مرت مريم بموقف عصيب فأنطق الله وليدها قائلا لها “ألا تحزني ”
وقال الله لأم موسى حينما خافت على ابنها من الذبح (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
وقال الله لموسى حينما احتدمت المواجهة مع سحرة فرعون (قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ)
وقال يعقوب لأولاده ” لاتيأسوا من روح الله ”
وقال يوسف لأخيه ” فلا تبتئس بما كانوا يعملون ”
وقال شعيب لموسى ” لا تخف نجوت من القوم الظالمين”
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ” لا تحزن إن الله معنا”
نشر الطمأنينة في النفوس في ساعات القلق منهج إلهي نبوي
انشروا الطمأنينة والثقة بالله
وأبشروا بفرج قريب
اللهم فرج هموما أنت تعلمها على كل من ضاق به الحال
*****************************
أيام المرء حبل ممدود لا يدري متى ينقطع، وطرفا هذا الحبل ماضٍ وحاضرٌ ومستقبلٌ، فلربما التفت إلى الماضي يتحسر عليه فيقنط، أو يحزن عليه فيكسل، ولربما التفت إلى المستقبل متطلعا إلى معرفته قبل أوانه .
والواقع أنه ليس له إلا الحاضر الذي يعيش فيه؛ لأن أمس ماض لا يجد لذته ولا يحس بشدته، ولأن المستقبل غيب لا يعلمه إلا الله ؛ فما للمرء إذن إلا الساعة التي يعيش فيها .
*****************************
الهموم والأحزان ضيفان ثقيلان على الإنسان في دنياه لا يكادان يفارقانه حتى يأذن الله _سبحانه_ له بدخول الجنة، حيث لا حزن ولا ألم، ولاهم و لا غم، ولا كرب و لا ضيق…. لذلك فإن من أول دعاء أهل الجنة: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ” (فاطر: من الآية34).
*********************************
إنْ كان الألم الَّذي يصيب القلب متعلِّقًا بشيء ماضٍ فهو حزن ، وإن كان يتعلَّق بشيء مستقبل فهو هَمٌّ ، وإن كان يتعلَّق بواقع الإنسان وحاضره فهو غمٌّ.
*********************************
وجاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلاَ حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ؛ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ في كِتَابِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي؛ إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا » قَالَ: فَقِيلَ يَا رَسُولَ الله! أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: «بَلَى؛ يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا»