هل يجوز قيام الليل بعد المغرب ؟
ليس من شرط قيام الليل أن يكون متأخرا أو بعد القيام من النوم، وإن كانت الصلاة في ثلث الليل الآخر أفضل من غيرها كما نطقت بذلك النصوص الكثيرة، ولكن وقت قيام الليل يبدأ من بعد صلاة المغرب، فمن صلى بين المغرب والعشاء كانت صلاته هذه من قيام الليل.
وقد جاء في حديث أنس: في قوله تعالى { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون } قال : كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء وكذلك { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } – رواه أبو داود.
وقال حذيفة رضي الله عنه قال ” أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء” .
قال الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار (3/55 – 56):
( والآيات والأحاديث المذكورة في الباب تدل على مشروعية الاستكثار من الصلاة ما بين المغرب والعشاء، والأحاديث وإن كان أكثرها ضعيفاً فهي متفقة بمجموعها لا سيما في فضائل الأعمال.
قال العراقي: وممن كان يصلي ما بين المغرب والعشاء من الصحابة عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وسلمان الفارسي وابن عمر وابن مالك في ناس من الأنصار، ومن التابعين الأسود بن يزيد وعثمان النهدي وابن أبي مليكة وسعيد بن جبير ومحمد بن المنكدر وأبو حاتم وعبد الله بن سخبرة وعلي بن الحسين وأبو عبد الرحمن الأهبلي وشريح القاضي وعبد الله بن مغفل وغيرهم، ومن الأئمة سفيان الثوري.
وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وأنبه الأخ السائل أنه لم يثبت حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه في تحديد الركعات التي يُتنفل بها بين المغرب والعشاء.
قال الألباني في الضعيفة (1/481) : واعلم أن كل ما جاء من الأحاديث في الحض على ركعات معينة بين المغرب والعشاء لا يصح ، وبعضه أشد ضعفا من بعض ، وإنما صحت الصلاة في هذا الوقت من فعله صلى الله عليه وسلم دون تعيين عدد . وأما من قوله صلى الله عليه وسلم ؛ فكل ما رُوي عنه واهٍ لا يجوز العمل به .ا.هـ.