آداب قضاء الحاجة
النعمة في خروج الأذى من الجسم :
قال علي ّبن أبي طالب –رضي الله عنه : يا ابن آدم إن غرتك قوتك فلم استحكمت فيك شهوتك …أولك نطفة مذرة ،وآخرك جيفة قذرة ، وأنت بين هذا وذاك تحمل في جوفك العذرة !!!
مذرة أي فاسدة والمقصود أن يحقر الإنسان نفسه .
ولما دخل ابن السماك على هارون الرشيد قال عظني وكان بين يدي الرشيد طعاماً …
فقال يا أمير المؤمنين أرأيت إن غصت هذه اللقمة في حلقك بكم تفتديها ؟
قال :بنصف ملكي ، قال : فإن حصرت (الإمساك ) فلم تستطع إخراجها ؟
قال : بنصف ملكي الآخر ، فقال يا أمير المؤمنين فلا تغترن بملك يضيع بين شرقة وعذرة !!!
كم تكون فاتورة نعمة التبول؟
رجـل بلغ من العمـر سبعين عـاما ،عـانى من مشكلة عـدم التبـول لعدة أيام ،
وبعد ازديـاد الألم زار طبيـب وأقتـرح عليـه أن يعمل عمليـة في المثـانة ، ووافق الرجـل على الفـور للتخـلص من الألم الكبير الناتج عن احتباس البول …
وبعد نجـاح العمليـة حضـر الدكتـور إلى المريـض وأعطاه بعض الأدوية وكتـب له الخـروج مع فـاتـورة المستشفى ، وعندمـا نظـر لها الرجـل بدأ في البكـاء..
فقـال له الطبيب: إذا كانت الفـاتورة باهظـة السعـر عليـك فمن الممكن أن نعمـل لك تخفيـض ينـاسبك !!!
قـال الرجـل: ليس هذا ما يبكيني؛ ما يبكيني هو أن الله أعطاني نعمـة التبـول سبعين عـام ولم يرسـل لي فـاتورة مقـابل ذلـك !!!
كم أنت كريـم يا الله..تنعم على عبـادك ولا نـدرك نعمــك إلا بعد أن نفقـدها ..!
آداب قضاء الحاجة:
1- أن لا يستصحب ما فيه اسم الله
إلا إن خيف عليه الضياع ، وقد شدد كثير من العلماء في المصحف لئلا يتعرض للنجاسة ،إلا إذا خشي ضياعه أو سرقته ، وأما إذا نسي ودخل به فلا شيء عليه أما من كان معه مثلا أذكار أو أدعية ونحوه فطالما أنها في جيبه مأمونة من النجاسة فلا حرج .
أما الأشرطة والأقراص المضغوطة (CD)فليست كالمصاحف ، لأنها ليس فيها كتابة ، غاية ما هنالك أن ذبذبات معينة موجودة فيها إذا مرت بالجهاز المعين ظهر الصوت ، فلذلك يدخل بها ولا إشكال في ذلك .
كذلك ما انتشر في الآونة الأخيرة من أجهزة إلكترونية كالجوال والآي فون والآي باد وغيرها فلا يحرم إدخالها إلى الخلاء لأنها ليس لها حكم المصحف ، ولو بعد تسجيل القرآن داخلها ، لأنه صوت داخلي مخفيٌّ وليس بكتابة ظاهرة .
2 – الاستتار عن الناس :
فقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يغتسل بالبراز بلا إزار فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر.)صححه الألباني
وعن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن جدي قال قلت يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر قال : ( احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك فقال الرجل يكون مع الرجل قال إن استطعت أن لا يراها أحد فافعل قلت والرجل يكون خاليا قال فالله أحق أن يستحيا منه ) رواه الترمذي وحسنه وجد بهز اسمه معاوية بن حيدة .
