سامِعني يا رب ؟!
كتب د. أحمد خالد توفيق :
شخص مُصاب بمتلازِمة “Down” يصلِّي في المسجدِ الّذي أصلي به التراويح..
وقد لاحظت وجوده في الصَّفِ الأول، حتَّى اِعتدت على صوته طول الصَّلاة، وأحيانًا يركع ويسجد دون الإمام، وفي كلّ مرّة يقول الإمام : سمع الله لمن حمده ! يقول هوّ بكُل براءة : (سامِعني يا رب) ؟!
وإذا ما سجدنا قال بعلوّ صوته: (بحِبك يا رب)
انتهت الصَّلاة ولم تنته حبَّات دموعي التي لم أستطِع إخفاءها.
همس صديقي: ما بِك؟!
فقُلت مُنكسِرًا : ستشعُر بخشوع معنى : ( أن يعبد العبد ربّه كأنه يراه ) !
هذا الذي قلبه كأعشاش العصافير، وروحه كالأطفال بعفويتهم ومشاكستهم، تعامل مع ربّه وكأنَّه يراه !
وكأنه يراه ، إن العبد ليبلغ مع ربه ما لم يبلغه عالم متعلم ، والقربى منه تعالى أحسن المنى .