التحكم في جنس الجنين من خلال الغذاء
يقولون إن أكل الحامل للأشياء المالحة ليكون المولود ذكرا ، والأشياء الحلوة ليكون المولود أنثى ، فما حكم من تصدق بذلك وتفعله ؟وهل ذلك يتعارض مع عقيدة المسلم؟
من المعروف علميا أن الأب هو المسئول عن تحديد نوع الجنين وليس الأم،
والتحكم في نوع الجنين لا يتعارض مع العقيدة السليمة، لأن المسلم يؤمن أن أي شيء في الكون لن يحدث إلاّ بإرادة الله تعالى، ولكن يجب الالتزام بالضوابط الشرعية في الموضوع.
وأما من الناحية الفقهية فإن الموضوع لا يدخل في باب العقيدة مطلقاً، بل يجب أن نعتقد أن كل ما يتوصل إليه الإنسان، إنما هو بإرادة الله وعلمه، فلو فرضنا أن طبيباً أو مجموعة من الأطباءغير المسلمين توصلوا إلى قضية التحكم في نوع الجنين، فهل معنى هذا أن إرادتهم وعلمهم غلب إرادة الله وعلمه؟!لا يحق لمسلم أن يعتقد هذا ، فإرادة الله هي الغالبة لا ريب، والنتيجة النهائية التي تحصل هي إرادة الله، والله عز وجل هو الذي أقدرنا على ذلك، فالمسألة ليست عقائدية قطعاً وإنما هي: هل حلال أن نفعل ذلك أم حرام؟والتحكم إذا خلا من المقاصد الفاسدة ، فهو من باب أخذ الأسباب والمعالجات التي تكون قبل الحمل، كتحديد موعد التقاء الزوجين أو أخذ أدوية معينة، وقد أباح الإسلام العزل، وهو نوع من التحكم، ومن ناحية أخرى أجاز الإسلام أن يدعو المسلم ربه أن يرزقه ذكراً أو أنثى، وقد سأل نبي الله زكريا عليه السلام أن يرزقه الله ذكراً فقال: “فهب لي من لدنك وليا (5) ” (مريم)، فلا مانع من الحرص على ذلك والدعاء به.
وإن من المقرر: أن ما يحرم فعله يحرم طلبه، وأن من شروط الدعاء ألا يسأل أمراً محرماً.
أما موضوع الاعتقاد بأن أكل الحامل للأشياء المالحة ليكون المولود ذكرا ، والأشياء الحلوة ليكون المولود أنثىفالذين يقولون كلمتهم في ذلك هم الأطباء