3 – الجهر بالتسمية والاستعاذة عند الدخول :
لحديث أنس رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدخل الخلاء قال : ( بسم الله ، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) رواه الجماعة
( الخبث ) بضم الباء جمع خبيث ، و ( الخبائث ) جمع خبيثة ، والمراد ذكران الشياطين وإناثهم .
4- يقدم رجله اليسرى عند الدخول واليمنى عند الخروج
ولكن ليس هناك دليل صحيح صريح في هذه- المسألة وخاصة أن قضاء الحاجة في زمانه صلى الله عليه وسلم لم تكن في مبنى(حمام )إنما كان في الصحراء ؛ وإنما هي قاعدة اتفق العلماء عليها وهي تقديم اليمين في الأمور الفاضلة واليسرى للأمور المكروهة ، وقد ذكرها النووي وغيره كما في شرح مسلم لحديث عائشة قالت : (كانت يد الرسول اليمنى لطهوره وطعامه وكانت يده اليسرى لخلاءه وما كان من الأذى ) رواه أحمد وأبو داود بإسناد صحيح
وكان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره كله
وحديث ” إذا انتعل أحدكم فليبدأ بيمينه وإذا انتزع فليبدأ بشماله ” رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة
فهذه الأحاديث تدل على القاعدة وهي أن اليمين للتكريم والشمال لما سوى ذلك .
5 – كراهية ذكر الله أثناء قضاء الحاجة :
ذكر النووي أن كراهة الكلام ومنه الذكر كراهة تنزيه لا تحريم ، وحكى ابن المنذر الكراهة عن ابن عباس وعطاء ،وقال ابن سيرين والنخعي لا بأس به،وقال ابن المنذر ترك الذكر أحب إلي ولا أؤثم من ذكر.
فيكره لمن يقضي حاجته أن يرد سلاما أو يجيب مؤذنا ، فإن عطس أثناء ذلك حمد الله في نفسه ولا يحرك به لسانه ، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما ( أن رجلا مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه ) رواه الجماعة إلا البخاري .وفي رواية قال (إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر)
وقال ابن القيم في الوابل الصيب ص162: قالت عائشة : «كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه» ولم تستثن حالة من حالة، وهذا يدل على أنه كان يذكر ربه تعالى في حال طهارته وجنابته.
وأما في حال التخلي، فلم يكن يشاهده أحد يحكي عنه، ولكن شرع لأمته من الأذكار قبل التخلي وبعده ما يدل على مزيد الأعتناء بالذكر، وأنه لا يُخَّلُ به عند قضاء الحاجة وبعدها، وكذلك شرع للأمة من الذكر عند الجماع أن يقول أحدهم «بسم الله اللهم جنبنا الشيطان ما رزقتنا».
وأما عند نفس قضاء الحاجة، وجماع الأهل فلا ريب أنه لا يكره بالقلب؛ لأنه لا بد لقلبه من ذكر، ولا يمكنه صرف قلبه عن ذكر من هو أحب إليه، فلو كلف القلب نسيانه لكان تكليفه بالمحال كما قال القائل :
يراد من القلب نسيانكم *** وتأبى الطباع على الناقل
وأما الذكر باللسان على هذه الحالة، فليس مما شرع لنا، ولا ندبنا إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم، ولا نقل عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم.
وقال عبد الله بن أبي الهذيل : «إن الله تعالى ليحب أن يذكر في السوق ويحب أن يذكر على كل حال إلا على الخلاء».
ويكفي في هذه الحال استشعار الحياء والمراقبة والنعمة عليه في هذه الحالة، وهي من أجل الذكر، فذكر كل حال بحسب ما يليق بها، واللائق بهذه الحال التقنع بثوب الحياء من الله تعالى، وإجلاله، وذكر نعمته عليه، وإحسانه إليه في إخراج هذا العدو المؤذي له الذي لو بقي فيه لقتله، فالنعمة في تيسير خروجه كالنعمة في التغذي به.
