حكاية امرأة في صالة الترانزيت
حكى الدكتور صلاح الراشد هذه القصة:
في أحد المطارات كانت هناك امرأة نزلت ترانزيت ، وفي أثناء انتظارها علي مقعد من مقاعد المطار شعرت بالجوع فقامت بشراء بعض البسكويت والشكولاتة ووضعتهم في شنطة اليد ، ورجعت لتجلس ، وكان يجلس بجوارها رجل قريب منها علي نفس المقعد، وبدأت المرأة تأكل من البسكويت الذي اشترته ؛ وإذا بالرجل الذي بجانبها يمد يده ليتناول قطعة من البسكويت الذي تأكله !!! الأمر الذي أصاب المرأة بالعصبية الشديدة ولكنها حاولت أن تكتم غيظها ، ولكن العجيب أن الرجل مد يده مرة أخرى وأكل ، والمرأة غير مصدقة لما يحدث، وتريد أن تقول له ما هذا التصرف ولكنها سكتت على مضض ، وأخذت تأكل في البسكويت الذي اشترته هي بمالها حتى وصلت لأخر قطعة بسكويت فقام الرجل وهو يبتسم بتقسيمها نصفين نصف له وترك الآخر للمرأة !!!
جن جنون السيدة وتركت المكان وهي تتلفظ في نفسها بألفاظ غاضبة من هذا الرجل وأخذت تردد: أين الأخلاق، وأين الذوق، وما هذه التصرفات!!
و بعدها كانت المفاجأة……عندما ركبت الطائرة وأستقرت في مقعدها.. فتحت الشنطة الخاصة بها لتأخذ منديلا .. فتفاجأت بوجود البسكويت والشكولاتة كما هما في حقيبتها !!!! واكتشفت أنها كانت تأكل من البسكويت الذي اشتراه الرجل من نفس النوع ، ورغم أنها هي التي شاركته فيه إلا أنه قابل ذلك بابتسامة حتى آخر قطعة قسمها بينه وبينها !!!!!
فهل من الممكن ألا نتسرع في الحكم علي الناس وتصرفاتهم، ولا ندخل في خناقات ومشاكل ونخسر من حولنا من الأصدقاء والجيران قبل التحقق من الملابسات المحيطة بأي موضوع نتعرض له ؟