أعظم الأعمال” سرور تدخله على قلب مسلم”
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : “ أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا “
خلقنا الله من طينة الأرض التي فيها اللين واليابس، وجعل الله فينا المشاعر والأحاسيس …. الحب والبغض والسعادة والحزن ، وعلمنا ديننا أن نكون دائما سببا لإسعاد الناس لا سببا في إحزانهم .
أن نكون سببا في الخير لا في الشر ،أن نكون ممن يسعد الناس بقدومهم لا ممن يتعس الناس بوجودهم ، فهذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين لنا أن من أعظم الأعمال أجرا عند الله سبحانه وتعالى : سرور تدخله على قلب مسلم .
ديننا يعلمنا دائما أن نكون سعادة لكل من حولنا ،وقبح إلينا الغلظة والخشونة والعنف ، وقد رأينا هذا في قوله تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم:
” واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ” الشعراء 215 ، وقوله أيضا : ” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ” آل عمران/159
والبعض منا يظن أن التبسط واللين ضد الهيبة وقوة الشخصية ، ويقلل من المكانة الاجتماعية بين الناس ، وأن الرجولة تعني أن يكون غليظا خشنا في التعامل مع الناس ، لابد أن يكون رسميا ….
نقول : كل شيء في ديننا فيه التوازن ؛ فديننا لا يعرف التطرف والجنوح إلى جهة دون جهة ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهيب الناس له هيبة ؛ حتى عمرو بن العاص يقول: “إنه ما ملأ عينه من وجه رسول الله هيبة له ” قال : ” ولو قيل لي صف رسول الله ما استطعت” سبحان الله العظيم ! وكان مع هذه الهيبة كان صلى الله عليه وسلم بساما ضحاكا كما تقول عائشة رضي الله عنها .
1- إسعاد الناس بالبسمة والتبسط :
يقول جرير بن عبد الله رضي الله عنه : ” ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وتبسم في وجهي ” فكانت الابتسامة دائما مرتسمة على وجهه صلى الله عليه وسلم ، وكان لين جانبه وبساطته المعهودة تجعل في قلبه مكانا لكل مسلم من المسلمين حوله فلا يشعر أحد منهم بغربة عن المجلس أو برهبة أو بخشية حتى الرجل الذي اقترب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتعدت فرائصه فقال له : “هون عليك يا أخي فإنما أنا ابن امرأة من مكة كانت تأكل القديد ، يعني أنا لست جبارا ولا ذا سلطان ظالم … إنما أنا ابن امرأة عادية من أهل مكة ” والقديد هو اللحم المقدد كانوا يعرضون اللحم للشمس ليصير يابسا كوسيلة من وسائل الحفظ .
والمقصود الإشارة إلى أنه رجل عادي بسيط متواضع لا متكبر ولا متغطرس ولا يجعل لنفسه مكانة فوق الناس ، وكان صلى الله عليه وسلم يرفض أن يجلس والناس حوله قيام ، كان يرفض أن يأتي فيقوم له أصحابه قياما وحق له صلى الله عليه وسلم أن يُحترم وأن يُجل وأن يُعظم لكنه كره أن يتميز على أصحابه ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم (هاشّا باشّا بسّاما ضحّاكا ) باشّا من البشاشة وهي السرور الذي يظهر في الوجه.
وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تبسمك في وجه أخيك صدقة” وقال : ” لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ” فإشاعة البسمة على من حولنا هدي نبوي نقتدي فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم .
قصة زاهر مع الرسول صلى الله عليه وسلم :
وكان له مواقف فيها ممازحة حتى نتعلم ، كان أحد الصحابة من سكان البادية (الصحراء) اسمه زاهر وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
” زاهر باديتنا ونحن حاضروه ” وكان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الهدايا ، ويبادله الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الهدايا ؛ فكان إذا نزل المدينة يبدأ أولا فيمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينطلق إلى السوق ، وجاء زاهر مرة ولم يجد النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى السوق ، وأُخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم زاهر ، فذهب حتى أتى زاهر من خلفه ، واحتضنه ، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينادي قائلا : من يشتري العبد ؟ من يشتري العبد ؟ وزاهر يقول : اتركني اتركني حتى عرف زاهر الرسول صلى الله عليه وسلم من صوته فقال : إذن تجدني كاسدا يارسول الله ، قال : ولكنك عند الله لست بكاسد .
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقلل من قيمته ولا هيبته ولا مكانته هذا التبسط الجميل مع واحد من أصحابه رضوان الله عليهم .
موقف طريف بين علي والنبي صلى الله عليه وسلم :
من هذه المواقف : لما أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طبقا من التمر والنبي صلى الله عليه وسلم من عادته يقبل الهدية ويوزعها على من حوله ، فكان بجانبه علي بن أبي طالب يأكل التمر ويجعل النوى أمام النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال متبسما : أكلّ التمر أكلت يارسول الله ؟ كأنه لم يأكل شيئا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنت أكلت التمر بنواه ؟!!
( تبين لي أن القصة مكذوبة رغم شهرتها فأتركها هنا لبيان أنها غير صحيحة)
زوجك الذي في عينيه بياض ؟
وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأل عن زوجها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : زوجك الذي في عينيه بياض ؟
فسكتت المرأة تحاول أن تتذكر زوجها كيف في عينيه بياض ؟ فلما رجعت البيت رأت زوجها فجعلت تنظر في عينيه ، قال لها ما بك ؟ قالت سألت عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : زوجك الذي في عينيه بياض؟
فقال زوجها : أما ترين بياض عيني غلب سوادهما ؟
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمازح ويتباسط مع أصحابه ويدخل السرور عليهم بهذه اللطائف ، لكن ساعة الجد كانوا رجالا جادين ، فكل شيء له مقامه وكل شيء له مقداره ومكانته .
2- إسعاد الناس بالتبشير بالخير :
أيضا يا إخواني من الأسباب التي تدخل بها السعادة على إخوانك غير البسمة والممازحة والتبسط ، التبشير بالخير ؛ لا تحرص على أن تكون دائما وكالة أنذروا خليك في وكالة أبشروا !!!
أذكر الخير …. انشر الخير….. إذا علمت خبرا سارا كن أول من يبشر به ، إذا علمت خبرا سيئا فلا تخبر به إلا طبعا للضرورة إذا تعين عليك ، لكن لست مكلفا أن تتصل يا فلان أنا علمت في كذا وكذا ….. مما يسوؤه ويحزنه سبحان الله العظيم!!
الشيخ عبد الحميد كشك ذات مرة – وكانت الهواتف قليلة في الماضي- اتصل به رجلا من الأسكندرية عند الجيران ، فطلبوا الشيخ ، وراح فقال خيرا يا ابني ؟ قال أنا حلمت إنك مت !! فقال الشيخ : عشان استريح من وشك (وجهك).
فما الضرورة في أن تزف الأخبار السيئة للناس لماذا لا نتبع قول النبي صلى الله عليه وسلم ” يسروا ولا تعسروا ، بشروا ولا تنفروا “
فالخبر السيء لا تكن ناقلا له ، انقل الأخبار السارة ؛ فإذا اضطررت لخبر سيء فتجمل في عرضه أو نقله وتلطف مع من تخبره .
ويذكر أن الأمام ابن سيرين وهو من أعلام التابعين وله أخبار عديدة في تفسير الرؤى جاءه رجل محزون مكروب قال له رأيت في الرؤيا كأن أسناني كلها قد وقعت فأخبرني من أخبرني أن أهلي جميعا سيموتون .
فقال له : بل سيبارك الله في عمرك حتى تكون آخر أهلك موتا .
المؤدي واحد لكن فارق كبير بين التعبيرين .
قصة سهلة بنت ملحان عند وفاة ابنها :
وهذه المرأة الصالحة أم أنس بن مالك سهلة بنت ملحان- رضي الله عنها – لما مات ابنها الصغير، كيف نقلت الخبر لزوجها ؟
شيء عجيب والله يا إخواني ، قدمت له العشاء وتزينت وتعطرت له حتى جامعها ، ثم في الأخير قالت له : الجيران استعرنا منهم عارية (أخذنا شيء سلف للمنفعة) وقد أرسلوا في ردها ، قال وما المشكل في ذلك عاريتهم واستردوها ؟ قالت فإن الله أودع ولدك عبد الله عارية عندك ، وقد استرد الله عاريته !!!
