من أخلاق الكرام : خلق التغافل
التغافل خلق جميل من أخلاق الكرام، وهو من فضل الله الذي يؤتيه من يشاء، وبهذا الخلق الكريم النبيل تبقى العلاقات وتدوم، وتقل المشاحنات، وتحفظ الأوقات عن الاهتمام بسفاسف الأمور، فالنفوس الكبيرة همومها كبار، والنفوس الصغيرة همومها صغار .
تعريف التغافل:
الغفلة عدم إدراك الأشياء حولك، والتغافل أن ترى الأشياء وتبصرها لكنك تتغافل عنها ولا تلتفت إليها، بأن تتغافل عن الزلات والهفوات، والأشياء الصغيرة، والحقيرة.
ويقولون في ذم بعض الناس أنه يتصدى في الأمور التافهة، ويجعل من الحبة قبة، إلى غير ذلك، فالمسلم أبدا لا يكون غافلا إنما يكون متغافلا.
الأدلة من القرآن والسنة:
1- ذكر الله لنا هذه الصفة في نبينا -صلى الله عليه وسلم- في سورة التحريم قال الله تعالى: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) [التحريم: 3].
ففي هذه الآية الكريمة يبين الحق تبارك وتعالى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسرّ لحفصة رضي الله عنها بسرّ وطلب منها ألا تذكره لأحد فذكرته لعائشة فأطلع الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- على الأمر، فعاد عليها في هذا، وذكر لها بعض ما دار بينها وبين عائشة دون استقصاء لجميعه؛ تمشياً مع أدبه الكريم؛ فقد لمس الموضوع لمساً مختصراً لتعرف أنه يعرف وكفى، ومضمون هذا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم كل ما دار، لا الطرف الذي حدثها به وحده، ولكنه تغافل عنه كرما منه -صلى الله عليه وسلم- حتى لا يكون العتاب قاسيا وشديدا .
2- ونبي الله يوسف عليه السلام تغافل عن تطاول إخوته في حقه؛ قال تعالى: ﴿قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون﴾ [يوسف: 77].
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمما ويلعنون مذمما، وأنا محمد ” (رواه البخاري).
4- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئا، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ” (رواه الترمذي وأحمد وأبو داود وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود).
5- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ” خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي أف قط، وما قال لي لشيء لم أفعله: ألا كنت فعلته؟ ولا لشيء فعلته: لم فعلته؟ ” (رواه الألباني بإسناد صحيح).
وذلك لأن أنسا كطفل صغير تحدث منه هنات أو أخطاء في بعض الأمور التي تقع منه ، لكن النبي كان لا يهتم كثيرا، ولا يبالي، ويذكر أن أنسا رضي الله عنه أرسله النبي في حاجة له فلما أبطأ عليه خرج النبي يطلبه فوجده واقفا يلعب مع الصبيان، ونسي حاجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسكه من أذنيه وقال مداعبا يا ذا الأذنين لولا القصاص لأوجعتك بالسواك، وطبعا السواك لا يؤلم أبدا، وإنما اراد النبي أن يلفت نظره لنسيانه لحاجة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
6- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: ” ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم بها لله ” (رواه البخاري).
7- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم؛ إلا الحدود ” (رواه الألباني بإسناد صحيح).
قال الإمام الشافعي رحمه الله: ” وذوو الهيئات الذين يقالون عثراتهم: هم الذين ليسوا يعرفون بالشر، فيزل أحدهم الزلة “.
8- وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى جواد يحب الجود، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها) صححه الألباني.
التغافل في كلام السلف:
1- سأل عيسى عليه السلام الحواريين: كيف تصنعون إذا رأيتم أخاكم نائما وقد كشف الريح ثوبه عنه، قالوا: نستره ونغطيه.
قال: بل تكشفون عورته، قالوا: سبحان الله، من يفعل هذا؟ فقال: أحدكم يسمع بالكلمة في أخيه فيزيد عليها ويشيعها بأعظم منها.
2- وفي أحد المجالس شم عمر بن الخطاب ريحا سيئة (رجل أخرج ريح البطن) فقال: أحرج على من أخرج الريح أن يقوم من بيننا فيتوضأ، فقال أحد الصحابة: أو نتوضأ جميعا يا أمير المؤمنين؟ قال: أفلح وجهك .
3-وكان ابن عمر يشتري الرقيق(العبيد)، ثم يعتقهم، وكان إذا رأى من رقيقه أمراً يُعجبه أعتقه، فعرف رقيقه ذلك منه، فكانوا يحسنون العمل أمامه، فيعتقهم. فعاتبه أصحابه قائلين: «والله يا أبا عبد الرحمن ما هم إلا يخدعونك». فيقول: «من خدعنا بالله انخدعنا له»، وقال ابنه سالم أن ابن عمر ما لعن خادمًا قط إلا واحدًا، فأعتقه.
