املأ كيسك اليوم بما ستأكله غدا

في يوم من الأيام إستدعى الملك وزراءه الثلاثة





وطلب من كل وزير أن يأخذ كيسا ويذهب إلى بستان القصر، ويملأ هذا الكيس له من مختلف طيبات الثمار والزروع 

























وطلب منهم أن لا يستعينوا بأحد في هذه المهمة، و أن لا يسندوها إلى أحد آخر.
استغرب الوزراء من طلب الملك، وأخذ كل واحد منهم كيسه وانطلق إلى البستان.

حرص على أن يرضي الملك فجمع من كل الثمرات من أفضل وأجود المحصول وكان يتخير الطيب والجيد من الثمار حتى ملأ الكيس.

فقد كان مقتنعا بأن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسه وأنه لن يتفحص الثمار فقام بجمع الثمار بكسل و إهمال فلم يتحر الطيب من الفاسد حتى ملأ الكيس بالثمار كيف ما اتفق..!

فلم يعتقد أن الملك سوف يهتم بمحتوى الكيس أصلاً فملئ الكيس بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار











وفي اليوم التالي أمر الملك أن يؤتى بالوزراء الثلاثة مع الأكياس التي جمعوها
فلما اجتمع الوزراء بالملك أمر الملك الجنود













أن يأخذوا الوزراء الثلاثة ويسجنوهم كل واحد منهم على حدة مع الكيس الذي معه لمدة أسبوع في سجن بعيد لا يصل إليهم فيه أحد كان، وأن يمنع عنهم الأكل
ولا يسمح لهم إلا بالماء.


بقي يأكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى انقضت المدة.

فقد عاش في ضيق وقلة حيلة معتمداً على ما صلح فقط من الثمار التي جمعها.

فكان يأكل من ورق الشجروالأعشاب التي جمعها بدون عناية! فأخذ يندب عاقبة فعله ويبكي ويلوم نفسه واشتد به الجوع حتى أشرف على الهلاك.
وهكذا اسأل نفسك من أي نوع أنت؟
فأنت الآن في بستان الدنيا، ولك حرية أن تجمع من الأعمال الطيبة أو الأعمال الخبيثة، ولكن غداً عندما تدخل قبرك، ماذا سوف ينفعك غير طيبات الأعمال التي جمعتها في حياتك الدنيا؟!! قال تعالى ” فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ” [الزلزلة 7،8]