غضب الرجل وذهب يشكوها لرسول الله فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم قائلا ” بارك الله في ليلتكما ” وحملت في هذه الليلة بغلام ، وعوض الله تبارك وتعالى الزوجين خيرا .
فالشاهد يا إخواني خليك دائما بشير خير ، لا تكن نذيرا ، لا تكن ناقل للسوء والأحزان ، إذا اضطررت لذلك تلطف ، انتق العبارات راعي من أمامك أنه ليس كتلة من الصخر هو إنسان عنده ما عنده من مشاعر ، ربما خبر يؤدي إلى وفاة إنسان إلى حدوث سكتة قلبية أو دماغية أو جلطة …. وخاصة إذا كان مرهف الحس ، أو كان عنده ما عنده من البشر من الخفة في تلقي الأخبار ، فبعض الناس عنده جلد وصبر ، وآخرون ليس عندهم قوة لتلقي الأخبار الحزينة .
مشهد توبة الله على كعب بن مالك :
أنقل لكم مشهد كعب بن مالك ، وكعب كان أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله في غزوة تبوك وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بهجره هو وصاحبيه ( يقاطع تربية وتأديبا له ) ، بعد خمسين ليلة نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر توبة الله على كعب وصاحبيه فخرج النبي وأخبر بعض أصحابه بالخبر وكان ذلك في الثلث الأخير من الليل ، ماذا فعل القوم ؟
خرج أحدهم حتى صعد على جبل سلع (وكان جبلا بجانب مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يعد له وجود الآن مع التوسعات) وقف على جبل سلع وجعل ينادي بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر! وآخر ركب الفرس وجعل يعدو سريعا حتى وصل إلى كعب ليبشره ، وذهب كعب إلى المسجد عند الفجر فاستقبله الناس وهنأوه قال : فقام إلىّ طلحة مهرولا فهنأني واحتضنني فوالله لا أنساها له .
وتوجهت إلى رسول صلى الله عليه وسلم فإذا بوجهه يبرق من السرور .
هذا هو المجتمع عندما يحب بعضه بعضا ويفرح الجميع فيه بتوبة الله على عبد من عباده ( كعب بن مالك )
3- إسعاد الناس بالتبشير بالقاء التحية :
والتحية لها فعل السحر والله في النفوس ، التحية مع الابتسامة هذا أدب تعلمناه في ديننا.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ” لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلام بينكم ” دائما إفشاء السلام ، والسؤال عن الحال سبب لإسعاد من حولك ؛ فإسعاد الناس بالتحية والبسمة ، والسؤال عن الحال له فعل السحر في تأليف القلوب .
تخيل وأنت حزين وقابلك أحدهم وألقى عليك التحية مبتسما ؟ أنت بطبيعة الحال يتغير حالك وتبتسم سبحان الله!!
رغم أنك حزين وفيك ما فيك من الحزن ، لكنك لأثر الكلمة الطيبة مع البسمة أدت إلى تغير حالك بهذا الشكل ، والرسول صلى الله عليه وسلم قال : “أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم “
انشروا السلام بين كل من حولكم ، وطبعا إذا كان لا يفهم لغتك كسائر أهل البلد هنا تحييه بالتحية التي يفهمها وتبتسم في وجهه.
إلقاء التحية انقذه من الموت :
أذكر أني قرأت قصة لعامل كان يعمل في أحد مصانع تجميد وحفظ الأسماك في إحدى الدول… وذات يوم وقبل نهاية الدوام دخل إلى ثلاجة حفظ الأسماك لينجز أخر عمل له في ذلك اليوم…وبينما كان ينجز عمله ، حدث أن أغلق باب الثلاجة وهو داخلها…
حاول الرجل فتح الباب ، ولم يستطع ، أخذ يصرخ وينادي بأعلى صوته طالبا المساعدة من العمال الآخرين ، ولكن كان الدوام قد انتهى ولم يبق أحد في المصنع…!! وبعد مرور قرابة خمس ساعات ، وكان الرجل قد أوشك على الموت من شدة البرد ، إذ بحارس المصنع يفتح باب الثلاجة ، وينقذه…!! وعندما قام مدير المصنع بسؤال حارس المصنع ، كيف عرف أن ذلك العامل كان موجود داخل المصنع ولم يخرج مع باقي العمال؟
قال الحارس: أنا أعمل بهذا المصنع منذ فترة كبيرة يدخل ويخرج من المصنع مئات الموظفين والعمال يوميا ، لم يكن أحدا منهم يلقي علي التحية يوميا ويسألني عن حالي إلا ذلك العامل…وعند نهاية هذا اليوم لم أسمعها منه وافتقدته عند خروج العمال ، فعلمت أنه لا زال في المصنع فبحثت عنه حتى وجدته!!
فكان إلقاء التحية سببا لنجاته من الموت المحقق ، سبحان الله !! لا يضيع معروف أبدا
يا إخواني قصة أنا في حالي …. مالي شأن بغيري ….. هذا ليس من أخلاقنا نحن المسلمين ، وجدت إنسانا حزينا في كربة أو ضيق أو شدة ولو من باب التخفيف عنه بالكلمة سله عن حاله لماذا أنت حزين لماذا أراك هكذا هل في مرض أو شيء، أو هل ممكن أسعى في قضاء حاجتك ، أنا ممكن أدلك على الطريق أو أشفع لك إن كان لي شفاعة عند بعض الناس أو الاماكن وكل هذا وارد.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتفقد أصحابه ومن حوله ولما رأى أبا امامة جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة سأله عن سبب ذلك ؟
قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟
قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي، وقضي عني ديني.
الشاهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعطه مالا ولم يسع في قضاء دينه لأنه لم يكن يملك في هذا الوقت مالا لكن خفف عنه بالكلمة .
أحيانا الإنسان فينا يحتاج لمن يقول له : مالك؟ ماذا بك ؟
هذه تكفي والله محتاج أن يحكي ويوضح ما عنده سبحان الله العظيم! يسمع كلمة طيبة حانية تخفف عنه ألمه ، هذا هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهكذا المسلم دائما لا يبخل على غيره بالسؤال عن حاله وأحواله فإن لم تكن تملك مساعدة مادية فإنك تملك أن تخفف عنه بالكلمة .
4- إسعاد الناس بقضاء حاجاتهم :
أيضا يا إخواني من أبواب ادخال السرور على المسلمين أن تقضي حاجة أخيك، إذا أعطاك الله قدرة على معرفة القوانين ، كيف تقضى المسألة الفلانية ؟ أو تشفع له ، والشفاعة في الخير خير ؛ طالما أنك لا تأخذ حقا ليس لك ، أو لصاحبك ولا تظلم غيرك .
والرسول صلى الله عليه وسلم قال : “اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ماشاء”
وابن عباس كان في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم معتكفا ، فجاءه رجل يطلب شفاعته عند رجل بحكم مكانة ابن عباس وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين فيشفع له عند هذا الرجل ، فقام معه وخرج من المسجد فاستوقفه البعض كيف تخرج من المسجد وأنت معتكف ؟قال : سمعت رسول الله يقول: ” ولأن أمشي في حاجة أخي خير لي من أن أعتكف في مسجدي شهرا.”
مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم الركعة بألف أن تقضي لأخيك حاجة تسعى معه لتقضيها هذه خير عند الله وأعظم أجرا من اعتكاف شهر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
5- إسعاد الناس بالهدية :
والهدية قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم ” تهادوا تحابوا”
وأسعد الناس بك هم أقاربك وإخوانك وأرحامك ، وتبدأ بوالديك زوجتك أولادك …. كل هؤلاء أولى ثم أصدقاؤك ، وسائر من حولك ، ومن كان بينك وبينه موقف أو شحناء ، وقال “إن الهدية تذهب وحر الصدر” وحر الصدر هو : الحقد أو الغيظ بسبب مشكلة أو مشادة .
فالهدية وإن كانت رمزية لها مفعول كبير في إسعاد من حولك .
والخلاصة:
كن دائما سببا لإسعاد غيرك …. كن رحمة للناس .
إذا حضرت سعد الناس بك ، وإذا غبت افتقدك الناس وتفقدوك يسألون عنك .
نسأل الله أن نكون ممن يسعدون باسعادهم الناس ، وأن يقضي حاجات المحتاجين وأن يفرج كرب المكروبين ….اللهم آمين.