هل كل عمل صالح أقوم به يكتب لوالدي أم لا بد من أن أهب الثواب لهم ؟
للعلماء قولان في المسألة :
الأول : كل عمل صالح يعمله الولد يلحق ثوابه لأبويه ولو لم يدع لهما ، كما أنه إذا ترك صدقة جارية يلحقه ثوابها ولو لم يدع له من انتفع بها أو استفاد منها. جاء ذلك في شرح ابن ماجه للسيوطي والدهلوي.
القول الثاني : لا يثاب الوالد أو الوالدة على عمل يعمله ولدهما إلا إذا كان هذا العمل نتيجة تربيتهم لهذا الولد أو نصحهم وتوجيههم وتعليمهم ونحو ذلك مما يكون له أثر في اهتداء الوالد لهذا العمل ، ويجعلهما داخلين في مضمون قوله صلى الله عليه وسلم : من دعا إلى هدى فإن له من الأجر مثل أجور من تبعه . رواه مسلم .
أخرج الحاكم في المستدرك عن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والداه حلتين لا تقوم بهما الدنيا فيقولان : بم كسينا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن) وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم .
ثم هذا ـ أيضا ـ داخل في قوله صلى الله عليه وسلم : ( عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ) ، ولهذا قال أهل العلم : إن النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ مثل أجور أمته ؛ لأنه هو الذي دلهم على الخير وأرشدهم إليه