من كلام السلف عن فضل الذكر
قال ثابت البناني رحمه الله: إني أعلم متى يذكرني ربي عز وجل ففزعوا منه وقالوا: كيف تعلم ذلك فقال: إذا ذكرته ذكرني.
وقال تعالى : “ فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم ”
قال ابن عباس رضي الله عنهما: أي بالليل والنهار في البر والبحر والسفر والحضر والغنى والفقر والمرض والصحة والسر والعلانية.
وقال تعالى ” ولذكر الله أكبر ” قال ابن عباس رضي الله عنهما: له وجهان أحدهما أن ذكر الله تعالى لكم أعظم من ذكركم إياه والآخر: أن ذكر الله أعظم من كل عبادة سواه.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه إن أهل السماء ليتراءون بيوت أهل الأرض التي يذكر فيها اسم الله تعالى كما تتراءى النجوم.
وذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله:
أن العبد يستطيع أن يتلمس أثر حب الله في قلبه في مواطن عديدة منها :
“الموطن الأول : عند أخذ المضجع حيث لا ينام إلا على ذكر من يحبه وشغل قلبه به
الموطن الثاني : عند انتباهه من النوم ، فأول شيء يسبق إلى قلبه ذكر محبوبه.
الموطن الثالث : عند دخوله في الصلاة ، فإنها محكُ الأحوال وميزان الإيمان … فلا شيء أهم عند المؤمن من الصلاة ، كأنه في سجن وغمّ حتى تحضر الصلاة ، فتجد قلبه قد انفسح وانشرح واستراح ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال : “أرحنا بها يا بلال “.
الموطن الرابع : عند الشدائد والأهوال ، فإن القلب في هذا الموطن لا يذكر إلا أحب الأشياء إليه ولا يهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده ” .
وتزداد الحاجة إلى الثبات في هذا الموطن الأخير لكون المؤمن أشد عرضة للبلاء من غيره من البشر.