في عام 2008 كان أول رمضان لي بمونتريال وكان معنا أحد الإخوة الافاضل ضيفا علينا من إحدى الدول العربية جاء إماما للتراويح .
والاخوة المغاربة هنا كرماء جدا وخاصة مع أهل القرآن ويتسابقون على ضيافتهم على الإفطار في رمضان .
وفي أحد ليالي رمضان بعد التراويح جاءنا أخ مغربي وقال لي أنا والشيخ القارئ أنا عازمكم عندي غدا على الإفطار إن شاء الله سوف سوي لكم طجين حوت !! 
قلت له متعجبا حوت ؟؟!!!
قال : نعم
قلت : وهل هنا من السهل صيد الحوت ؟
قال مستغربا : هو يباع هنا في محلات كذا وكذا ….
فالتفت إليّ الضيف وقال يا شيخ حسين والله فرصة طيبة أن نأكل لحم حوت .
وفِي الموعد ذهبنا بعد صلاة المغرب إلى بيت الأخ المضيف .
والاخوة المغاربة هنا لا يضعون الطعام كله على المائدة دفعة واحدة كعادتنا نحن المصريين
بل تبدأ الضيافة طبقا بعد طبق ولا يوضع الطبق الثاني إلا بعد انتهاء الجميع من الطبق الأول
وبدأ الإفطار بالمقبلات كما يسمونها أو السنة القبلية للطعام كما أسميها .
وكانت البداية مع التمر والحليب والقهوة .
فقال الشيخ : يا أخي هات الحوت على طول لأني لا أستطيع أن آكل كثيرا وإلا لن أستطيع القراءة في التراويح !!!
فقال : حاضر شيخنا لا تتعجل .
ثم جاء دور الخبز الذي يصنعه المغاربة هنا بأنواعه المختلفة المسمن والبغرير والبطبوط مع العسل وزيت الزيتون

فكرر الشيخ يا أخي هات الحوت على طول لأني لا أستطيع أن آكل كثيرا…..
ورفع الطبق الثاني
ثم جاء بالسلطة !!!

ثم الأرز الأبيض بالبيض المسلوق ….
فقال الشيخ بشيء من الضيق : كده أمامنا للفجر لما ييجي الحوت هو الحوت الطبق رقم كم ؟؟!!
فقال بابتسامة عريضة : لحظات شيخنا اسمحولنا عذبناكم معنا .
ودخل المطبخ ثم خرج يقول : خلاص الحوت خرجناه من النار ….

سوف أحمل الطعام والأطباق لأوسع المائدة .

فقلت باشتياق : محتاج أشيل معاك ؟

قال : لا أنا أجي به وحدي

فقال الشيخ بعفوية : هات الحوت يا بطل هات
ودخل علينا الأخ بطجين فيه سمك من الحجم العادي يشبه الذي أمامكم بالصورة ووضعه أمامنا !!!!!
وقال : كلوا بالصحة
فقال الشيخ بنبرة حزينة : فين الحوت ؟ قال ها هو أمامكم شيخنا !!
قال : هذا هو الحوت ؟
قال : نعم
يا أخي هذا سمك !!!
قال نحن المغاربة نسمي السمك حوت
فنظر الى ثم قال طيب رد علينا البغرير والبطبوط !!! خلينا نفطر كويس !!!
وكانت نكتة الشهر كله.