معجزة النبي في تكثير الماء
في رجوعه من أحد الغزوات نفد الماء الذي معهم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وبعض الصحابة أن يذهبوا بحثا عن الماء.. مضى علي رضي الله عنه ومن معه يبحثون يمينا ويسارا .. حتى رأى امرأة من بعيد على بعيرها..
فأقبل رضي الله عنه حتى وصل إليها وإذا المرأة على بعيرها ومعها مزادتان من ماء.(المزادة هي القربة الكبيرة من جلد) .
قالوا لها: أين الماء؟
قالت: عهدي بالماء يوم وليلة.. (يعني حتى تصلوا إلى الماء تسيروا أربعة وعشرين ساعة )
قال لها: حسنا تعالي معنا .
قالت: إلى أين؟
قال: إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت: ذاك الذي يسمونه الصابئ؟ ( وكانت العرب تسمي من دخل الإسلام صابئ )
قالوا: هو الذي تعنين.. فأقبلوا بها إلى النبي عليه الصلاة والسلام.. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُتلطف معها..
فأمر عليه الصلاة والسلام فأُنزلت المزادتان( القربتان ) وأمر صلى الله عليه وسلم أن تُحَلَ أفواهها فجاءوا إلى فم القربة وحلوا فمها ودعا النبي صلى الله عليه وسلم الله أن يبارك فيه ونفث فيه وصب في إناء منه قليل..ثم ربطه.. ثم أمر عليه الصلاة والسلام بالقربة الأخرى وفكوها أيضا وصبوا من الماء ودعا الله تعالى أن يبارك ثم ربطها.. ثم قال للصحابة :من كان عنده إناء فليجئ به لنملأه ماءً..
والمرأة تنظرمتعجبة أيعقل أن قربتين تكفيان جيشا كاملا؟!!
فجعل الصحابة يأتون ويضعون آنيتهم تحت القربة والقربة يصب منها الماء حتى يمتلئ الإناء.. ثم يذهب هذا صاحب الإناء بمائه فرحان..
ثم يأتي الثاني بالإناء ويصبون له حتى يمتلئ ويمضي ويأتي الثالث ويملأون إنائه.. حتى ملؤوا جميع الآنية التي في العسكرمن هاتين القربتين والمرأة تنظر.. ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم ورُبِطَت مرة أخرى هذه القرب ورفعت على البعير ..
ورغم أن النبي عليه الصلاة والسلام لم ينقص من ماء المرأة شيئا بل تبارك ذلك الماء بنفث رسول الله عليه الصلاة والسلام فيه.. أمر عليه الصلاة والسلام الصحابة إحسانا إليها أن يجمعوا لها طعاما.. ولتتأكد أنه عليه الصلاة والسلام لا يقصد أخذ مائها ولا الإعتداء على مالها..
فجعل الصحابي يأتي بالتمر وهذا يأتي بالخبز وهذا يأتي بالسويق..(التمر المعجون مع الدقيق) وجعلوا يجمعونه لها في ثوب … فصعدت المرأة على بعيرها وقام بها البعير.. ثم جاؤوا إليها وأعطوها هذا الثوب الذي فيه هذا الطعام …
ثم قال عليه الصلاة والسلام لها: لقد علمتي أننا لم نَرْزَئْكِ من مائك شيئا ( ما أنقصنا ) وهذا خذيه لأولادك .
فمضت المرأة متعجبة إلى قومها .
قالوا: ما حبسك يا فلانة؟..
قالت: لقد رأيت اليوم أسحر الناس! ( تقصد أكبر ساحر )
قالت: لقد رأيت اليوم أسحر الناس.. ثم قالت: إلا أن يكون نبيا مرسلا.. وذكرت لقومها ما كان من أمرها وكيف أن النبي عليه الصلاة والسلام فك القربة وصنع ما صنع.. مضت الأيام والنبي عليه الصلاة والسلام يرسل أصحابه ليفتحوا البلدان ويدعوا الناس إلى الله.. وكان الصحابة كلما وصلوا إلى موضع قومها تجنبوه فغزوا القبيلة التي في اليمين والقبيلة التي في اليسار والتي في الأمام والخلف..
فقالت لقومها: يا قوم والله ما أظن القوم يتجنبونكم إلا رجاء إسلامكم..
.. فكانت سببا في إسلام قومها ودخلوا الإسلام..