4- وقال رجل لابن السماك : غدا نتقابل فنتعاتب قال بل نلتقي فنتغافر .
5- ومن الأبيات الشهيرة عند العرب:
ليس الغبي بس يد في قومه لكن سيد قومه المتغابي
6- وروى البيهقي في مناقب الإمام أحمد عن عثمان بن زائدة قال: “العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل”. فحدثت به أحمد بن حنبل فقال: “العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل“.
7- وفي وصف ابن الأثير-رحمه الله- لصلاح الدين الأيوبي قال: “وكان -رحمه الله- حليما حسن الأخلاق، ومتواضعا، صبورا على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم ما يكره، ولا يعلمه بذلك، ولا يتغير عليه“.
8- وقال الحسن البصري: “ما زال التغافل من فعل الكرام“.
9- وقال ابن المبارك: المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب الزلات.
10- ومن علماء القرن الثالث الهجري حاتم الأصم أتدرون لماذا سمي بالأصم؟ جاءت امرأة لتسأله عن مسألة، فاتفق أنها خرج منها صوت ريح البطن (ضراط) دون أن تقصد، فكربت وخجلت المرأة وتغير لونها واستولى عليها الحرج، فقال حاتم: ما اسمك؟ قالت فلانة، قال ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصمّ فكرر السؤال وكررت الإجابة فقال ارفعي صوتك أنا لا أسمع فسرّت المرأة بذلك، والتفتت لصديقتها قائلة: الحمد لله لم يسمع الصوت، فلقّب بحاتم الأصم ولم يكن أصما إنما من كرم أخلاقه تصنّع هذا.
أهمية التعامل بخلق التغافل:
قليل منا من يتخلق بهذا الأدب الرفيع والخلق العظيم والفن الراقي في التعامل، فالتغافل فن لا يحسنه إلا الكرام الأفاضل ذوو المروءة.
وما أحوجنا أن نتخلق به في وقتنا الحاضر؛ في زمن كثرت فيه الأحكام المسبقة على الناس وفسدت العلاقات، فكان لذلك أثرا على الآداب والأخلاق، ولا شك أن مجال استعمال هذا الأدب واسع فسيح في حياة الإنسان؛ الصديق مع صديقه والجار مع جاره والقريب مع قريبه والأب مع أبنائه والزوج مع زوجته والمدير مع موظفيه والمعلم مع طلابه.
وقال الشاعر:
من ذا الذي ما ساء قط ** وله الحسن فقط
أولا / التغافل بين الزوجين:
لا يخلو شخص من نقص، ومن المستحيل على أي زوجين أن يجد أحدهما كل ما يريده في الطرف الآخر كاملا، كما أنه لا يكاد يمر أسبوع دون أن يشعر أحدها بالضيق من تصرف عمله الآخر، وليس من المعقول أن تندلع كل يوم حرب شتائم وسباب، على شيء تافه؛ كملوحة الطعام، أو نسيان طلب، أو الانشغال عن وعد – غير ضروري- أو زلة لسان، فهذه حياة جحيم لا تطاق!
ولهذا على كل واحد من الزوجين تقبل الطرف الآخر، والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات، أو طبائع، أو أخطاء.
وبعض الرجال يدقق في كل شيء، وينقب في كل شيء؛ فيفتح الثلاجة يوميا ويصرخ لماذا لم ترتبي الخضار أو تضعي الفاكهة هنا أو هناك؟! لماذا الطاولة علاها الغبار؟! هناك عنكبوت … كم مرة قلت لك: الطعام حار جدا؟!
وفي الحياة الزوجية البعض منا لا يرى إلا السلبيات ، ويبالغ في إظهارها ، ويقول : زوجتي فيها وفيها ….. من السلبيات، ولو تغافلت عنها وأبرزت الجمال والمحاسن والصفات الطيبة والإيجابية لظهر لك الكثير من الأمور التي كنت غافلا عنها، لأن التركيز على السلبيات والسيئات يجعل الإنسان يضيق ويسخط على الشخص الذي يعيش معه، والعكس أيضا يحدث من الزوجة.
فنحن بشر فينا محاسن وسيئات فينا سلبيات وإيجابيات لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا التغافل عن السلبيات فما من واحد منا إلا وعنده حسنات وسيئات، لكن من غلبت حسناته سيئاته لا يعامل على أن السيئات هي الأساس فنتغافل عن السيئات.
وفي المخاصمة والعتاب لا تكثر من العتاب والقسوة في الكلام، وهذا التعاتب يكون قاسيا خاصة بين الزوجين فإذا أعطيت لزوجتك بعض المال لشراء شيء فلا تكن دائما مستقصيا أنفقت كذا بكم؟ واشتريت كذا بكم؟ وكم تبقى من المال؟ وأين هو؟ وكما قيل: ما استقصى كريم قط.
والرسول -صلى الله عليه وسلم- علمنا التغافل في العلاقة بين الزوجين قال: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» معنى لا يَفْرَك: لا يبغض
كما أن بعض النساء كذلك تدقق في أمور زوجها ماذا يقصد بكذا؟ ومن هذا المتصل بك؟ ولماذا تأخرت إلى هذه الساعة؟ خرجت من العمل من ساعة أين ذهبت ، مع من تكلمت …..الخ، هذا التفصيل والتحليل والتدقيق هذه أمور لا يتسع لها العمر ولا الوقت ولا الصدر ؛ فيكره الرجل البيت ويكره أن يرى وجه زوجته ويحمل هم الساعة التي سيخضع فيها للتحقيق الدقيق من قبل المخابرات الخاصة في البيت هذا يا اخواني يحول الحياة إلى جحيم.
وعلى الزوج أن يفهم طباع زوجته وعلى الزوجة أن تفهم طباع زوجها ثم بعد ذلك يتم التغافل عن هذه الطباع السلبية فلو أن امرأة زوجها من النوع الغضوب إذن تحاول أن تحتويه، رجل زوجته من النوع العنيد أو العصبي يحاول أن يحتويها، فليس في الدنيا رجل كامل الأخلاق، ولا امرأة كاملة الأخلاق؛ خلقنا الله جميعا فينا النقص ليكمل بعضنا بعضا .
ثانيا / التغافل مع الأبناء:
لابد للمربي أن يتحلي بهذا الخلق، فأولادنا يختبرون الحياة ويجربون قدراتهم، ويقلدون أصحابهم، وينقلون للمنزل ما يتعلمونه خارجه، وهنا تكثر الزلات وإصابة السيئات.. ولو وقف المربي موقف المحصي المتصيد للزلات والأخطاء لتعب وأتعب…!
وفي أغلب الأحوال لا يتعمد أولادنا فعل الخطأ؛ ففي كثير من الأحيان يكون الأمر خارجا عن سيطرة الطفل؛ كأن يتعثر في سجاد المنزل، أو يصطدم بالمنضدة أو يسقط كوبا.. وذلك لأنه في بعض مراحل النمو الجسدي، تجد جزءا ينمو بسرعة بالمقارنة بجزء آخر؛ فلا تنمو أجزاء الجسم بسرعة واحدة؛ فتجد مثلا أن معدل النمو بين الساقين والجذع والذراعين مختلفا، وهنا يحدث حالة من عدم التوافق الحركي، ويفقد الطفل السيطرة جزئيا على أطرافها ريثما يتعود على حجمه وأبعاد جسمه الجديدة.. وهنا تتجلى قيمة التغافل.
وممارسة التغافل تقلل من انتقاداتنا لأولادنا؛ فإن كثرة تعليقاتنا على تصرفات أولادنا تضعف ثقتهم بأنفسهم، كما تجعلهم يتجنبون مجالستنا والتحدث إلينا، ويصابون بالعزوف عن ممارسة الجديد مخافة التعليقات السلبية، فيركنون للمنطقة الآمنة!
ومن ذلك التغافل -لا الغفلة- عن بعض ما يصدر من الأولاد من عبث أو طيش(قلة عقل): فذلك نمط من أنماط التربية الإسلامية، وهو مبدأ يأخذ به العقلاء في تعاملهم مع أولادهم ومع الناس عموما؛ فالعاقل لا يستقصي، ولا يشعر من تحت يده أو من يتعامل معهم بأنه يعلم عنهم كل صغيرة وكبيرة؛ لأنه إذا استقصى، وأشعرهم بأنه يعلم عنهم كل شيء ذهبت هيبته من قلوبهم. ثم إن تغافله يعينه على تقديم النصح بقالب غير مباشر، من باب: إياك أعني واسمعي يا جاره، ومن باب: ما بال أقوام. وربما كان ذلك أبلغ وأوقع.
أيضا دوام الصلة الطيبة بين الآباء والأبناء خاصة في فترة المراهقة، هذه الفترة العمرية مراهقة للأبناء ومرهقة للآباء، يجعلها التغافل أكثر يسرا على المربي، فكثير من الآباء يترصدون أخطاء أبنائهم ويحصونها مهما كانت صغيرة، ويذكرونهم بها كلما سنحت الفرصة لذلك، ويكون ذلك سببا في تحطيم شخصياتهم واكتسابهم لعادات سيئة كالكذب والعناد، لتصير العلاقة بينهم سيئة ومكفهرة، وربما ينتج عن تلك المعاملة مشاكل لا تحمد عقباها، منها زوال الهيبة.
ثالثا/ التغافل مع الناس:
من التغافل أن يتسع صدرك للناس وتسمع لهم فربما يكون حديث أحدهم حديثه مملا أو أنك تعرفه تمام المعرفة لكن من التغافل أن يتسع صدرك وتسمع لمن يتكلم وتحترمه وهو يتكلم، يقول عطاء بن أبي رباح : إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأن لم أسمعه قط وقد سمعته قبل أن يولد.
وفي زحمة الحياة ترى بعض الأشخاص في تفاعلات عجيبة مع الآخرين لمجرد سخافات من القول والفعل تقع لهم، بقصد أو بدون.
وقد تجد أحدنا من ضمن تفاهات وسخافات الفعل والقول الدنيوية اليومية، أن يتأثر لكلام الناس، فينشغل بها أيما انشغال، ويتألم منها كثيرا وطويلا، ليعيش تبعا لذلك أياما وليال مشغول البال لا يهدأ، ولا يغمض له جفن، بل ربما وجدته يحاول رد الصاع صاعين أو أكثر إن استطاع، والنقد نقدين، مع ما يصاحب كل ذلك الفعل بالطبع، توترات وتفاعلات كيميائية بالجسد مؤذية.
حياتنا أغلى وأرقى من أن ننزل بها إلى تلكم المستويات الدنيا من التفاعل مع الآخرين، بل ما أجمل أن نرتقي في فكرنا وتعاملاتنا مع بعضنا البعض. لا نحقد، ولا نحسد ولا نبغض ولا نسيء لأحد، بسبب تفاهات لا تستحقها أبدا عقولنا وأبداننا ونجعلها تقع ضحية لها، لتتضرر بسببها على المدى القريب أو البعيد. ومن هنا تأتي أهمية خلق التغافل، للحيلولة دون الهبوط إلى تلك المستويات الدنيا في علاقاتك الإنسانية.
وأسمع رجل أبا الدرداء رضي الله عنه كلاما، فقال: ” يا هذا، لا تغرقن في سبنا، ودع للصلح موضعا؛ فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه “.
ثمرات التغافل:
1- التغافل يكسب صاحبه طمأنينة النفس وراحة البال.
2- التغافل يسد باب النكد والشقاء على صاحبه، فعن علي رضي الله عنه قال: (من لم يتغافل تنغصت عيشته).
3- التغافل سبب لدوام المودة والعشرة سواء بين الأقارب أو الأصدقاء أو الأزواج.
4- دوام الصلة الطيبة بين الآباء والأبناء.
5- التغافل يطفئ ما يمكن أن ينتج عنه الضر والشر لأن إحصاء كل صغيرة وكبيرة أمر لا يطيقه لا الكبير ولا الصغير، لا القريب ولا البعيد.
6- التغافل يكسب صاحبه الاحترام والتقدير، فالذي يتعامل بأدب التغافل وغض الطرف عن الزلات، يعيش محبا لمن حوله محبوبا بينهم.
7- التغافل يجعل الجو الأسري إيجابيا، بعيدا عن المشاحنات والتربص.
8- التغافل يوفر لك فرصة التركيز على الإيجابيات وتبني لغة التشجيع والترغيب.
الخلاصة:
♦ من يتصيد الأخطاء للناس لا يزداد إلا تعبا وهما، ويتجنبه الناس ويعزفون عن صحبته.
♦ كل ابن آدم خطاء ولا عصمة لبشر إلا من عصمهم الله تعالى.
♦ لابد وأن يكون ميزاننا وتقييمنا للآخرين شاملا فلا ننسى خيرهم وصالح أفعالهم لمجرد هفوة أو زلة.
♦ التغافل يمنع الجدال ويضمن سلامة الصدر والألفة والمحبة.
♦ التغافل يعطي الطرف الآخر الفرصة لمراجعة النفس وتهذيبها.
♦ التغافل لا يضخم الأمور ولا يرسخها بل يجعلها تمضي على أنها زلة عابرة وهفوة لا قيمة لها.
♦ التغافل يقوم السلوك بابتسامة عاتبة أو بنظرة.
♦ التغافل يكون عن السلوك نفسه وليس عن فاعله لنعينه على نفسه وعلى تصويب ما بدر منه.
♦ التغافل لغة لا يقوم بها ولا يفهمها سوى كبار العقول، أصفياء النفوس، من يهتمون بكسب الأفراد قبل كسب المواقف.