأسباب الحياة، فالنفس الإنسانية لها حرمة في الشريعة، لا ينبغي أن يُعتدى عليها.

ما الذي نستطيع أن نفعله؟

العالم الآن يكاد أن يجمع كشعوب وليس حكومات على وحشية هذه الجرائم التي تتم على مرأى ومسمع، وصار هناك سياسيون عندهم بقية ضمير إنساني يغردون خارج السرب، وبدأت الحكومات تغازل شعوبها بفعل المظاهرات التي كثرت والحالات التي نراها من الدعوة إلى المقاطعة وما شابه ذلك، وحادثة إنزال 40 من الصهاينة في طائرة إسبانية منذ يومين لأنهم كانوا يغنون بأغاني فيها عنصرية فأنزلوهم من الطائرة.

هذا يسمونه تصاعد وتيرة العداء لإسرائيل، وما أرى أن هذا تصاعد لوتيرة العداء بقدر ما هو إعلان موقف إنساني من هذه الوحشية الممنهجة التي تتم على مرأى ومسمع.

فنحن لا بد وأن نتكلم عن هذه الاعتداءات الوحشية التي تتم عن قتل النساء والأطفال وعن قنص المدنيين:

  • أحدهم يحمل كيس طحين ليُطعم أولاده الصغار فيقنصوه.
  • أحدهم يذهب ليأتي بالطحين لأولاده فيرجع والبيت قد هُدم فوق رؤوسهم.
  • الذين لجؤوا إلى المخيمات قتلوهم.
  • الذين دخلوا المستشفيات للعلاج قتلوهم.
  • ماذا تبقى من إنسانية؟

فتصاعد وتيرة الفهم لما كان يُروج له أن الشعب الفلسطيني إرهابيين ومخربين إلى آخره الآن تبيّن من الإرهابي؟ ومن المخرب؟ فهذا الضغط لا بد وأن يأتي بفائدة.

واجبنا :

  1. أن نتكلم للعالم عن هذه الاعتداءات الوحشية التي تتم عن قتل النساء والأطفال وعن قنص المدنيين.
  2. المشاركة في كل حراك سلمي مجتمعي مدني فردي جماعي .
  3. أي شيء ولو صغير فيه دعم لإخواننا بغزة أو لتخفيف الحصار عنهم أو للترويج والدعم المعنوي لقضيتهم هذا أمر مطلوب.
  4. الأخوة الذين عندهم قدرة على الدخول إلى مواقع الصحف ووكالات الأنباء سواء على الفيسبوك أو على مواقعهم عبر الانترنت ادخلوا اكتبوا التعليقات، بكل اللغات التي ينبغي أن تقرأ حتى يعلم العالم حجم المأساة، انشروا الصور انشروا الفيديوهات.
  5. وأنا أعلم يقينًا أنهم لم يمنعوا الإنترنت عن غزة إلى الآن لأنهم يريدون هذا الضغط الذي يخططون له حتى إذا فتحت الأبواب للتهجير الكل يقول خلاص يهجروا خلاص يتوكلوا على الله يتركوا هذه الأرض، هذا هو المقصود الأساسي لكن نحن نوجه الدفة ضدهم.
  6. تصعيد الدعم المعنوي على مستوى العالم لإخواننا بغزة سواء برلمانيين سياسيين أحزاب جماعات حقوق إنسان.
  7. المشاركة في المظاهرات والاعتصامات أمام السفارات المختلفة.
  8. المشاركة بأي أنشطة مجتمعية لحقوق الإنسان.
  9. دعم غزة بالدواء وبالغذاء وكافة الإعانات الإنسانية من خلال هيئات الإغاثة الرسمية.
  10.  لا تستقلوا بأي شيء فيه دعم لإخواننا بغزة، فالقليل إلى القليل كثير.
  11. قضية غزة الآن قضية عالم بأكمله قضية إنسانية للعالم كله.
  12. كل من عنده بقية ضمير في الإنسانية يتحرك الآن في قضية غزة.
  13. كثير من الغربيين لا نعدم فيهم إنسانية ولا رحمة، فينبغي أن نعلن ونؤيد ونشجع هذا الاتجاه بعد أن كان يخشى أي شخص على مستوى العالم أن يتكلم عن إسرائيل ولو بنصف كلمة ولو بربع كلمة وإلا سيفقد منصبه أو وظيفته أو مكانته السياسية. الآن لم يعد لذي عذر عذرًا كما قال الله تعالى: “ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة” [سورة الأنفال: 42].
  14.  بعض الحكام المكتوفين يقول وماذا نفعل؟ تستطيعون أن تفعلوا الكثير. لقد كنا قديمًا ننكر على الحكومات أنهم يشجبون، حتى الشجب لم يعد موجود تخيلوا، حتى الاستنكار لم يعد موجودًا.
  15. دعم المقاطعة الاقتصادية.
  16. الدعاء.

كل هذه خطوات بناءة نستطيع بها أن نقدم شيئًا لإخواننا.

مظاهرات بتل أبيب دعما لغزة:

هل تتخيلوا أن التاريخ سيذكر أن  مظاهرات خرجت في تل أبيب تطالب بفك الحصار عن غزة !!!

في وقت المظاهرات ممنوعة في بلادنا العربية؟ هل تصدقون هذا؟

هل تصدقون أن هناك من دعوا لغزة علنًا فاعتقلوا؟

ومن دعا إلى التخفيف عن الإخوة بغزة وفك الحصار اعتقلوا ودُبّرت لهم قضايا.

تل أبيب تتظاهر من أجل غزة والمظاهرات في بلادنا العربية والإسلامية ممنوعة والدعاء والكلام عن فلسطين وغزة ممنوع.

والله هذا زمان عجب، أقسم بالله ما أظن أن أحدًا في تاريخ المسلمين كله كان يظن أنه سيأتي اليوم الذي نجد فيه عمالة وخسة إلى هذا الحد.

قديما الدول التي طبعت مع إسرائيل كان يحدث سحب السفير، إعلان قطع العلاقات، تخفيض التمثيل الدبلوماسي، يحدث قطع العلاقات التجارية والاقتصادية.

بعض الدول مثل كندا وغيرها أعلنوا قطع إمدادات السلاح خطوة نؤيدها ونشجعها ونباركها، ثم ندعو إلى أن يكون هناك دور لكندا في المساعدات الإنسانية، دور في الضغط الدبلوماسي لفك الحصار.

نأمل خيرًا في رئيس الوزراء الجديد وتوجهاته كثيرة بناءة وإيجابية وإن لم تكن كما نرجو ونأمل لكن لا مانع من مزيد من الضغط الشعبي والتعبوي بحيث أن نصل مع الحكومة الحالية إلى أعلى وأقصى درجات الدعم لإخواننا بغزة كشيء إنساني وجانب إنساني لا ينبغي أن يُهمل ولا أن يُغفل.

في بعض الدول أعلنت مقاطعتها لتصدير السلاح لإسرائيل.

أيضًا في جامعات في العالم أصدرت بيانات بأنها قطعت كل أشكال الدعم والمساندة والمعاونة مع النظام الصهيوني.

كل هذه تصب في قول الله تعالى: “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا” [سورة المائدة: 32].

فلا بد يا إخواني ألا نبخس شيئًا قليلًا فهو يصب في دعم إخواننا بغزة.

مشاهدة نشرة الأخبار فقط والضغط النفسي الذي يشكل لنا جانبًا من جوانب الاكتئاب واليأس والقنوط لن يجدي شيئًا.

الآن الجو حار وأنا أعلم ذلك يقينًا، أسأل الله أن يخفف عنا جميعًا، لو أني الآن قلت 20 مرة الجو حار ماذا سيحدث؟

هل الجو سيصير باردًا؟

كلا لا شيء، سيظل الجو حار.

فأنا لو قلت غزة محاصرة غزة محاصرة ماذا فعلت؟ لا شيء، هي محاصرة.

إذا فانا أسأل ماذا أفعل لأغير حرارة الجو؟ ما الوسيلة للتبريد؟ ما هو الباب الذي يأتي منه الريح؟

 أسأل كيف أدعم غزة؟ ما هي قدراتي؟

نحن لن نصل إلى درجة الإفلاس ولا اليأس ولا القنوط ما كان في صدورنا نفس يدخل ويخرج، لن نيأس أبدًا ولنتعلم الصمود من سادتنا بغزة ولنتعلم الثبات على الحق من سادتنا بغزة، فكل ما يصب في مصلحة فك الحصار ومعالجة الأزمة والمجاعة الموجودة في غزة لا تبخل به حتى وإن كان قليلًا.

لا مجال لليأس لا مجال للقنوط لا مجال للاكتئاب، إنما نحن في مقام نضرع فيه إلى الله سبحانه وتعالى ونبذل ما في وسعنا من أسباب سائلين الله تعالى العون والمدد وسألين الله تعالى الفرج القريب.

لما اشتد الحصار على النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في غزوة الأحزاب قالوا ما نقول يا رسول الله؟ قال: “قولوا اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا حسبنا الله ونعم الوكيل”.

اللهم إنا نسألك لإخواننا بغزة فرجًا قريبًا وفتحًا مبينًا،

وانصرهم نصرًا عزيزًا،

اللهم أمدهم بمددك وأعزهم بنصرك،

اللهم أرنا بأسك الذي لا يُرد عن القوم المجرمين

في كل من حاصرهم وأعان على حصارهم

ومن سفك دمائهم ومن أعان على سفكها،

أنت حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.

Visited 189 times, 2 visit(s) today


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 16 أبريل, 2025 عدد الزوار : 14312 زائر

خواطر إيمانية

كتب الدكتور حسين عامر