تحويل القبلة دروس وعبر

تاريخ الإضافة 15 فبراير, 2025 الزيارات : 44

تحويل القبلة دروس وعبر

من الأحداث التي جرت في هذا الشهر المبارك، شهر شعبان، حادث تحويل القبلة.

وقد سألني بعض الإخوة: ما معنى تحويل القبلة؟ ولماذا توجه النبي صلى الله عليه وسلم بدايةً إلى بيت المقدس ثم رجع إلى الكعبة؟ ولماذا لم يكن الاتجاه أولًا إلى الكعبة؟ وسنجيب على هذه الأسئلة إن شاء الله.

كانت البداية مع الخليل إبراهيم:

نعلم كلنا بأن نبي الله إبراهيم أمره الله تعالى أن يرفع القواعد من البيت، وأن يؤذِّن في الناس بالحج.

وبدأ المكان يعمر، وبدأت الأجيال تتعاقب وتتوالى، وصارت الكعبة في الجزيرة العربية مقصدًا للناس، يأتون إليها لأداء مناسك الحج والعمرة. وكانت العرب على ملة الخليل إبراهيم، يعرفون الكعبة وتعظيمها، ويعرفون الطواف بها، وسائر المناسك.

متى بدأت عبادة الأصنام؟

بدأ الانحراف عن التوحيد إلى الشرك على يد رجل يُدعى عمرو بن لحي الخزاعي، وكان سيد مكة وقتها.

سافر عمرو بن لحي إلى الشام، فوجدهم يعكفون على صنم لهم يقال له هُبَل، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا إلهنا، إذا استبطأنا المطر دعوناه فنمطر، وإذا كان فينا مريض دعاه واستشفى به، وإذا طلب منه التوفيق والرزق الوفير رزقه.

فطلب منهم أن يصنعوا له صنما مثله وأخذه معه إلى مكة ، فلما رجع مكة نصب الصنم عند الكعبة ، وكان سيدًا مطاعًا، فلما سألوه ما هذا؟ حكى لهم ما حصل له بالشام، فوافقوه، وجاءت القبائل العربية تتساءل عن ذلك، فحكى لهم.

فتطور الأمر، وكان هذا منبت الضلال، حيث انتقل الوضع من صنم واحد إلى عدة أصنام، بل وجرى الأمر إلى تقديس الحجارة أيضًا، فصار هناك تماثيل على صورة أحياء، وحجارة يتبركون بها ويعبدونها من دون الله؛ فالصنم ما كان حجرًا أو تمثالًا منحوتًا، ولذلك قال الله تعالى: “فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ” (سورة الحج: 30).

وبدأ التحريف عندما قالوا: إن الطواف يكون بالملابس الطاهرة، فقرروا أن أي شخص يأتي إلى الكعبة للطواف، يجب أن يشتري ملابس من قريش ولا يطوف بملابس عصى الله فيها، فمن كان يملك ثمن الملابس اشتراها، ومن لا يملك، كان يطوف عريانًا في الليل، سواء كان رجلًا أو امرأة.

وكان من المناسك السعي بين الصفا والمروة، فنصبوا صنمًا على هيئة رجل اسمه إساف عند الصفا، وصنمًا على هيئة امرأة اسمها نائلة عند المروة، فكانوا إذا أهلوا، أهلوا لأساف ونائلة.

ولذلك نزلت الآية: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا” (سورة البقرة: 158).

فنفي الجُناح هنا يعني نفي الإثم أو الحرج، وهو تكذيب لما كان عليه أهل الجاهلية من تعظيم الصفا والمروة بسعيهم بين أساف ونائلة؛ فالأساس هو السعي بين الصفا والمروة تعبّدًا لله، وليس لأساف ونائلة.

وكانوا يذبحون الهدي، لكنهم يقصدون به صنمًا يسمى مناة، وكانوا يحلقون ويقصرون للتحلل من الحج أو العمرة لكن بناءً على تلك العقائد الفاسدة.

