تيسير الفقه ( المقدمة )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ، فهذه ورقات كنت قد جمعتها لإخواني وأحبابي طلبة الفقه عندما كنا نشرح كتاب فقه السنة ، وقد رأيت أن أعرضها هنا للفائدة .
وبفضل الله قمت بصياغة وإعداد التعليقات إلى آخر فقه العبادات ، وسوف أنشرها في الموقع تباعا إن شاء الله .
وخشية إطالة الموضوع بالنقول المختلفة عن علمائنا من كتب الفقه المختلفة مزجت بينها في السياق بدون توثيق إلا إذا رأيت فائدة في التوثيق بنقل النص ونسبته إلى من قاله من العلماء، فعملي هو الجمع والترتيب والتبسيط كما هو منهج الشيخ سيد سابق رحمه الله .
وسبحان الله كلما قرأ طالب العلم أكثر كلما ازداد معرفة وفهما وبصيرة بالأمور ، فعمر هذه التعليقات يزيد عن العشرين سنة لم أخرجها إلى النور حتى نقحت فيها وهذبت وقدمت وأخرت ،وما زلت أسمع وأتعلم من مشايخنا الكرام ، وأغير وأعدل فيها ، وترد علي الفتاوى والوقائع الجديدة ؛ فاستفيد وازداد علما ؛ فكلما زاد عمر الإنسان زاد علمه وزادت خبرته بالحياة والواقع .
وحينما انتقلت إلى كندا جدت مسائل وأمور جديدة لم تكن بمصر فالجالية هنا مزيج كبير لمجتمعات إسلامية تختلف في بعض الواقع والتصور ، والمشاكل عن بعضها ، فكلما عرضت لي مسألة أو فتوى بذلت جهدي في البحث لأصل فيها إلى ما أظنه الصواب ، ومن ثم أضيفها في هذه الدروس للفائدة .
وقد استفدت في هذه التعليقات بكتب علمائنا قديما وحديثا :مثل كتاب فقه الطهارة للعلامة القرضاوي ، وتمام المنة للعلامة الألباني ، والمغني لابن قدامة ، ونيل الأوطار للشوكاني ،والشرح الممتع لابن عثيمين ، وفتاوى ابن تيمية ، وزاد المعاد لابن القيم ……… وغيرها مما لا يحضرني الآن .
وأحب أن أقول إن عملي هذا ليس انتقاصا لكتاب فقه السنة ، وإنما هو تتمة للفائدة من الكتاب ، ومن منا لا يعترف بأن كتاب فقه السنة فتح الله به مغاليق كثير من الفقه وقد صدق من قال :(مازال الفقه مغلقا على أهله حتى فتحه الله بفقه السنة )
وهذا اجتهادي أبغي به وجه الله فإن أحسنت فالحمد لله وإن أسأت فاستغفر الله ، ورحم الله امرءا أهدى إلى عيوبي .
والله من وراء القصد.