قصة ذكاء القاضي في إقامة العدل

تاريخ الإضافة 6 يناير, 2022 الزيارات : 3801

قصة ذكاء القاضي في إقامة العدل

أراد أحد الأمراء أن يتحقق بنفسه من صحة ما قيل له عن وجود قاض عادل في مملكته لا يتمكن أحد أبداً من خداعه، فتنكر الأمير في زي تاجر وامتطي جواده وانطلق الي المدينة، وهناك اقترب منه رجل كسيح يطلب منه صدقه فأعطاه فإذا الكسيح يتشبث بردائه، التفت التاجر في تعجب الي الكسيح وسأله عما يريده بعد أن أعطاه الصدقة، قال الكسيح : بلي لقد أعطيتني ولكن اعمل معي معروفاً وخذني إلي ساحة المدينة، فأجابه الأمير إلي طلبه وأوصله إلي ساحة المدينة إلا أن الرجل رفض النزول عن ظهر الجواد، فنهره التاجر قائلاً : لماذا ترفض النزول ؟ ها قد وصلنا الي ساحة المدينة، قال الكسيح : ولم النزول والجواد ملكي ؟ استشاط الامير غضباً من الرجل الكسيح واشتد بينهما الخلاف حتي تجمع حولهما الناس واقترحوا عليهما الذهاب إلي قاضي المدينة .

مضي الاثنان إلي القاضي والناس معهم، وبدأ الحاجب ينادي علي المتخاصمين حسب الدور، فاستدعي في البداية نجاراً وسماناً كانا يتنازعان نقوداً بيد التاجر، قال النجار : اشتريت من هذا سمنا، وعندما أخرجت محفظتى لأنقده الثمن ، أختطفها من يدى محاولا انتزاع النقود ، وهكذا جئنا اليك، يده علي يدي ومحفظتي ولكن النقود هي نقودي انا، اما السمان قد قال : هذا كذب وافتراء، لقد جاء هذا النجار الي ليشتري مني سمناً وبعد ان ملأت له الابريق بالكامل طلب مني ان افك له قطعة ذهبية، فاخرجت المحفظة ووضعتها علي الطاولة فأخذها واراد الهرب ولكنني تمكنت من الامساك به من يده وجئت به الي هنا .

صمت القاضي مفكراً ثم قال : اتركا النقود هنا واحضرا غداً، وعندما حان دور التاجر والكسيح، قص التاجر ما حدث ، ثم أشار القاضى للكسيح أن يأتى بحجته، فقال الكسيح : كل هذا كذب، لقد كنت ممتطيا جوادي في ساحة المدينة، اما هذا الرجل فقد كان جالساً علي الارض، وطلب مني ان احمله فسمحت له بركوب الجواد ونقلته الي المكان الذي يريده ولكنه رفض النزول بعد ذلك وادعي ان الجواد ملكه، فكر القاضي قليلاً ثم قال : اتركا الجواد عندي واحضرا غداً .

وفي اليوم التالي اجتمع المتخاصمون في المحكمة للاستماع الي حكم القاضي، فتقدم النجار والسمان أولا لمعرفة الحكم، قال القاضي للنجار : النقود ملكك، ثم اشار الي السمان قائلاً : اما هذا فاضربوه بالعصا خمسين مرة، ثم استدعي القاضي التاجر والكسيح وسأل التاجر : هل تستطيع معرفة جوادك من بين عشرين جوادا؟ قال التاجر : نعم، فسأل القاضي الكسيح نفس السؤال فأجاب نعم، اخذ القاضي الاثنان الي الاسطبل فاشار التاجر علي الفور الي جواده الذي ميزه بين عشرين جواداً وكذلك تعرف الكسيح علي الجواد .

عاد القاضي الي المحكمة وقال للتاجر : الجواد جوادك فخذه، اما الكسيح فاضربوه بالعصا خمسين مرة، بعد انتهاء المحاكمة ذهب القاضى إلى بيته، فتعقبه التاجر، التفت اليه القاضي وسأله عن الذي يريده، اجاب التاجر : لقد اردت ان اعرف كيف علمت ان النقود ملك للتاجر وان الجواد لي ؟ قال القاضي : أما أمر النجار والسمان ، فقد وضعت النقود فى قدح ماء ، ثم نظرت اليوم صباحا الى القدح لأرى ما اذا كان السمن طافيا على سطح الماء، فلو كانت النقود عائدة للسمان ، لكانت ملوثة بيديه الدسمتين ولطفا السمن في القدح، واما معرفة مالك الجواد فكانت اصعب بالنسبة إلي، حيث ان الكسيح اشار مثلك الي الجواد علي الفور، ولكنني لم اقدكما الي الاسطبل لأري إن كنتما سوف تتعرفان علي الجواد، بل فعلت ذلك لأري ايكما سيتعرف عليه الجواد، عندما اقتربت أنت منه التفت برأسه ، ومده إليك ، وعندما اقترب الكسيح إليه رفع أذنيه وقائمته مستنكرا ، وبهذه الطريقة عرفت انك صاحب الجواد .

في هذه اللحظة قال التاجر : انا لست تاجراً، بل انا امير البلاد وقد جئت إليك لأعرف حقيقة ما يقال عنك، وها انا رأيت بنفسي انك قاضي حكيم وعادل فاطلب منى ماشئت لأكافئك به، قال القاضى: شكرا لك أيها الأمير، فأنا لا أحتاج مكافأة على أداء عملى بصدق .


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 1 فبراير, 2024 عدد الزوار : 278 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم