الذين تكلموا في الصلاة
اتفق الفقهاء على أن الصلاة تبطل بالكلام عمدا ، لما روى زيد بن أرقم – رضي الله تعالى عنه – قال : « كنا نتكلم في الصلاة ، يكلم الرجل صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة حتى نزلت { وقوموا لله قانتين } فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام » .
وعن معاوية بن الحكم السلمي – رضي الله تعالى عنه – قال : « بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم ، فقلت : يرحمك الله . فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت: واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه . فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني ، قال : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن » .
وذهب الشافعية إلى عدم بطلان الصلاة بكلام الناسي ، والجاهل بالتحريم إن قرب عهده بالإسلام أو نشأ بعيدا عن العلماء ، ومن سبق لسانه ،إن كان الكلام يسيرا عرفا ، فيعذر به.
و يحدث أحيانا بعض المواقف الطريفة التي يتكلم فيها بعض الناس في الصلاة بدون قصد، ومن القصص المشهورة قصة الثلاثة الذين دخلوا في الصلاة وأحدهم يأكل تمرة ،فوكزه الذي بجانبه منبها فجعل الآخر يزوم وهو يلوك التمرة في فمه ، وكأنه لا يعجبه ذلك ،فانفجر صاحبنا بالضحك فقال لهم الثالث مندفعا أنتم الاثنين صلاتكم باطلة !!!
وهذه حادثة أخرى حدثت في رمضان حينما دخل الناس في صلاة المغرب ودخل صاحبنا في الصلاة ففوجئ بالرجل الذي بجانبه ما زال يفطرعلى تمرات بيده وهو في الصلاة ، فوكزه في جنبه منبها فناوله آخر تمرة بيده وهويقول والله ما معي غيرها ، واستمر في صلاته !!!
وحدث لي أني كنت أصلى خلف إمام يقرأ بسورة الكهف فقرأ (كذلك وقد أخبرنا بما لديه ……) فتوقف فصوبت له (كذلك وقد أحطنا…) فأعاد نفس الخطأ (كذلك وقد أخبرنا بما لديه ……) فتوقف فصوبت له (كذلك وقد أحطنا…) فأعاد نفس الخطأ وكان يصلي بجانبي رجل كبير السن ضاق بما يحدث فقال لي باستعطاف كمل له الآية ، فأكملت له بتلقائية (كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا) ومضى الإمام ؛لكني انتبهت ماهذا ؟!!إن الرجل الذي بجانبي قال لي كمل له الآية ونحن داخل الصلاة وكظمت ضحكي وأنا لا أصدق نفسي !!
وبعد الصلاة ما هذا الذي فعلت يا عم فلان …لقد كلمتني في الصلاة …. قال :أصله صعب علي فقلت لك كمل له الآية !!!
وصلى بعض الإخوة بسورة مريم فقرأ (وهزي إليك من جذع النخلة ) فرد عليه بعض الإخوة مصححا (وهزي إليك بجذع النخلة ) فأعاد الأخ بنفس الخطأ (وهزي إليك من جذع النخلة ) فرد عليه مجموعة من المصلين (وهزي إليك بجذع النخلة ) فأعاد نفس الخطأ فأخذت الحمية أحد المصلين في آخر صف وكان جهوري الصوت وقال ياعم الشيخ مفيش من !!!!
واستضاف أحدهم صديقه في مسجد القرية فتقدم فافتتح القراءة بـ (الحمد لله رب العالمين )وهنا تذمر والد الأخ المضيف وشعر بأن صلاتهم باطلة لأنه لم يقل بسم الله الرحمن الرحيم
وأثناء القراءة أخطأ الإمام ولم يكن خلفه من يحفظ السورة فأعاد الآية ووقع في نفس الخطأ …..فتلقفها والد الأخ قائلا بغيظ لو أنك قلت بسم الله الرحمن الرحيم في الأول كان ربنا وفقك !!!
وقرأ أحد الإخوة بأطول آية في القرآن وكان يصلي إماما بزملائه في الشركة فتوقف في وسط الآية وانتظر فلم يرده أحد فأعاد الآية من أولها وتوقف في نفس الموضع ، فأعاد
وفي المرة الثالثة توقف في نفس الموضع فخشي أحدهم أن يطول الأمر فقال للإمام متوسلا أبوس إيدك اركع !!!
وأخيرا وقف أحد الأئمة في صلاة الظهر فجهر بالقراءة فقال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ثم انتبه أنه في صلاة الظهر فأسرّ بالقراءة ، وساد الصمت لحظات معدودة ، فانتبه أحد المصلين وراءه وظن أنه نسي الفاتحة فرفع صوته قائلا ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ …. مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) !!!!
لا والله ما تقبل يدي
حكى بعض الإخوة كنت يوما أصلي العشاء في مسجدنا ولما فرغنا من صلاة الفريضة قمت لأصلي سنة العشاء فإذا برجل كبير في السن يحاول المرور أمامي فمددت يدي لأمنعه فظن أنني أريد السلام عليه فسلم علىّ ووضع يده بيدي ويقول أهلا أهلا!!!!
فأردت الركوع حتى يعرف أنني في الصلاة فركعت فظن الرجل أنني انحنيت لأقبل يده فقال لا والله ما تقبل يدي !!!!
عندها لم أتمالك نفسي من الضحك وتركت الصلاة .