قال تعالى : { فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ } [القصص: 25] .
الظاهر أنّ الإستحياء لم يكن ضعيفا فيها ولم يكن متكلّفا ولم يكن ناقصا ولم يكن في المجيء فقط ، بل كان حياء من قوّة فيها وكان سجيّة فيها وكان تامّا عندها على ما كان عند الحرائر في زمانها ، وكان في المجيء والرّواح ، وكان الظاهر منها أنّها لم تتمايل ولم تتغنّج كما هو عادة الأبكار.
وقال البقاعي : ولمّا كان الحياء كأنّه مركّب لها وهي متمكّنة منه ، مالكة لزمامه ، عبّر بأداة الاستعلاء فقال : { عَلَى اسْتِحْيَاءٍ } أي حياء موجود منها لأنّها كلّفت الإتيان إلى رجل أجنبي تكلّمه وتماشيه . نظم الدرر ج14 ص268 .
قال عبد الكريم يونس الخطيب : وانظر في قوله تعالى : { تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ } .. يا لله ، ويا لروعة كلامه المعجز المبين .. لقد تجسّد الحياء ، فكان بساطا ممدودا على طريقها إلى موسى .. إنّها لا تمشي على الأرض ، ولكنّها تمشي على حياء ، تتعثّر فيه قدماها ، وتقصر به خطاها ، ويضطرب له كيانها .. التفسير القرآني للقرآن ج10 ص336 .
وللفائدة فإنها تقرأ على وجهين …
(وجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) …فيتوقف … ثم يقول :
(على استحياء ٍ قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) …