هل إبليس غوى أم أغواه الله؟
سؤال في التفسيرفي سورة الأعراف لما قال ابليس لله بما اغويتنى.كيف اغوى الله ابليس؟
الشيطان من الجن وهم مكلّفون كالإنس, ولا تكليف مع الجبر, وإنّما يفسّر معنى الاغواء هنا بأنّه التسبيب إلى الغي, أي ان المولى أمره بالسجود لآدم (عليه السلام) فأفضى ذلك إلى غيّه, وما الأمر بالسجود إلاّ شيء حسن وتعريض للثواب بالخضوع والتواضع لأمر الله تعالى, ولكن إبليس اختار الإباء والاستكبار فهلك, والله تعالى برئ من غيّه ومن إرادته والرضا به.
اذن الغواية كانت من إبليس ، وليست من اللَّه تعالى ، وقد اعترف إبليس بنفسه على انه هو الغاوي: {وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: 39، 40]. وكيف يغوي اللَّه العبد ، ثم يعاقبه على الغواية ؟ ! تعالى اللَّه عن ذلك علوا كبيرا ، أما قول إبليس : « فَبِما أَغْوَيْتَنِي » فمعناه بما امتحنتني به من الأمر بالسجود لآدم الذي أوقعني في الغي والعصيان فاني سأفعل كذا وكيت ، أو :لأنك أمرتني وعصيت أمرك فسوف لا أدع أحدا يطيع لك أمرا .