ما حكم استخدام الكحول لتطهير الجروح رغم أن الجلد يمتصه؟
استخدام الكحول لتطهير الجروح، جائز ولا حرج فيه شرعاً.
والتوضيح كالتالي بعد سؤال أحد المختصين كان الجواب كالتالي :
نعم، من الناحية الطبية، الكحول المستخدم على الجلد قد يمتص بنسبة قليلة جدًا عبر الجلد، ولكن الكمية التي تدخل إلى الدم عادة تكون ضئيلة للغاية وغير مؤثرة.
وفيما يلي التفاصيل:
1. الامتصاص عبر الجلد:
• الجلد يحتوي على طبقة واقية (طبقة الكيراتين)، تحد من امتصاص المواد إلى داخل الجسم.
• عند استخدام الكحول (مثل الإيثانول أو الأيزوبروبانول) لتطهير الجروح أو الجلد، قد يُمتص جزء صغير منه عبر الشعيرات الدموية، خصوصًا إذا كانت المنطقة مصابة أو الجرح مفتوحًا.
2. الكمية الممتصة:
• الكمية التي تدخل إلى الدم عند استخدام الكحول لتطهير الجروح صغيرة جدًا، بحيث تكون أقل بكثير من أن تسبب أي تأثير مسكر أو ضرر للجسم.
• الكبد في جسم الإنسان لديه القدرة على التعامل مع هذه الكمية الصغيرة بسرعة كبيرة.
3. مقارنة مع الشرب:
• الكحول الذي يُشرب يدخل مباشرة إلى الجهاز الهضمي، ويمتصه الدم بكميات كبيرة، وبالتالي يسبب التأثير المسكر.
• أما الكحول المستخدم على الجلد، فهو يُمتص ببطء شديد وبكميات ضئيلة لا تشكل أي تأثير على الجسم.
4. الدراسات الطبية:
• الدراسات تشير إلى أن امتصاص الكحول عبر الجلد أثناء الاستخدام الطبي (مثل تعقيم الجروح أو تنظيف الأيدي بالكحول) لا يؤدي إلى مستويات ملحوظة في الدم تؤثر على الجسم أو تسبب أي ضرر.
لذلك، من الناحية الشرعية، استخدام الكحول لأغراض التطهير آمن تمامًا ومسموح به.
وتطهير الجروح بالكحول لا يُعدّ من باب الترف أو الاستعمال المحرم، بل هو من باب الحاجة المشروعة.
فنسبة (١%) أو (٢%) أو (٣%) لا تجعل الشيء حراماً، وقد ظن بعض الناس أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) أن معناه: ما خلط بيسير فهو حرام ولو كان كثيراً، وهذا فهم خاطئ، الحديث: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) يعني: الشيء الذي إذا أكثرت منه حصل السكر، وإذا خففت منه لم يحصل السكر، يكون القليل والكثير حرام، لماذا؟ لأنك ربما تشرب القليل ثم تدعوك نفسك إلى أن تكثر فتسكر، وأما ما اختلط بمسكر والنسبة فيه قليلة لا تؤثر فهذا حلال ولا يدخل في الحديث. (مستفاد من فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله)