ما حكم رمي فضلات الخبز وهل هو من الإسراف؟

أخت تسأل : في بعض الأحيان تضطر أن ترمي لبابة الخبز و تشعر بالندم و الخوف من زوال النعمة. علما بأنها اذا تركتها لن يأكلها أحد و قد تضر بصحتهم لأنها عبارة عن عجين وهي تتذكر أهل غزة فتخاف من سخط الله عليها، ما حكم الشرع في هذا الفعل؟
الجواب

1. حكم إلقاء بقايا الطعام (مثل لُبابة الخبز)

الإسلام يأمرنا بالحفاظ على النعم، ومنها الطعام، قال النبي ﷺ:“إذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها وليُمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان”(رواه مسلم) وهذا يدل على أهمية حفظ الطعام وعدم إهداره.

• التصرف في بقايا الطعام غير الصالحة للأكل:
إذا كانت لُبابة الخبز أو أي جزء من الطعام لا يصلح للأكل وقد يضر بالصحة، فلا حرج في التخلص منه بطريقة مناسبة، مثل:
• إطعامه للحيوانات إذا كان ممكنًا.
• وضعه في مكان نظيف يليق بالطعام حتى لو كان للتخلص منه، مثل تخصيص مكان للطعام المستهلك.
• إلقاء الطعام في القمامة:
إذا كان الطعام فاسدًا أو ضارًا بالصحة ولا يمكن الاستفادة منه بأي شكل (حتى للحيوانات)، فيجوز التخلص منه مع ذكر اسم الله عليه عند إلقائه.

2. الشعور بالذنب والخوف من زوال النعمة

الحرص على حفظ النعم أمرٌ محمود، لكن لا يجب تحميل نفسك فوق طاقتها؛ فإذا قمتِ بما تستطيعين لتجنب إهدار الطعام، فلا لوم عليكِ. الإسلام دين يُسر، وقد قال الله تعالى:“لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا” (البقرة: 286).

3. علاقة ما يحدث بفلسطين أو غيرها من المآسي

• الشعور بالتضامن مع أهل غزة أو أي محتاجين في العالم شعور نبيل ومحمود، ولكنه لا يعني أن عليكِ تحمل ذنب رمي الطعام الذي لا يمكن الاستفادة منه، ولن يصل إليهم لو احتفظنا به.
• الأفضل أن تكوني إيجابية، كأن:
• تتصدقي بما يمكنكِ من مال أو طعام صالح.
• تدعي لهم بصدق بأن يفرج الله كربهم ويرفع عنهم الظلم.

4. نصائح عملية لتجنب إهدار الطعام

1. التقليل من إعداد الكميات الزائدة:
إذا كنتِ تجدين أن لبابة الخبز أو أي جزء لا يُؤكل غالبًا، يمكن تقليل الكمية أثناء الإعداد.
2. إعادة التدوير أو الاستفادة:
• يمكنكِ استخدام بقايا الخبز في وصفات أخرى (مثل عمل فتات الخبز المجفف).
• إطعام الطيور أو الحيوانات إذا كان الطعام آمنًا لها.
3. التوعية العائلية:
إذا كان هناك أفراد في المنزل يرفضون تناول بعض الأجزاء، يمكن العمل على توعيتهم بأهمية استهلاك الطعام بالكامل.