المسلم دخل هذه البلاد مستأمِنا، على أن يحترم نظامها وقوانينها، وعلى هذا صُرِّح له بالإقامة هناك، فلا بد أن يحترم النظام والقوانين وما سأل عنه الأخ من أخذ بعض المسلمين إعانة البطالة وإخفاء أنه يعمل، لا يجوز، وهو من أكل المال بغير حق، ومن أكل المال بالباطل، ويجب على المسلم أن يحترم القوانين المنظمة لتلك البلاد التي يعيش فيها، وألا يغش الناس، ولا يكذب عليهم. والله تعالى يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} (المائدة:1).

 فكما يستفيد من أنظمة البلد، ويستفيد من خدماتها من تعليم وصحة وسائر الخدمات المختلفة إذن فعليه أن يدفع الضرائب التي عليه، وأنت تستفيد من تلك الخدمات، بدليل أنك لمَّا تعطلت عن العمل أعطوك راتبًا، والإسلام يعلمنا أن السرقة والغش وخيانة الأمانة والتدليس وأكل مال الغير بغير حق حرام، سواء أكان ذلك مع مسلم أم مع غير مسلم، ذمي أو مستأمن أو معاهد.

فهؤلاء الذين يأخذون اعانة البطالة (الولفير ) ويعملون بنفس الوقت تحت الطاولة كما يسمونها فوق انهم مخالفون للقانون فانهم يأكلون حراما لأن الذي يدفع لهم هم دافعي الضرائب الذين يشتغلون ويقدم في الاوراق الرسمية اقرارا بأنه لا دخل له ويوقع على ذلك فجمع هؤلاء بين الغش والكذب وأكل الحرام ومخالفة القانون ولا ينبغي أبدًا أن نساعدهم على ذلك لان من يساعدهم فهو شريك لهم في فعلهم هذا.