تمنوا وفاة أبيهم فماتوا جميعا قبله

تاريخ الإضافة 25 نوفمبر, 2021 الزيارات : 649
تمنوا وفاة أبيهم فماتوا جميعا قبله
في سبعينيّات القرن العشرين قامت مجموعة طلّاب من جامعة النجاح في نابلس بالتّفتيش عن أكبر معمِّر في فلسطين لإجراء مقابلة معه وكتابتها على مجلّة الحائط في الجامعة المذكورة.
وجدوا في ” الخليل” رجلاً مسنَّاً عمره 120 سنة ، ولد قبل الحرب العالمية الأولى الّتي نشبت سنة 1914 بحوالي 60 سنة. ولا يزال يتمتّع بذاكرة قويّة وبنية سليمة ، لكنه توفي في السّنة نفسها تقريباً الّتي أجروا فيها المقابلة معه .
فسأله الطّلاب : يا عم ، حدّثنا عن أغرب قصّة سمعتها في حياتك الطّويلة ؟
قال لهم : بل سأحدّثكم عن أغرب قصّة حدثت معي في حياتي .
قال الرّجل المسنّ :عندما كنت في الـ 70 من عمري توفّيت زوجتي ، وكان قد رزقني الله منها بعشرة أولاد ذكوراً وإناثاً .
وكنت أملك في الخليل عدداً كبيراً جداً من دونمات الأراضي وأموالًا كثيرة ، المهم ، أردت أن أتزوّج من امرأة ثانية ( في عشرينيّات القرن العشرين ) وما أن اشتمَّ أولادي خبر أني نويت الزواج ، حتى اجتمعوا عليَّ ، وبدأ كل واحد منهم يعرض خدماته عليّ ، ويقولون لي : نحن وأزواجنا وأولادنا بخدمتك ، نحن نطبخ لك ، نحن نغسل لك ، نحن نعتني بك !!
طبعاً كل هذا حتى لا تأتي إمرأة تشاركهم في ميراث أبيهم .. المهم ، منعوني بشتّى الطّرق من الزّواج ، خوفًا من أن ترثني زوجتي الثانية وأولادي الجدد منها ، فتذهب بعض الأراضي والأموال من حصّتهم الّتي ينتظرونها بعد موتي .
وأصبح أولادي ينتظرون موتي ليرثوني في ممتلكاتي وأموالي .
ولكن المفاجأة التي سأحدثكم عنها ، أنّه منذ كان عمري 70 سنة وحتى أصبح عمري 80 سنة ، أي خلال تلك العشر سنوات ، أولادي العشرة أصبحوا تحت التراب ذكوراً وإناثا ، ماتوا موتاً طبيعياً كلهم ، كل 12 شهر تقريباً يموت واحد ، ودفنتهم جميعهم بيديَّ هاتين !!!
وعندما أصبح عمري 80 سنة وأصبحت بدون أولاد ، تزوّجت الزّوجة الثانية ، وهي معي منذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا ، ورزقني الله منها عشرة أولاد جدد ، ومازالوا معي كلهم حتى هذه اللحظة ولله الحمد .
والله ، إنّها قصّة عجيبة وغريبة !!
والأغرب فيها هو طمع الإنسان الذي ينتظر موت أقرب الناس إلى قلبه ، موت أبيه ليرثه ، وينسى كيف تعب أبيه من أجله ، ليجعل منه رجلاً قوياً متعلماً ، لا يحتاج أحداً من الناس في حياته.
فانظر حرصهم على ميراث أبيهم ، وقد ظنوا أنهم مخلّدون ، ولا يدرون أنهم سيحرمون منه ويصير إلى غيرهم .
قال تعالى :{ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 17 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع