تفسير سورة يس : 8- ( أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ …)

تاريخ الإضافة 4 يونيو, 2025 الزيارات : 18

8- ( أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ …)

الفصل السابع

حجج بيّنات في وجوه المكذّبين

قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ* وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ  قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ* قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ  وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ* الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ* أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ  بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ* إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ*﴾ [يس: 77-83]

قال الله تعالى : ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ﴾ [يس: 77]

سبب نزول الآيات :

جاء في أسباب النزول أنّ أبيّ بن خلف لعنه الله جاء إلى النبيّ  ، وفي يده عظم رميم ، وهو يفتّه في الهواء ويقول : يا محمّد ! أتزعم أنّ الله يبعث هذا ؟ فقال له رسول الله  : نعم ! يميتك الله تعالى ، ثمّ يبعثك ، ثمّ يحشرك إلى النار ” ، ثمّ نزلت هذه الآيات من آخر سورة يس { أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ .. إلى آخر السورة .[1]

(أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ) يرى بمعنى يعلم، والمعنى: أو لم يعلم، والاستفهام هنا للتقرير، والمراد به التوبيخ.

( أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ) النطفة: نطف الماء بمعنى: سال وخرج صافياً قل أو كثر، وقد تطلق النطفة أيضاً على الماء القليل، والمقصود به هنا المني.

( فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ ) (خصيم): مبالغ في الخصومة ، وشديد الجدال بالباطل .

(مبين): مفصح عما يريد أن يقوله، مجاهر في إنكاره للحقّ ، متجرّئ على ربّه .

قال الله سبحانه: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ٧٨ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ [يس: 78-79]

 (نَسِيَ خَلْقَهُ ) نسي كيف كان ابتداء خلقه ، فجاء بعظمة رأس إنسان يفتها في يده ويقول: هذا شيء قد أرم فكيف يعاد؟! ونسي كيف خلقناه.

(قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) أي: بالية، فالإنسان إذا مات ذهب لحمه، وعصبه، وصارت عظامه تتفتت لقدمها، فهي إذًا رميم، والعظام الرميم هي أبعد شيء عن الحياة؛ لأنها تشبه التراب فهي أبعد شيء عن الحياة فكيف تحيا هذه العظام؟ هذا وجه استغراب هذا الرجل المنكر.

والمعنى: أن هذا الإنسان الجاهل المجادل بالباطل، لم يكتف بذلك، بل ضرب لنا مثلا هو في غاية الغرابة، حيث أنكر قدرتنا على إحياء الموتى، وعلى بعثهم يوم القيامة، فقال: – دون أن يفطن إلى أصل خلقته- من يحيى العظام وهي رميم، أى: وهي بالية أشد البلى.

(قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ) قل لهذا الإنسان: الذي خلقها أول مرة أليس قادراً على إعادتها ؟!

(وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ )  فهو أعلم بهم، هو بدأهم ويميتهم ويعيدهم مرة ثانية، وهو على كل شيء قدير.

والمعنى: قل- أيها الرسول الكريم- لهؤلاء الجاهلين المنكرين: الله تعالى سيحيى هذه الأجسام والأجساد البالية، وهو الذي أوجدها من العدم ومن قدر على إيجاد الشيء من العدم قادر من باب أولى على إعادته بعد هلاكه، وهو- سبحانه- بكل شيء في هذا الوجود عليم علما تاما، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

قال الله سبحانه:﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ﴾ [يس: 80]

(جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا )هو الشجر النديّ الرطب ، كشجرتي المرخ والعَفَار[2] ، تخرج منهما النار ، يأخذ الغصن الطري من الشجرة، ثم يأخذ غصناً من الأخرى فيضع واحداً فوق الآخر، ثم يضرب هذا على هذا فتخرج له ناراً، فيقول: ألا تعجبون من هذه الأشياء التي خلقها الله عز وجل؟! هذا غصن طري في يدك بداخله ماء تضرب به على الغصن الآخر فتخرج لك منه نار؟! ألا تعجب من قدرة الله سبحانه.

