زفراتُ مذنبٍ
يـا قلبُ ماذا دَهَاكا ؟ وهَـاجَ فيكَ بُكاكا
وَبتَّ في سُـوءِ حالٍ ، وليسَ ترجُـو فِكاكا
قدْ قيَّـدتكَ ذُنـُوبٌ ، وأتْعبتْـكَ عِرَاكـا
يـا قلبُ قد كان يوماً = كلامُ ربِّي ضِيَـاكا
وكنتَ تهفُو لأُخْرَى ، وجنَّةٍ في سَمَـاكـا
و(كوثَرٍ) سلْسَبيـْلٍ بهِ ستروي ظَمَـاكـا
وغمْسَةٍ في (نَعِيـْمٍ) بها ستَنْسَى شَقَـاكا
يـا قلبُ ؛ ما زلتَ تبْكي علَى حَبِيْبٍ جَفاكا
وسِرْتَ في رَكْبِ ليلَى ولَحْظِهَا إذ رَمَـاكـا
وطارتِ الرُّوحُ شَوْقَـاً لمَرْتَعٍ في صِبَـاكـا
ونَالَ منكَ قَرِيْـنٌ إذْ قَدْ تَبـِعْتَ هَـوَاكـا
يا قلبُ كمْ كُنْتَ تَحْيَا بدَمْعَةٍ في دُجَـاكا
وَوَقْفَةٍ في خُشُوْعٍ بِجُنْحِ لَـيْلٍ طَـوَاكـا
وَرُحْـتَ تَرْفَعُ كَفَّـاً لخَـالقٍ قَدْ بَرَاكـا
ورَوْضَةُ الذِّكْرِ تجْلُو من الذُّنُوبِ صَـدَاكا
وخشيـةٌ من إلـهٍ قدْ أُلْبِسَتْ من حَيَاكـا
فَذُقْتَ فيها نَعِيْمَـاً به الرَّحيـمُ اصْطَفَاكـا
وكنتَ دَهْراً بخَيـرٍ يفوحُ مِسْكاً شَذَاكـا
و شمـسُ حـقٍّ تجلَّتْ على طَـريْقِ خُطَاكا
وبــدرُ تِمٍّ بلـيلٍ وهِمَّــةٌ لا تُحَاكـى
ولمْ تذُق مُرَّ ذنـبٍ به (الرَّجيمُ) كـَواكـا
يا قلبُ هل من قُفُولٍ ؟! إلى دُرُوبِ هُدَاكا
هلْ منْ بُكاءٍ ونَوْحٍ ؟! ممَّا ترَاهُ اعتَـرَاكا
يمَّمْـتَ شرْقاً وغَرْباً ؛ فَآنَ رَجْعُ صَـدَاكا
وقـُلْ : إلهِي غَرِيْبٌ يهفُو لفَيْضِ نـَدَاكـا
ونفحـةٌ منْ (رحِيـمٍ) تُزِيلُ راناً عَلاكـا
يـا راحماً ضَعْفَ قَلبٍ ما عَاد يقـْوى حِرَاكا
أتَاكَ عبْــدُكَ يَرْنُو لمنْـحَةٍ منْ عَطَـاكـا
تتــوبُ فيها عليْهِ فمَنْ يُرَجَّـى سـِوَاكا