ما الحكمة من ابتلاء الأطفال؟
عندي سوال محيرني عندما يقدر الله الابتلاء يكون لتكفير ذنوب أو عقاب من الله للعصاة ومعلوم ان الحساب يبدأ عند البلوغ
فلماذا خلق الله البلاء بالنسبة لمن دون سن البلوغ كالمرض او غيره ما معناه هنا إذا كان الطفل مازال بريئا لا يحاسب ولم يرتكب المعاصي فلماذا يقع به الابتلاء؟
الجواب:
الله عز وجل لا يفعل شيئًا إلا بحكمة وعدل ورحمة، وقد أوضح العلماء أسباب البلاء الذي يصيب الأطفال ومن دون سن البلوغ. لنوضح المسألة بالتفصيل:
1. البلاء ليس دائمًا بسبب الذنوب:
البلاء في الدنيا ليس مرتبطًا دائمًا بالذنوب والمعاصي؛ قد يكون اختبارًا، أو رحمة، أو سببًا لرفع الدرجات، أو حكمة لا يدركها الإنسان، قال الله تعالى:“لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ” [الأنبياء: 23].
2. لماذا يُبتلى الأطفال؟
أ. رفع درجة الطفل في الجنة:
• الأطفال الذين يُبتلون في الدنيا بالمرض أو غيره من المصائب، يُرفع الله درجاتهم في الجنة بسبب هذا البلاء.
• قال النبي ﷺ:“ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه.” (رواه البخاري ومسلم)، وبما أن الطفل لا ذنوب عليه، فإن هذا البلاء يكون سببًا لرفع منزلته في الجنة.
ب. تخفيف عن والديه وتكفير ذنوبهما:
• البلاء الذي يصيب الطفل قد يكون اختبارًا ورحمة لوالديه، حيث يكون سببًا لتكفير ذنوبهم ورفع درجاتهم.
• قال النبي ﷺ:“إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسمّوه بيت الحمد.” (رواه الترمذي).
• فالمصائب التي تصيب الأطفال تذكّر الوالدين بالابتلاء والصبر، وتجعلهم أقرب إلى الله.
3. حكمة الله أوسع من إدراكنا:
• نحن كبشر محدودو العقل والإدراك، وقد تكون هناك حكم خفية وراء ابتلاء الأطفال لا نعلمها.
• قال الله تعالى:“وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” [البقرة: 216].
الخلاصة:
• البلاء الذي يصيب الأطفال ليس غضبًا عليهم، لأنهم لم يبلغوا سن التكليف، بل هو:
1. رحمة من الله ورفع لدرجاتهم.
2. اختبار وصبر للأهل، وسبب لرفع درجاتهم.
3. حكمة خفية قد لا يدركها الإنسان.