فجعل لهم آية، فقال: ألا تتعجبون عندما ترون الشيء ونقيضه؟! فهذه الأشجار التي بداخلها الماء، فإنه يطلع من الجذوع إلى الساق فيروي أوراق النبات وثماره؛ فالشجرة أكثر تكوينها الماء، فهذا الشجر المكون من الماء إذا أحرق يحترق، وأعجب منه أنه هو يأتي بالنار.

 فإذا كان الله عز وجل يولد هذا الشيء الذي بينه وبين المولد منه من التنافر ما هو ظاهر، فهو قادر على إحياء العظام وهي رميم؛ لأن كونه يخلق الضد من الضد، أبلغ في القدرة من كونه يخلق الشيء من لا ضد، وهذا أمر ظاهر.

قال تعالى: ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ* إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس: 81-82]

هذا سؤال والجواب عنه معروف: بلى إنه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير! أجاب الله تعالى نفسه بنفسه، لأن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، كما قال الله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [ غافر: 57][3]

وهذا أمر معلوم بالحس والمشاهدة، فالبشر كلهم لا يساوون كوكبًا من الكواكب، فما بالك بهذه الكواكب والنجوم التي لا يحصيها إلا الله عز وجل، والسماوات العظيمة

فالذي خلق السموات والأرض أفلا يكون قادرًا على خلق الناس؛ الجواب: بلى وهو الله خالق كل شيء إِنَّمَا أَمْرُهُ في غاية السهولة، إذا قضى أمراً أو أراد تكوين شيء، أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فيكون الشيء الذي يريده الله تبارك وتعالى.

في أي حال يقول الله تبارك وتعالى للشيء (كن) فيكون؟ في حال وجوده ، أم في حال عدمه ؟

تسمية هذا المعدوم قبل أن يخلق ” شيئا ” لأنه موجود في علم الله تعالى ، قد علمه الله سبحانه وتعالى قبل أن يخلقه ، بل وكتبه أيضا في كتابه السابق ؛ فهو شيء باعتبار العلم به ، لا لأن له وجودا متميزا خارج الأذهان ، فإن هذا إنما يكون له بعد أن يخلق ، لا قبل أن يوجد بالفعل ، أو لأنه أطلق عليه اسم الشيء باعتبار وجوده المتوقع، كتسمية العصير خمرا في قوله : ( إني أراني أعصر خمرا) ، نظرا إلى ما يؤول إليه في ثاني حال . .

والخطاب الذي وجه إليه ( كن ) ليس خطابا تكليفيا ، ولا أمرا له بفعل شيء ، وإنما هو خطاب “كوني” ، “قدري” ، وهذا الخطاب : هو دليل قدرة الله تعالى التامة ، وإرادته ، ومظهر ذلك .

قال تعالى: ﴿فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [يس: 83]

(فسبحان ) تنزيهاً لله تبارك وتعالى وتعظيماً وتقديساً لله الذي بيده الملكوت.

(والملكوت) على وزن فعلوت صيغة مبالغة من الملك يعني: له الملك التامّ لكلّ شيء ، وهو المتصرّف فيه وحده ، والمَلَكُوتُ مبالغة في المِلك .

فائدة لغوية:

مادة (م ل ك) تُنطق فيها الميم على وجوه ثلاثة: الفتح والضم والكسر:

  • ملك بالكسر: هو كل ما في حوزتك وتتصرَّف فيه.
  • وبالضم: هو التصرّف في ملك مَنْ يملك، وهو المعروف في نظام المملكة.
  • وبالفتح الإرادة مثل قوله تعالى: (مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا) [طه: 87] يعني: بغير إرادتنا.

أما اللام في ملك فتأتي بالفتح والكسر:

  • بالكسر مِلك، وهو مَنْ يُملَّك في غيره في تصرفه وفي إرادته.
  • وبالفتح ملك وهو المخلوق من الملائكة.

(وإليه تُرجعون) المرجع إلى الله سبحانه للجزاء والحساب، للجنة أو للنار.

عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: (قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ، قال: ثم ركع بقدر قيامه، يقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، ثم قال في سجوده مثل ذلك) رواه أبو داوود.

المعنى الإجمالي للآيات :

  1. عجباً لأمر الإنسان الجاحد المنكر للبعث ، أو لم ير كيف خلقه الله من نطفةِ ماءٍ، ثم يخاصم ربّه ، ويجادل في خصومته ويتمادى ، بعد أن لم يكن شيئاً مذكوراً .
  2. لقد نسي هذا الإنسان الضعيف المخلوق أن الله أنشأه من نطفة ، ثم جعله إنساناً حيّاً سويّاً ، فهذا دليل حاضر من نفسه على إمكان البعث ، وقد احتجّ الله عز وجل على منكري البعث بالنشأة الأولى ، فكيف ينكر الإنسان ، ويقول بعد ذلك : من يحيي هذه العظام البالية ؟! والجواب : أن النشأة الثانية مثل النشأة الأولى ، فمن قدر على النشأة الأولى قدر على النشأة الثانية ولا ريب .
  3. ومن أدلة وحدانيته تعالى وكمال قدرته على إحياء الموتى : ما يشاهده الناس من إخراج المحروق اليابس من العود النديّ الطريّ ، فإن الشجر الأخضر من الماء ، والماء بارد رطب ضدّ النار ، وهما لا يجتمعان ، فأخرج الله منه النار ، فدلّ ذلك على أنّه تعالى هو القادر على إخراج الضدّ من الضدّ ، وهو على كل شيء قدير ، فأيّ عجب بعد ذلك من خلق العباد مرّة أخرى .؟!
  4. إنّ الله الذي خلق السموات والأرض التي هي أعظم من خلق الناس قادر على أن يبعث الناس من قبورهم ، ويحييهم مرة أخرى للحساب والجزاء ، فهو سبحانه لا حدّ لقدرته ، ولا يعجزه شيء .. فهُو سبحانه الخلاّقُ : الكثيرُ الخلق ، والعظيم فيما خلق ، وهو العليم بما خلق : بدقائق أحواله وعظيمها ، وخفيّها وجليّها ، لا يخفى عليه شيء من أمرها ، لا يغفل عن خلقه لحظة ، ولا تأخذه سنة ولا نوم .
  5. والاستدلال على بعث الناس من قبورهم ، وحشرهم إلى الحساب بين يدي ربّهم بخلق السموات والأرض هو من نوع قياس الأولى ، فالقرآن الكريم يقرّر ، ثمّ من بعده العلم المعاصر يقرّ ويعترف أنّ خلق السموات والأرض أعظم وأجلّ من خلق هذا الإنسان ، على عظمة ما في خلقه ، ودقّة ما في خلقه ، وحكمة ما في خلق كلّ عضو من أعضائه ، أو خليّة من خلاياه .
  6. إنّ الله تعالى إذا أراد خلق شيء لا يحتاج إلى جهد ، وإنما أمره نافذ ، وإرادته لا يعجزها شيء ، فتنزّه الله تعالى عمّا لا يليق به سبحانه ، مالك الملك ، لا يندّ عن ملكه وقهره شيء ، بيده مفاتيح كل شيء ، ومردّ الناس كلّهم إليه ، ومصيرهم بعد مماتهم للبعث والحشر ، ليحاسب كلّ امرئ على عمل من خير أو شرّ .

الدروس والعبر :

  1. لا حجّة للجاحد في إنكار البعث بعد الموت ، والحشر والجزاء إلاّ العنادُ والمكابرة ، أو ضعفُ العقلِ وقلّةُ التفكير .
  2. حجج الحقّ كثيرة ظاهرة ، مبثوثة في كلّ شيء من هذا الوجود ، وما على العاقل إلاّ أن يعمل فكره ، ويتجرّد عن الأهواء التي تصدّ عن اتّباع الحقّ ، ليرى أمامه شواهد الحقّ أكثر من أن تحصى أو تعدّ .
  3. مع أنّ من صفات الكافرين العناد للحقّ ، والتكبر عن قبوله ، والجدل وكثرة المماراة ، فإنّ على الدعاة إلى الله تعالى إقامة الحجّة عليهم ، ببيان الحقّ والتدليل على حقائقه بأنوَاع الحجج والبراهين
  4. قدرة الله تعالى التي لا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء .
  5. إنّ تسبيح الله تعالى وتنزيهه هو روح التوحيد لله تعالى والإقرار بأسمائه وصفاته .

تم تفسير سورة يس بحمد الله


[1] تفسير الطبري (جامع البيان، 22/85–86) بإسناد عن مجاهد وقتادة والسدي وغيرهم، والقصة نُسبت إلى أُبيّ بن خلف، وبعض الروايات ذكرت الْعَاصِ بْن وَائِل، والراجح أن كلاهما قد صدر عنه مثل هذا الفعل.

والرواية مرسلة (من رواية التابعين مثل مجاهد وقتادة والسدي)، لكنها تتعدد وتتقوى بعضها ببعض، ويشهد لها ظاهر الآيات، فهي من الروايات المقبولة في التفسير وأسباب النزول.

[2] شجر المرخ (بفتح الميم وسكون الراء) وشجر العفار (بفتح العين المهملة وفتح الفاء)

[3] وأمّا العلم الحديث المعاصر ، باكتشافاته المتجدّدة فهو في كلّ يوم يكتشف الجديد ، ويقدّم البرهان تلو البرهان على ما قرّره القرآن قبل أربعة عشر قرناً .. إنّه يقرّر أنّ ” السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ خلقٌ عجيبٌ هائل .. هذه الأرض التي نعيش عليها ، ويشاركنا ملايين الأجناس والأنواع ثمّ لا نبلغ نحن شيئاً من حجمها ، ولا شيئاً من حقيقتها ، ولا نعلم عنها حتّى اليوم إلاّ القليل .. هذه الأرض كلّها تابع صغير من توابع الشمس ، التي تعيش أرضنا الصغيرة على ضوئها وحرارتها .. وهذه الشمس واحدة من مئة مليون في المجرة الواحدة التي تتبعها شمسنا ، والتي تؤلف دنيانا القريبة ! وفي الكون مجرات أخرى كثيرة ؛عدّ الفلكيون حتّى اليوم منها مئة مليون مجرة بمناظيرهم المحدودة ، وهم في انتظار المزيد كلما أمكن تكبير المناظير والمراصد ، وبين مجرّتنا أو دنيانا والمجرة التالية لها نحو خمسين وسبع مئة ألف سنة ضوئية ( والسنة الضوئية تقدّر بستة وعشرين مليون مليون من الأميال ! ) وهناك كتل ضخمة من السدم الذي يظن أنه من نثارها كانت تلك الشموس ، وهذا هو الجزء الذي يدخل في دائرة معارفنا الصغيرة المحدودة ! تلك الشموس التي لا يحصيها العدّ لكلّ منها فلك تجري فيه ، ولمعظمها توابع ذات مدارات حولها كمدار الأرض حول الشمس .. وكلها تجري وتدور في دقّة وفي دأب ، لا تتوقف لحظة ولا تضطرب . وإلاّ تحطم الكون المنظور واصطدمت هذه الكتل الهائلة السابحة في الفضاء الوسيع .. هذا الفضاء الذي تسبح فيه تلك الملايين التي لا يحصيها العد ، كأنها ذرات صغيرة . لا نحاول تصويره ولا تصوّره .. فذلك شيء يدير الرؤوس !


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 16 أبريل, 2025 عدد الزوار : 14108 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع