شرح الدعاء” اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ”

تاريخ الإضافة 22 أغسطس, 2023 الزيارات : 17231

 (اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ)

في صحيح البخاري عن أبي هريرة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء)

وفي حديث آخر أمرنا بذلك فقال: “تعوذوا بالله من جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ“.

اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء:

البلاء الذي يبلو الجهد أي يصل إلى الطاقة، ؛ أي أقصى طاقة في الإنسان ، فكل ما أصاب المرء منْ شدةِ أو مشقة، ومالا طاقة له بحمله، ولا يقدر عَلَى دفعه، فهو جهد البلاء

والبلاء نوعان:

 بلاء جسمي كالأمراض في الأعضاء، أوجاع في البطن، في الصدر، في الرأس، في الرقبة، في أي مكان – من أعضاء الإنسان -، هذا من البلاء.

 وبلاء معنوي؛ بأن يُبتلى الإنسان بمن يتسلَّط عليه بلسانه، – فيقع في عرضه – فينشر معايبه، ويخفي محاسنه.

ونعوذ بك من دَرَكِ الشَّقَاءِ:

والدرك من الإدراك، – بأن يدرك الإنسان ، فكأنك هارب من الشقاء فيدركك ويلحق بك، فتستعيذ بالله من إدراكه، نعوذ بالله من درك الشقاء.

و”الشقاء” ضد السعادة، والسعادة سببها العمل الصالح، والشقاء سببه العمل السيئ، فإذا استعذت بالله من درك الشقاء، فهذا يتضمن الدعاء بألا تعمل عمل الأشقياء.

 فمعناه: أعوذ بك أن يدركني هلاك بأن أعمل عمل الأشقياء بالوقوع في المعاصي والذنوب.

ونعوذ بك من “سُوءِ القَضَاءِ”:

 سوء القضاء يحتمل معنيين:

 المعنى الأول: – اللهم إني أعوذ بك – أن أقضي قضاء سيئا، والقضاء يعني الحكم، فالإنسان ربما يحكم بالهوى، ويتعجل الأمور، ولا يتأنى ويضطرب، هذا سوء قضاء، – قد يحكم على غيره عندما يأتيه خبر عنه فيحكم عليه بالظن أو التهمة أو ما شابه، فهذا من سوء القضاء.

 والمعنى الثاني: أن الله يقضي على الإنسان قضاء يسوؤه، ويحزنه، فتستعيذ بالله عز وجل من سوء القضاء.

قال سبحانه: ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [يونس: 11] 

والاستعاذة من سوء القضاء لا يخالف الأمر بالرضا بالقضاء؛ فإن الاستعاذة منه من قضاء اللَّه – سبحانه وتعالى – وقدره، والتي شرعها لنا وجعلها سُنّة لعباده.

ونعوذ بك منشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ:

وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ: هو أن يفرح العدوّ ببليّةٍ تنزل بعدوّه فالإنسان إذا وقع عليه جهد البلاء، أو درك الشقاء، أو سوء القضاء، تشمت به الأعداء، فنعوذ بالله من شماتة الأعداء.

والأعداء جمعُ عدوٍّ، كلُّ إنسان يسره ما ساءك، أو يغمه ما يـفرحُك، فهو عدوٌّ لك.

فأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتعوذ بالله من هذه الأمور الأربعة، – جهد البلاء ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء – فينبغي للإنسان أن يمتثل أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأن يستعيذ بالله منها، لعل الله أن يستجيب له.

(4) تعليقات


  • محمد نجيب

    جزاكم الله خيرا
    الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة
    الحمد لله على وجود العلماء يعلمونا مما علمهم الله

  • محمد نجيب

    جزاكم الله خيرا
    اللهم اني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشفاء ،وسوء القضاء ، وشملت الأعداء

  • حامد عوض

    جزاكم الله خيراً وأسعدكم في الدنيا والآخرة
    وجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم
    اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 1 فبراير, 2024 عدد الزوار : 354 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم