فضل بناء المساجد وعمارتها

تاريخ الإضافة 22 أغسطس, 2023 الزيارات : 18311

فضل بناء المساجد وعمارتها

بيوت الله المساجد التي أمرنا الله جل وعلا برفعها، وذكره فيها، وتسبيحه بالغدو والآصال، فمن المسجد تدبر شئون العباد، وفي المسجد تضاء قناديل العلم والمعرفة، فالمسجد شأنه عظيم في قلوب المؤمنين، وقد ذكره الله في كتابه الحكيم وأمر برفعه والعناية به، سواء كان ذلك بتشييده وبنائه، أو الحفاظ عليه من كل ما يتسبب في امتهانه، وفوق ذا وذاك ربط اسمه باسمه فسمي بيت الله، فكان له نصيب من إجلاله سبحانه وإعظامه.

ومكانة المسجد في الإسلام تظهر بجلاء في كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يستقر به المقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوف في قباء، حتى أمر ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بني في المدينة، وأول مسجد بني لعموم الناس.

وعندما واصل صلى الله عليه وسلم سيره إلى قلب المدينة كان أول ما قام به تخصيص أرض لبناء مسجده صلى الله عليه وسلم .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلاً في سفر أو حرب وبقي فيه مدة اتخذ فيه مسجداً يصلي فيه بأصحابه رضي الله عنهم، كما فعل في خيبر.

والمساجد أحب البقاع إلى الله عز وجل كما في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم- أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها. رواه مسلم عن أبي هريرة

وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه: (أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله! أي البلدان أحب إلى الله؟ وأي البلدان أبغض إلى الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا أدري حتى أسأل جبريل ؛ فلما جاء جبريل سأله: ما أحب البلدان إلى الله؟ وما أبغض البلدان إلى الله؟ فقال جبريل: يا محمد -عليه صلوات الله وسلامه- أحب البلدان إلى الله المساجد، وأبغض البلدان إلى الله الأسواق). رواه الإمام أحمد

 كيف لا تكون المساجد أحب البقاع إلى الله، وخير البلدان عند الله وهي موضع نوره ومكان هداه، وفيها يجتمع عباده الذين رضي الله عنهم وهداهم إلى صراطه المستقيم!

فهذه المساجد تدعو إلى عبادة الله جل وعلا، وإلى الإقبال على الآخرة، والأسواق بعكس ذلك، فهي تدعو إلى الركون إلى الدنيا، ليست الأسواق مذمومة إذا اتقى الإنسان فيها ربه، لكنها نواة الغفلة، والأسواق سميت بذلك لأن الأرزاق تساق إليها، أولأن الناس يمشون إليها على سوقهم، جمع ساق، أي: على أرجلهم، فالأرزاق تأتي إليها من كل جهةٍ، والناس يسعون فيها على سوقهم، فيقال لها: الأسواق

ترخيص الله لعباده المؤمنين بعمارة بيوته 

والمسلم في أي مكان يحل فيه أول ما يبحث عنه يبحث عن المسجد لأن قلبه معلق به لا يجد راحته ولا يشعر بالسكينة إلا فيه فعن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: المسجد بيت كل تقي، وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة، والجواز على الصراط إلى رضوان الله، إلى الجنة رواه الطبراني والبزار وصحَّحه الألباني.

وقد وفق الله إخوانكم لافتتاح هذا المسجد ليكون منارة لهذه المدينة وما حولها ، ولا يغيب عنا أن الجالية تتمدد كل يوم إما بالمهاجرين الجدد أو بالانجاب (أسأل الله أن يبارك في نسل المسلمين )
فعزمنا على أن نستعين بالله ونشتري هذا المكان ، ولا يخفى عليكم أن المساجد كلها في بلاد الغرب لا تدعمها حكومة أو وزارة أوقاف ….وإنما بفضل الله قامت من جيوب المسلمين ونفقاتهم لأن كل مسلم يعلم إن إقامة شعائر الله ليس مسؤولية إدارة أو جمعية ما إنما هي مسؤولية كل المسلمين في هذا المكان فهذا الأمر من فروض الكفايات التي ينبغي على الجميع التعاون في سبيل تحقيقها ، ويد الله مع الجماعة .

قال تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ (٣٧،٣٦) النور
فكل مسجد رفع وبني، إنما رفع وبني بإذن الله تعالى.. فالله تعالى هو الذي اختار مكان هذا المسجد …..ولهذه الآية علاقة وثيقة بالآية السابقة لها وهي قوله تعالى : ( الله نور السموات والأرض) النور 35

فماذا يقول العلماء عن هذه العلاقة؟!

يقولون: مصدر النور هو الله عز وجل.. فالله هو الذي أنار السموات والأرض.. فأين ينزل هذا النور؟
ينزل في بيوت الله جل وعلا.. إذن نور الله يتجلى في المساجد.
على من ينزل هذا النور؟

ينزل على من ذكرهم الله تعالى في قوله( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) النور 37

وقوله تعالى(رِجَال ) فيه إشعار بهممهم السامية، ونياتهم وعزائمهم العالية، التي بها صاروا عُمَّارا للمساجد، التي هي بيوت الله في أرضه .

وقال تعالى: {إنّما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشى إلاّ الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} التوبة 18

قال ابن كثير رحمه الله: (وليس المراد هنا من عمارتها زخرفتها وإقامة صورتها فقط ، إنّما عمارتها بذكر الله فيها وإقامة شرعه فيها ورفعها عن الدّنس والشرك).

وعلى هذا فعمارة المساجد تكون إما حسية أو معنوية:

فعمارتها الحسية تكون بالبناء والترميم والصيانة وتوفير ما تحتاج إليه من خدمات.

والعمارة المعنوية تكون بالصلاة وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والمحاضرات والندوات والذكر والدعاء.

وعن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – قال : سمعت النبي-صلى الله علي وسلم- يقول: (من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله – تعالى – بنى الله له مثله في الجنة ) البخاري

يعني : بيتًا مثله في الجنة، فالمثلية الواردة في الحديث جاءت لإيضاح أن الجزاء من جنس العمل، فهي تعني المثلية في الكم لا في الكيف ؛ لأن موضع شبر في الجنة خير من الدنيا وما فيها، كما ورد بذلك الخبر عن الصادق المصدوق.

وهذا شامل لكل مسجد صغيرًا كان أو كبيرًا، أو كان بعض مسجد، فالحديث هنا جاء من باب إطلاق الكل وإرادة الجزء، فالمسهم مع غيره في بناء مسجد والمجدد له ومن أدخل توسعةً عليه يكون داخلاً في مضمون الحديث السابق، ويؤيد هذا المعنى ما ورد من أحاديث صحيحة؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله (من بنى لله مسجدًا قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة)

وهذا بالطبع لا يحصل إلا بمشاركة جماعة في بناء مسجد تكون حصة الواحد منهم قدرًا معينًا.
وقوله: (ولو كمفحص قطاة) مفحص القطاة موضع بروكها على بيضها، وهو مشتق من الفحص أي البحث، فالدجاجة والقطاة تفحص في الأرض برجليها لتتخذ لنفسها مفحصاً تبرك فيه أو تبيض فيه ، والقطاة : نوع من الحمام الصحراوي
ومعلوم أن ذلك المكان صغير جدًا، ومفحص القطاة لا يمكن بحال أن يتسع لمصلي، فدل على أن أيّ تبرع يُسهم في بناء مسجد موعودٌ صاحبه ببيت في الجنة، والمقصود ألا يحتقر أحد مساهمته في بيت الله ولو كان السهم الذي دفعة للمسجد يبلغ أن يكون مقداره بالنسبة للمسجد بهذا المقدار الصغير لموضع بيض القطاة ، حتى لا يحتقر أحد ما أنفقه من المال لبناء مسجد ، وقد يدخل في ذلك من ساهم في بنائه ، أو عمل فيه بيده، أو دفع أجرة العاملين، ونحو ذلك من العمل الذي ينسب إلى صاحبه أنه ساعد في بناء المسجد بنفسه أو ماله، احتسابا وطلبا للأجر المرتب على ذلك، وهو أن يبني الله له مثله، أو أوسع منه في الجنة.
حيث إن البيت في الجنة لا يقاس بما في الدنيا، ولا نسبة بينهما، وذلك مما يدفع من وسع الله عليه إلى المسارعة في الخيرات، واغتنام الفرصة في هذه الحياة، فيقدم لآخرته ما يجد ثوابه مضاعفا عند ربه أضعافا كثيرة.

الصدقة الجارية :
ولا ننس أن كل من يشارك في هذا المسجد فله أجر كل من يصلي ويتعبد كل تال للقرآن كل معتكف كل مهتد إلى الإسلام أو تائب إلى الله ، فأنت أيها المساهم قسيمه في الأجر ،في الجمع والجماعات في الخطب والمحاضرات ، وأجرك باق ما بقي البناء وعم النفع ، ومن المفارقات العجيبة أن للمنفق أن يحصل على أجر زكاة المال بالإضافة للصدقة الجارية فلا ينقطع الجزاء  .

الصدقة بين الإسرار والجهر :
حين تكون الصدقة لشخص فقير فالأولى فيها الإسرار حتى لا يكون فيه أذى له أو تطلعا لرياء ، أما إذا كانت أداء للفريضة فإن إظهارها وإعلانها أولى ، ومن ثم تقول الآية :
(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) البقرة:271

فالجهر يكون أفضل في عدة حالات :
1.
أداء فريضة الزكاة وإعلانها كشعيرة من شعائر الإسلام وهذا مستفيض من حال الصحابة مع رسول الله في أدائهم الزكاة فعن عبد الله بن أبي أوفى قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل على آل فلان . فأتاه أبي بصدقته ، فقال : اللهم صل على آل أبي أوفى . رواه البخاري ومسلم .

2. المصلحة العامة للمسلمين كالنفقة في سبيل الله أو بناء مسجد أو مدرسة أو مستشفى …الخ وهو الظاهر من النصوص أن الإعلان عنها أفضل إذا كان الأمر يتعلق بمجموع المسلمين من باب التنافس على الخير والمسابقة للخيرات كما في غزوة تبوك حينما دعا النبي صلى الله عليه وسلم للإنفاق ووعد المنفقين بالأجر العظيم من الله ،واستجاب الصحابة رضوان الله عليهم ، فأنفق كل حسب مقدرته.
وكان عثمان صاحب القِدْح المُعَلَّى في الإنفاق فهذا عبد الرحمن بن
حباب يحدثنا عن نفقة عثمان حيث قال:

شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة،فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله،

ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان، فقال: يا رسول الله عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله.

ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله،

فأنا رأيت رسول الله ينزل عن المنبر وهو يقول:

ما على عثمان ما عمل بعد هذه، ما على عثمان ما عمل بعد هذه) سنن الترمذي

وعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنهما قال:

جاء عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة، قال: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقبلها بيده ويقول: (ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم -يرددها مرارًا– ) مسند أحمد (5/63).

وأما عمر فقد تصدق بنصف ماله وظن أنه سيسبق أبا بكر بذلك, وهذا الفاروق يحدثنا بنفسه عن ذلك حيث قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي, فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أبقيت لأهلك؟» قلت: مثله.

قال: وأتى أبو بكربكل ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أبقيت لأهلك؟» قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا.

وروى أن عبد الرحمن بن عوف أنفق ألفي درهم وهي نصف أمواله لتجهيز جيش العسرة.

3.
فتح باب الخير بالتنافس على الإنفاق حينما يكون الأمر متعلقا بكفالة بعض المنكوبين من المسلمين وهذا مثل الذي تقوم به بعض الهيئات والجمعيات الخيرية من كفالة الأيتام ومساعدة الفقراء والمعوزين ،وضحايا المذابح والحروب…نسأل الله أن يرفع عنهم البلاء وأن يحقن دماء المسلمين في كل مكان.

4. الإظهار ترغيبا للناس في الإقتداء وخاصة ممن يقتدي بهم من أهل العلم والفضل ، وسن السنة الحسنة ليقتدي بها فيهتدي، وفي صحيح مسلم من حديث جرير بن عبد الله: “من سن سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أجورهم شيء“.


وقد أمر الأنبياء والرسل بالإظهار للطاعات؛ لأن الله تعالى جعلهم أسوة لأتباعهم، كما قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا} (الأحزاب:21).
ومثل الأنبياء: خلفاؤهم وورثتهم من العلماء والدعاة والصالحين، من كل من يقتدي به.

ولا ننس أن الله أثنى على المنفقين سرا وعلانية فالعبادة بالإنفاق تكون علانية كما تكون سرا قال تعالى (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) البقرة الآية 274.

وقال علي رضي الله عنه: “تصدقت بدرهم في ليل وآخر في النهار، وبدرهم سرًا، وآخر علانية، عملاً بالآية“.

ودائما التنافس على الدنيا يولد في النفوس البغضاء والحقد ويشيع التحاسد والضيق في الصدور ، أما التنافس على الآخرة فإنه يسبب السمو الروحي والرقي بالنفس والحب بين الجميع فأنا حينما أرى فلانا وقد أنفق كذا وكذا من ماله أحبه في الله وتتطلع نفسي إلى تقليده ، وملمح آخر لقد رأيت من يحضر ليشاهد فقط فلا يخرج إلا وقد أنفق من ماله الكثير حرك فيه ذلك رؤيته للمنفقين فلو أن رجلا أو امرأة حضر حفلا لجمع التبرعات وكانت نيته أن ينفق مائة فإذا به يرى من ينفق عشرة ألاف فتسمو نفسه إلى الزيادة فيستقل المائة بعد أن كان يراها كثيرة ،بل ويزيد عليها .

وقد لاحظنا أن كل المساجد والمراكز الإسلامية والمدارس الإسلامية في أمريكا وأوربا وغيرها إنما تم من جيوب المسلمين من خلال تنافسهم على الخير بالإنفاق الجماعي علانية .

ويؤثر عن الشيخ القرضاوي قوله في مثل هذه المحافل قوله (رحم الله امرأة ورطت زوجها)

فيا من وسع الله عليكم وآتاكم من فضله ها أنتم اليوم تدعون إلى الخير والإنفاق في سبيل الله فجودوا مما أعطاكم الله تعالى ولا تبخلوا ، واعلموا {أنّ ما عندكم ينفد وما عند الله باق}

واعلموا يا إخواني الكرام بأن الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة كما جاء ذلك في الذكر الحكيم ، قال تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبّةٍ أنبتت سبع سنابل ، في كل سنبلة مئة حبّة ، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم}

فها هي أبواب الخير أمامكم مفتوحة مشَرَّعة فــ {سارعوا إلى مغفرة من ربّكم وجنّة عرضها السموات والأرض أُعِدَّت للمتقين}.

نسأل الله اليقين بأن ما أنفقنا خير مما أمسكنا وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن إنه على كل شئ قدير

فتوى جواز إنفاق أموال الزكاة على انشاءالمشروعات الخيرية الإسلامية للشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر السابق – رحمه الله –

alt

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

مصارف الزكاة محددة بنص القرآن الكريم ، قال تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠) التوبة

هذه هي جملة أوجه المستحقين للزكاة والصدقات ، وكان من بينها بل السابع في تعدادهاالإنفاق في سبيل الله وقد خصه بعض الفقهاء بأنه الإنفاق فيما يعين المجاهدين في سبيل الله وتوسع فيه آخرون، ومنهم العز بن عبد السلام بأنه الإنفاق الذي يكون من شأنه تعزيز شأن المسلمين وتقويتهم سلما أو حربا .

وهذا الرأي الأخير رأي له وجاهته اليوم ويحتمله النص القرآني ، ويمكن العمل به ،وبخاصة بالنسبة للمسلمين إذا كانوا أقلية في بلد من البلاد ، وكانوا في حاجة إلى منشآت صحية أو تعليمية يتعلمون فيها شئون دينهم ولغتهم لغة القرآن الكريم محافظة على أبنائهم .

وعلى هذا يجوز الإنفاق من أموال الزكاة على إنشاء المشروعات الخيرية الإسلامية كبناء المعاهد الدينية والمدارس والمستشفيات وتمويلها ، ودفع مرتبات الذين يعملون فيها ، وتجهيزها بما يلزم من أدوات ، مع إعطاء الأولوية في إنفاق جزء من الزكاة على الفقراء والمساكين من المسلمين والله أعلم .


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 1 فبراير, 2024 عدد الزوار : 241 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم

جديد الموقع