من كلام السلف عن الزهد
يقول الإمام ابن القيم: زهدني في الدنيا ثلاث آيات في كتاب الله: قوله تعالى عن أهل الدنيا: ” أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ “الشعراء:205-207
وقال تعالى “وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ” [طه:131] إذا الدنيا زهرة والزهرة تذبل وليست شجرة تخرج ثمرة، والزهور لها فصل معين ثم بعد ذلك تذوي وتذهب سريعاً كذهاب زهور الربيع
وقال بعض العلماء الزهد ليس كما يفهمه بعض الناس بأن يمتنع عن الطعام والكساء، وقلبه يتلظى ويتلهف، ويبتعد عن الدنيا وروحه لها ساجدة، ويبتعد عن الدرهم والدينار وله في قلبه صدىً، إنما الزهد هو زهد محمد صلى الله عليه وسلم لا يفرح إن زادت دنياه، ولا يحزن إن نقصت، إنما شعاره:اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة
حديث: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)
كان الحافظ ابن حجر يسير في السوق فخرج إليه رجل من أهل الذمة بائع دهن، ثيابه تقطر من الدهن، أشعث الرأس، فتعلق بـالحافظ ابن حجر وقال له: تزعم أن نبيكم يقول: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر؟) في أي جنة أنا وأنا فقير معدم منغمس بالزيت وهذه حالي؟ في أي جنة؟ فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن المؤمن في الدنيا لما أعد له من نعيم في الأخرى يُعتبر في سجن، وإنك في الدنيا لما أعد لك من عذاب في الأخرى فأنت في الجنة.