شيخنا أتردد كثيرا في سؤالك هذا السؤال لكن الكثير من زملائي صاروا يرددون هذه الكلمة وهي (أحا) تعبيرا عن غضبهم من الأوضاع التي لا توافقهم أو ترضيهم وانتشر هذا على الفيسبوك والبعض يقول إنها كلمة تركية معناها اعترض أو احتج ،فأود لو تتكرم مشكورا ببيان حكمها ونشر ذلك على موقعك لاطلاع زملائي عليها ، وجزاكم الله خيرا .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :

فإن الألفاظ قوالب للمعاني لا تراد لذاتها وإنما لما تحمله من دلالات ومفاهيم، فلا يحاسب الله على لفظ جرى عفوا على لسان صاحبه بغير قصد، ولا يحاسب على ما حدث به الإنسان نفسه حتى يتكلم به أو يعمل به، فإذا تواطأ القصد واللفظ كان الحساب وكانت المساءلة، وهذا اللفظة التي ذكرت قد جرى عرف الساقطين على أنها من أكثر الكلمات ابتذالا وتدنيا! فينبغي ان يترفع عنها أصحاب المروءات وأصحاب الحياء فإن خلق الإسلام الحياء، ومثل هذه الكلمة تستحيي من ذكرها أمام من تجله، بل تستحيي من ذكرها امام زوجك وولدك! وكل ما كان كذلك ينبغي الترفع عنه.

فمثلا مشهور في أمريكا وكندا الإشارة بالأصبع الأوسط من بعض الشباب لمن يريد أن يوجه إليه إهانة عند فعل ما يغضبه وغالبا ما يلحقها بكلمة عليك اللعنة وهذا الفعل في العرف هنا يمثل إهانة بالغة ولا يفعلها إلا الساقطون ، رغم أن فاعلها ربما يشير بأصبعه فقط ولا يتكلم لكن ما تعارف عليه الناس أنها إهانة و إزدراء للشخص وحط من كرامته .

وعلى النقيض : المسلمون إذا رفع أحدهم أصبع السبابة فهذا يدل على معنى كلمة التوحيد .

مثال أخير كلمة (وحوي يا وحوي ) كلمة تعارف عليها الأطفال في مصر يتغنون بها فرحا بفانوس رمضان ونفس الكلمة -كما علمت – من الإخوة المغاربة معناها جنسي قبيح جدا ولا يليق بالرجل أن يقولها أمام الناس ، وأذكر أني جربت الاستدلال بها مرة على مراعاة الأعراف التي تعارف عليها الناس ونطقت بها باعتبار أننا المصريين لا نرى فيها عيبا أبدا فوجدت نظرات استنكار غير عادية من كل الحاضرين ( وكانوا مغاربة ) وكلمني أحد الفضلاء منهم بعدم قولها ثانية لأن هذا لا يليق بشيخ !!!

الخلاصة أن القول أو الفعل يحكم عليه بما يحمل من دلالات ومفاهيم مما تعارف عليه مجتمع من المجتمعات .
زادك الله حرصا وتوفيقا، والله تعالى أعلى وأعلم