فكان هناك تشويه في المناسك وتحريف كبير في العبادة.

فاختلطت المناسك التي ورثوها عن الخليل إبراهيم وابنه إسماعيل بما لحقها من الجهل والخرافة بعبادات شركية.

مكانة قريش في الجزيرة العربية:

وكان لأهل مكة مكانة كبيرة في الجزيرة العربية، فبمجرد أن يعلم أحد من القبائل أن فلانًا قرشي، فله كل التكريم والاحترام، وكانت تجارتهم ذهابًا وإيابًا لا يتعرض لها أحد، لأنهم أهل الحرم. فكانوا يعتزون بذلك، ويشرفون بين العرب في الجزيرة العربية بأنهم حماة البيت، وسَدَنة البيت، وخُدّام البيت، إلى غير ذلك.

جاء الإسلام لنبذ هذه المظاهر الوثنية والشرك، وجاء نبيُّ التوحيد ينادي: “اعبدوا الله وحده لا شريك له”.

لماذا التوجه إلى بيت المقدس أولا؟

حتى يُزيل هذه العصبية للكعبة الموجودة في القلوب، كان من يُسلم لا يتوجه إلى الكعبة، التي كانت في ذلك الوقت مليئة بمظاهر الشرك والوثنية، وكانت العصبية لقريش لا لله ولا للدين.

فكانت القبلة هي التوجه لبيت المقدس، وهذا أمر الله تعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى بمكة جمع بين القبلتين، فيصلي بين الركنين اليماني والحجر الأسود، فإذا صلى في هذا المكان جمع بين قبلة الكعبة وبيت المقدس.

لكن لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، والمدينة كما تعلمون تقع شمال مكة، لم يكن يستطيع الجمع بين القبلتين، فكان يتوجه إلى بيت المقدس.

وظل النبي، كما في حديث البراء بن عازب، يتوجه إلى قبلة بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، حتى جاءه الأمر من الله.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم في داخله يرجو أن يتنزل عليه الوحي بأن يتوجه إلى الكعبة، فقد استقر الإيمان في النفوس، وخلص التوحيد، وهاجر الصحابة من مكة إلى المدينة، فلم يعد دخول الإسلام مرتبطًا بعصبية لقريش، ولا لمكة، ولا لغيرها.

فبينما النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، نزلت الآية:“قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ” (سورة البقرة: 144).

الدرس الأول: سرعة الاستجابة لأمر الله:

ومن العجائب، أن رجلًا ممن شهدوا الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بمسجد بني سَلِمَةَ، أتاهم وهم يصلون العصر، فقال: “أشهد أني قد صليت خلف رسول الله جهة الكعبة”، فاستداروا في صلاتهم وتوجهوا جميعًا إلى الكعبة.

وأيُّ أحد من الإخوة يزور هذه البقاع الطاهرة، عندما يذهب للعمرة، يزور مسجد ذي القبلتين، وهذه هي قصته: مسجد بني سَلِمَةَ، حيث صلى فيه المسلمون إلى القبلتين في صلاة واحدة: أولًا إلى بيت المقدس، ثم توجهوا أثناء الصلاة إلى قبلة الكعبة.

وهذا يبين، كيف كان المجتمع مجتمعًا صادقًا، حريصًا على الاستجابة لأمر الله سبحانه وتعالى، حيثما أمر الله، يتوجهون خاضعين لله سبحانه جل وعلا.

قال تعالى: “وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ” (سورة البقرة: 143).

الأوامر الإلهية، يا إخواني، تعظم على نفوس الذين لا يحبون الله، فالنفوس العاصية التي لا تحب الله لا تستجيب لأوامره.

سترى منهم المجادلة، والمعاندة، كلها صفات لأنفس لم يدخلها نور الإيمان.