ما حكم الوضوء في الحمام وذكر اسم الله ؟
الحمامات الآن أصبحت واسعة فيها حوض وبانيو ومكان لقضاء الحاجة؛ فالذي يكره عنده ذكر الله عند قضاء الحاجة فقط كما سبق ، أما لو أراد الوضوء فلا حرج عليه من ذكر الله لأن النبي كره فقط أن يرد السلام وهو على حاجته تعظيماً لله .
ما حكم الكلام الدنيوي أثناء قضاء الحاجة:
لم يرد ما يفيد حرمة أو كراهة ذلك والحديث السابق يفيد كراهية ذكر اسم الله إلا على طهر تعظيما لله عز وجل ، ومن كره الكلام من العلماء كرهوه على أنه ليس من الذوق الكلام في هذه الحالة ، وأفتى الشيخ القرضاوي بجواز الرد على التليفون المحمول والحديث إلى المتصل بلا حرج خاصة للذين تلاحقهم التليفونات وإن كانوا في دورة المياه .
وأما الحديث المذكور في فقه السنة ( لا يخرج الرجلان يضربان الغائط ، كاشفين عن عورتيهما يتحدثان فإن الله يمقت على ذلك ) فالحديث ضعيف لا يصح إسناده كما قال الألباني ، بالإضافة إلى أنهما كاشفين عن عورتيهما يتحدثان إلى بعضهما ،فهذا لاشك في حرمته.
6 – أن يعظم القبلة فلا يستقبلها ولا يستدبرها في الفضاء:
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جلس أحدكم لحاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ) رواه أحمد ومسلم
لكن عندنا حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( رقيت يوما بيت حفصة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة ) رواه الجماعة
فيقال في الجمع بينهما : إن التحريم في الصحراء والإباحة في البنيان
فعن مروان الاصغر قال : رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة يبول إليها ، فقلت : أبا عبد الرحمن أليس قد نهي عن ذلك ؟ قال : بلى ؛ إنما نهي عن هذا في الفضاء ، فإذا كان بينك وبين القبلة شئ يسترك فلا بأس ) رواه أبو داود
7- أن يتجنب ظل الناس وطريقهم :
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اتقوا اللاعنين (ما يجلب لعنة الناس) قالوا : وما اللاعنان يا رسول الله ؟ قال : ( الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلتهم ) رواه أحمد ومسلم
8 – حكم البول قائما :
لا حرج في البول قائما ،لاسيما عند الحاجة إليه ، إذا كان المكان مستورا لا يرى فيه أحد عورة البائل ، ولا يناله شيء من رشاش البول ، لما ثبت عن حذيفة رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال قائما ) متفق عليه ( السباطة ) بالضم ملقى التراب والقمامة .
ولكن الأفضل البول عن جلوس ؛ لأن هذا هو الغالب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وأستر للعورة ، وأبعد عن الإصابة بشيء من رشاش البول ، قال النووي : البول جالسا أحب إلي ، وقائما مباح ،
وقد بين الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم أن الأحاديث الواردة في النهي عن البول قائماً ضعيفة باستثناء حديث عائشة رضي الله عنها الذي رواه أحمد وأهل السنن أنها قالت: من حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائماً فلا تصدقوه.
ويجاب عن هذا أن المثبت مقدم على النافي، وأن عائشة رضي الله عنها حكت ما رأته هي في داخل بيتها، ولا يدل على المنع العام.
ما حكم التبول في المبولة التي توجد في الأماكن العامة :
يجوز ولكن بشرطين:
1- أن يأمن انكشاف عورته .
2- أن يأمن رجوع قطرات من البول عليه فلا تنجسه .
9 – أن يزيل ما على السبيلين من النجاسة وجوبا :
ويقال الاستنجاء : من نجوت الشجرة إذا قطعتها ،كأنه يقطع الأذى عنه .
والاستجمار :الجمر هو الحجارة الصغيرة التي يستنجى بها بدل الماء .
والاستنجاء يكون بالماء أو بالحجر وما في معناه من كل جامد طاهر قالع للنجاسة ،أو بهما معا ،لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فليستطب بثلاثة أحجار فإنها تجزئ عنه ) رواه أحمد
( الاستطابة ) : الاستنجاء ، وسمي استطابة لما فيه من إزالة النجاسة وتطهير موضعها من البدن .
وأفتى العلماء حديثا بجواز استعمال المناديل الورقية إذ أنها خير وأنقى من الاستنجاء بالأحجار.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : ( إنهما يعذبان ، وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ) رواه الجماعة .
( وما يعذبان في كبير ) : أي لا يكبر ويشق عليهما فعله لو أرادا أن يفعلاه .
( لا يستنزه ) : أي لا يستبرئ ولا يتطهر ولا يستبعد منه .
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه ) .
حكم الاستنجاء من الريح :
لا يُسنتجى من الريح وحديث ( من استنجى من ريحه فليس منا )حديث لا يصح.
هل يجب دخول الحمام عند كل صلاة ؟
الاستنجاء لا يجب لكل صلاة بل ولا يندب، وإنما يشرع من البول أو الغائط.
تنبيه :هناك البعض يظن أن الاستنجاء لا يكون إلا من البراز، أما البول فلا يستنجون منه بل ينصرف الواحد منهم بدون أن يتطهر فهذا سبب للعقوبة وعذاب القبر، فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستبرأ من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة. ) فبين رسول الله عليه الصلاة والسلام أن هذين الرجلين يعذبان في قبورهما بسببين: السبب الأول عدم الاستبراء من البول وهو ينطبق على حال هؤلاء.
فأوجه النصيحة إلى هؤلاء الإخوان أن يتقوا الله عز وجل وأن يستبرأوا من البول ويستنجوا بعده بالماء أو بالمناديل الورقية خاصة في الحمامات في بلاد الغرب .
حكم أصحاب الأعذار :
أصحاب الاعذار ثلاثة :
1- المريض بسلس البول (وهو فقدان القدرة على التحكم في البول لا إراديا مع أي مجهود مفاجئ مثل الضحك والسعال والكحة والحركة و العطس .) الذي يعاني الكثير من المسنين منه .
2- مرض انفلات الريح .
3- النزيف عند النساء وهو ما يعرف عند الفقهاء بالاستحاضة .
كل واحد من هؤلاء يتوضأ بعد دخول الوقت ويصلي بذلك الفرائض والنوافل، أما صلاة الجمعة فيتوضأ قبل دخول الخطيب .
وذلك لما في الصحيحين عن عائشة قالت : جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ، إنما ذلك عرق وليس بحيض ، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي ، ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت . رواه البخاري ومسلم
و هذا الحكم متعلق باستمرار الحدث ، وخروج الخارج ، لكن لو قُدر أن صاحب السلس توضأ ، ثم لم يخرج منه شيء حتى دخل وقت الصلاة الأخرى ، لم يلزمه الوضوء ، وهو على وضوئه الأول .
علاج الوســــواس في الطهارة :
أولا : خير علاج للوسوسة هو الإعراض عنها ، وعدم الالتفات إليها ، وألا يهتم الإنسان بما يلقيه الشيطان في نفسه من الشك في طهارته أو صلاته ، مع الإكثار من دعاء الله تعالى وسؤاله العافية ، والاستعانة به في قهر الشيطان . والعلماء يوصون بعدم الالتفات للوسواس ، والإعراض عنه ، ومخالفة ما يدعوك إليه، والبعد عن المعاصي والمخالفات التي هي سبب تسلط إبليس على بني آدم ، قال الله تعالى: ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) النحل/ 99
قال زين العابدين يوما لابنه يا بني اتخذ لي ثوبا ألبسه عند قضاء الحاجة فإني رأيت الذباب يسقط على الشيء ثم يقع على الثوب ثم انتبه فقال ما كان للنبي وأصحابه إلا ثوب واحد فتركه .
ثم التحلي بالإرادة القوية، لأن الإرادة القوية لها أثر بعون من الله وهذا ما يُوصي به في علم النفس والدراسات النفسية .
قال ابن تيمية : (والبول كاللبن في الضرع إن تركته قر وإن حلبته در.)
وسئل الحسن البصري عن الوسواس في البول فقال :الهُ عنه فأعاد السؤال فقال :لا أم لك أتستدره !!!الهُ عنه .
وقال الشيخ الشعراوي : الشيطان لن يأتيك إلا وأنت على صواب فهو في هذه الحالة ليشكك في صحة ما أنت عليه.
10 – أن لا يستنجي بيمينه تنزيها لها عن مباشرة الأقذار:
لحديث عبد الرحمن بن زيد قال : ( قيل لسلمان : قد علمكم نبيكم كل شئ حتى الخراءة!!
فقال سلمان : أجل نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو ببول ، أو نستنجي باليمين ، أو يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار ، وأن لا يستنجي برجيع أو بعظم ) رواه مسلم وأبو داود والترمذي .
وهذا نهي تنزيه .
الخراءة : البراز ، الرجيع : النجس
عن حفصة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعل يمينه لأكله وشربه وثيابه وأخذه وعطائه ، وشماله لما سوى ذلك ) رواه أحمد
11- فإذا خرج فليقدم رجله اليمنى ثم ليقل غفرانك:
(غُفْرَانك) غُفْرَان: مصدر غَفَر ، وغُفْرَاناً، كشَكَرَ شُكْرَاناً، فقوله غُفْرَانك: مصدر منصوب بفعل محذوف تقديره: أسألك غفرانك.
والمغفرة هي سَتْر الذَّنب والتَّجاوز عنه، لأنَّها مأخوذة من المِغْفَرِ، وفي المغفر سَتْر ووقاية، وليس سَتْراً فقط، فمعنى: اغفر لي؛ أي: استُرْ ذنوبي، وتجاوز عَنِّي حتى أسَلَمَ من عقوبتها، ومن الفضيحة بها.
ومناسبة قوله : (غُفْرَانك» هنا:
أن الإنسان لما تخفَّف من أذيَّة الجسم تذكَّر أذيَّةَ الإِثم؛ فدعا الله أن يخفِّف عنه أذيَّة الإثم كما مَنَّ عليه بتخفيف أذيَّة الجسم، وهذا معنى مناسب من باب تذكُّر الشيء بالشيء،
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان : أنه تذكر ثقل الخارج وأذاه فهو يسأل ربه أن يخفف عنه ثقل الذنوب ويخففها عنه، وقيل : إنه استغفر من تقصيره في شكر نعمة الله تعالى التي أنعمها عليه فأطعمه ثم سهل له خروج الأذى فرأى أن شكره قليلا فتداركه بالاستغفار .
وقال بعض العلماء: إِنه يسأل الله غُفْرانَه، لأنه انحبس عن ذكره في مكان الخلاء، فيسأل الله المغفرة له ذلك الوقت الذي لم يذكر الله فيه.
قال ابن عثيمين :وفي هذا نظر: لأنه انحبس عن ذكر الله بأمر الله، وإِذا كان كذلك فلم يعرِّض نفسه للعقوبة، بل عرَّضها للمثوبة؛ ولهذا الحائض لا تُصلِّي، ولا تصوم، ولا يُسَنُّ لها إِذا طَهُرت أن تستغفر الله بتركها الصَّلاة والصَّوم أيام الحيض. ولم يقله أحد، ولم يأتِ فيه سُنَّة.
وروي من طرق ضعيفة انه صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني ) ، وقوله : ( الحمد لله الذي أذاقني لذته ، وأبقى في قوته ، وأذهب عني أذاه ) .