هناك أثر يقول:”ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة”، فهل هذا الأثر حديث أم قول لأحد السلف؟
الجواب
الحكمة القائلة “ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة “، لم أجده من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنما وجدته مروياً عن العباس بن عبد المطلب عم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رضي الله عنه – أخرجه ابن عساكر في (تاريخ دمشق – مجلد ترجمة العباس – رضي الله عنه – 184 – 185)، بأسانيد واهية شديدة الضعف، أنه كان من ضمن دعاء العباس في استسقائه: “اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة”.
إلا أن هذه الحكمة حق لا مرية فيها، وتواترت نصوص الكتاب والسنة في الدلالة عليها، فكل عقوبات الله –تعالى- العامة للأمم المذكورة في كتاب الله –تعالى- كانت بسبب الكفر والمعاصي.
وفي ذلك يقول الله –تعالى-:”كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ” [آل عمران:11]
وقال –تعالى-:”أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ” [الأنعام:6]،
وقال –تعالى-:”أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ” [الأعراف:100]،
وبين الله –تعالى- أثر الإيمان والتقوى والاستغفار في حصول الخير لأهل الأرض، فقال –تعالى-:”وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” [لأعراف:96]،
وعن ثوبان – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه …” أخرجه ابن ماجة
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “”ما تَوَادَّ اثنانِ في اللهِ عزَّ وجلَّ ، أوْ في الإسلامِ ، فَيُفَرَّقُ بينَهُما إلَّا ذَنْب يُحْدِثُهُ أحدُهُما””
أخرجه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني
أسأل الله –تعالى- أن يوفقنا لما يرضيه، وأن يجعل أعمالنا خالصة له لوجهه الكريم .
محب الدين
فما تقول في الأنبياء الذين التلوا وكذاك الصالحون، بل ما تقول في الأطفال الذين يبتلون وهم لما يجري عليهم القلم او ولدوا كلتلين.