أما المؤمن الصادق، ففي أي أمر يأمر الله تعالى به يبادر ويسارع؛ لأن المسلم منيب إلى ربه، يُقبل عليه إقبال المشتاق، لا إقبال المُكرَه ولا المضطر، بل يقبل على الله إقبال اللهفان، المستأنس بطاعة ربه، لا إقبال الذي يُكره على فعل شيء أو يُضطر إليه.

فأنا حينما أستجيب لأمر من أوامر الله، ما أسعدني حينما أُقبل على الله وأقول: “سمعًا وطاعةً يا رب”.

ولذلك كان السلف يقولون: “إذا عُرف الآمِر سهلت الأوامر”، أي إذا عرفت الله وأحببته، سهلت عليك أوامره، (وإن كانت كبيرة، إلا على الذين هدى الله)

اللهم اجعلنا من الذين هديتهم، يا رب العالمين.

الدرس الثاني: عدم الاستجابة لأقوال المغرضين:

لاحظوا، يا إخواني، أي شجرة مثمرة هي التي يرميها الناس بالحجارة.

الإسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه الله، وهو الدين الذي كل يوم ينمو ويزيد ولا ينقص، وهو الدين الذي أراد الله ووعد بأن يكون دين الحق في البشرية كلها.

قال تعالى: “هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ” (سورة التوبة: 33).

لذلك، لاحظوا الآن في عالم السياسة في الغرب، كلما اقترب موسم الانتخابات، وأراد أحدهم أن يُلمع نفسه ويظهر، يحاول النيل من الإسلام، فيفعل أي شيء يلفت الانتباه إليه، سواء مع الإسلام أو ضده، بحيث يكون مادة إعلامية خصبة للحديث عنه.

وهكذا كان الحال في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ردود أفعال المنافقين واليهود عند تحويل القبلة:

عندما صدر الأمر الإلهي بالتحول إلى الكعبة، قال الله تعالى:“سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (سورة البقرة: 142).

اليهود مع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة قالوا: “رجع عن قبلة الأنبياء!”، فلو كان نبيًّا ما فعل ذلك.

المنافقون – وما أدراك ما المنافقون! – قالوا: “إن كان محمدٌ على حق، فقد ترك الحق إلى باطل، وإن كان على باطل، فكيف نتبعه؟!”

وهذا كلام خطير، إذا لم يكن عند الإنسان بصيرة من الله، فإنه يَضلُّ ويفتن.

فالمسألة إما أن محمدًا على حق أو على باطل، فإن كان على حق، فلماذا ترك الحق إلى الباطل؟ وإن كان على باطل، فلماذا نتبعه؟

لكن أهل الإيمان لم يتأثروا بهذه الشبهات، بل استجابوا لأمر الله خاضعين مطيعين، نسأل الله أن يرزقنا الثبات على الحق والاستجابة لأوامره دون تردد.

المشركون تمنَّوا وقالوا: “رجع إلى قبلتنا، ويوشك أن يرجع إلى ديننا!” لا إله إلا الله، وهكذا كل فريق يرى الحدث من زاوية مختلفة.

ما هو الجواب؟

قال تعالى: “سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ” (سورة البقرة: 142).

وهذا هو شأن المسلم! نحن في زمن فوضى الكلام والإعلام والتوجيه والبرامج والمقاطع، فيقولون لك: “في الإسلام كذا وكذا، لماذا؟”

الجواب: “هذا أمر الله، أي نعم! بلا نقاش، ولا جدال، ولا لف ولا دوران”.

  • لماذا تصومون شهر رمضان؟ → الله أمرنا بذلك.
  • لماذا تلبس المرأة الحجاب؟ → الله أمرنا بذلك.
  • قُضي الأمر!

قال تعالى: “قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ”، توجهنا إلى بيت المقدس، ثم إلى الكعبة، ما شأنكم أنتم؟ نحن نتوجه إلى الله، والله الذي نعبده هو الذي أمرنا أن نتوجه إلى الكعبة.

  • لو قال لنا اتجهوا شرقًا، لاتجهنا شرقًا.
  • لو قال اتجهوا غربًا، لاتجهنا غربًا.

فالذي أمرنا بالتوجه إلى بيت المقدس هو الذي أمرنا بالتوجه إلى الكعبة، قُضي الأمر!

لا تُضيع وقتك، ولا تُشغل عقلك بهذه الشبهات، ولا تجعل دينك عرضة للفتن بالاستماع لهؤلاء المغرضين، لأنهم لا غرض لهم في اتباع الحق، وإنما غرضهم التشكيك، يريدون أن يُشكِّكوك أنت في الحق.

متى الساعة؟

لو لاحظتم، إكثار المشركين من السؤال متى الساعة؟

والقرآن تكلم عنها في غير موضع، ومن ضمن المواضع التي ذكرها القرآن، أن الكفار لا يسألون عن الساعة خوفًا من الله، أو شوقًا للحساب ودخول الجنة، وإنما يسألون لتشكيك المسلمين فيها.

وكأن معنى كلامهم :“لو أن الساعة حقًّا، فحددوا لنا موعدًا، فإن جاء الموعد، فأنتم صادقون، وإن لم يأتِ، فأنتم كاذبون!”

هذا هو مجمل ما كانوا يريدونه، فأكثروا من قولهم:“متى الساعة؟ متى الساعة؟ متى الساعة؟”

فقال رب العالمين:“قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي” (سورة الأعراف: 187).

هذا ليس في علمنا، لا نستطيع أن نحدد لكم تاريخًا، ونقول: “القيامة ستكون في اليوم الفلاني”.

وهذا هو نفس الحال هنا! بدون تضييع الوقت في الرد على الشبهات!

“قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ”، نتوجه إلى الله حيثما أمر، وكيفما أمر.

نحن نقول: “سمعنا وأطعنا”.

الدرس الثالث: إعجاز غيبي ودلالة على صدق النبي ﷺ

وفي هذه الآية إعجاز غيبي، ودلالة على صدق النبي محمد ﷺ، لأن الله تعالى استهل الحديث بقوله:

“سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ” (سورة البقرة: 142) وهذا في بداية الربع الثاني من سورة البقرة، وهو مما يحفظه أغلب الإخوة.

ما معنى “سيقول”؟

حرف “السين” في اللغة يدل على الزمن القريب، بخلاف “سوف” التي تدل على الزمن البعيد.

  • مثال على “سوف”:“سوف أسافر إلى المغرب” → أي في الصيف أو في المستقبل البعيد.
  • مثال على “السين”:“سأسافر إلى المغرب” → أي غدًا أو بعد غد، في المستقبل القريب.

لماذا قال الله: “سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ”؟

لأن الله تعالى أخبر النبي ﷺ أن المنافقين واليهود والمشركين سيتكلمون فورًا بمجرد نزول الحكم بتغيير القبلة!

وهذا ما حدث فعلًا!

  • نزل الأمر بتحويل القبلة،
  • فبدأ السفهاء بالكلام فورًا كما أخبر الله!

وهذا من الإعجاز الغيبي في القرآن الكريم، حيث أخبر عن قول سيحدث قريبًا جدًا، فحدث كما أخبر الله! سبحان الله! وهذا يدل على صدق النبي ﷺ، وأن القرآن وحي من عند الله.

كان بوسعهم أن يسكتوا، لكنهم تكلموا، كما ذكر القرآن الكريم.

وهذا تحدٍّ عجيب، أن يخرج النبي صلى الله عليه وسلم على الناس ويتلو هذه الآيات، وكأن ربنا يعلمنا أنكم إذا كنتم على الحق، لن تسلموا من ألسنة الناس وشبهاتهم وأراجيفهم، فلا تلتفتوا إليهم، وإنما ردوا عليهم ردًّا بليغًا موجزًا.

قال الله تعالى:“قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ” (سورة البقرة: 142) فالله قال: “سيقول السفهاء”، وقال السفهاء!

الدرس الرابع: نحن أمة واحدة:

القبلة الواحدة لهذه الأمة، أمة الإسلام، تدل على أننا أمةٌ تمتلك من أسباب الوحدة والانسجام والاتفاق والتكامل ما لا تملكه أي أمة أخرى.

  • أمة الإسلام أمة لا تعرف الحدود الجغرافية.
  • أمة الإسلام لا تتوقف عند معالم زمان أو مكان.
  • أمة الإسلام أمة التوحيد، نجتمع جميعًا على قبلة واحدة، فنحن أمة واحدة.

اجتماع المسلمين على القبلة، فالكل إذا أراد الصلاة يتوجه إلى الكعبة في وقت واحد، لله رب العالمين، إسلام الوجه لله، دلالة على أن هذه الأمة، مهما تآمروا على تفكيكها أو إضعافها أو التفريق بينها، فإننا في كل صلاة نجتمع بقلوب واحدة، في وجهة واحدة، إلى قبلتنا، إلى الكعبة.

الدرس الخامس: مكانة المسجد الأقصى

وأخيرًا أقول: ليس معنى التوجه من بيت المقدس إلى الكعبة أنه تقليل من شأن المسجد الأقصى، كلا!

  • المسجد الأقصى هو مَسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • هو أولى القبلتين.
  • مسجد له مكانته، وله قدسيته.
  • وكل مسلم على وجه هذه الأرض يعلم ما معنى المسجد الأقصى، وما يمثله لنا نحن المسلمين.

ولكن الله سبحانه وتعالى، من حكمته، أراد أن نتوجه جميعًا إلى الكعبة، لتكون قبلة وسطًا لأمة وسطًا.

قال الله تعالى:“وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا” (سورة البقرة: 143) أي كما هداناهم إلى قبلة هي أوسط القِبَل، جعلناكم أمة وسطاء.

الدرس السادس: الإعجاز العلمي في موقع الكعبة

سمعتُ قريبًا الدكتور زغلول النجار، وهو من المتخصصين في الإعجاز العلمي، يقول:“إن العلماء عندما قاموا بمسح جيولوجي للأرض كلها، تأكدوا أن نقطة الوسط للكرة الأرضية، بكافة أبعادها، هي الكعبة! سبحان الله!”

من الذي هدى إبراهيم إلى هذا المكان؟ من الذي هدانا إلى هذه القبلة؟ الله عز وجل.

أهمية موقع الكعبة عالميًّا

الله سبحانه وتعالى أراد أن تجتمع قبلة المسلمين في نقطة الوسط، فكان التوجه من جميع أنحاء الأرض شمالها وجنوبها، وشرقها وغربها، إلى المكان الأوسط، إلى نقطة الوسط.

حتى العلماء حاليًّا يقولون:“إن توقيت مكة هو أضبط وأوسط توقيت لكل الأبعاد المختلفة على وجه الأرض”.

أما توقيت غرينتش، فقد فرضته بريطانيا بحكم أنها كانت الدولة العظمى في ذلك الوقت، وكان لها مستعمرات كثيرة، ففرضت توقيت غرينتش كمرجع عالمي.

لكن المسح الجيولوجي للأرض يثبت أن أضبط توقيت وأوسط بقعة يمكن ضبط التوقيت عليها في العالم كله، هي الكعبة، توقيت مكة المكرمة.

فالله سبحانه وتعالى جعلنا أمة وسطًا، وهدانا إلى قبلة وسطى، وجعلنا مميزين بأن نكون شهداء على الأمم: قال الله تعالى:“لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا” (سورة البقرة: 143).

نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه،

وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.

اللهم آمين.


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 16 أبريل, 2025 عدد الزوار : 14044 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع