صور من الإعجاز العلمي للقرآن
1- إحساس الجلد .
كان المفهوم السائد لدى الناس أن جسم الإنسان حساس كله ، حتى تقدم علم التشريح فجاء بحقيقةٍ مفادها : أن ليس كل الجسم يحس الإحساس نفسه؛ أي يتألم ؛ بل الجلد فقط ، بدليل أنه لو جئت بإبرة وأدخلتها في جسمك فإنك لا تشعر بها إلا عند مروها بالجلد فقط ؛ أي لا تحس بها بعد أن تصل إلى اللحم وهي تخترقه ، وبعد التشريح ، وبالنظر بالمجهر وجدوا أن الأعصاب تتركز في الجلد ، ووجدوا أن أعصاب الإحساس متعددة ؛ منها ما يحس بالحرارة ، ومنها ما يحس بالبرودة ، ومنها ما يحس بالضغط ؛ ووجدوا أن أعصاب البرودة والحرارة لا توجد إلا في الجلد فقط . العلم طريق الإيمان : للشيخ عبد المجيد الزنداني ؛ ولذا قال الله تعالى :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ النساء 56 .
2- توازن الأرض .
أثبت العلم الحديث أن وجود الجبال على سطح الأرض موزعٌ بحكمة ودقة بحيثُ يعمل على التوازن ؛ كي لا تميد الأرض وتضطرب ، فكأن عمل الجبال هو نفسه عمل الأوتاد التي تحفظ للخيمة استقرارها وتوازنها ، ودور الجبال في توازن القشرة الأرضية واضح، خاصة تلك الجبال التي يسميها الجيولوجيون بالسلاسل الجبلية الإلتوائية، وهي منتشرة في كل القارات، ويقول العلماء في تفسيرهم لدور الجبال: إن الجبال لها امتدادات عظيمة الشأن تحت
القشرة الأرضية ، وبواسطة بعض الأجهزة الحديثة مثل ” السقموجراف “وجدوا أن القشرة الأرضية ذات سمك يصل إلى مابين ( 30- 60 ) كيلو مترا ، وثبت أن كل جبلٍ له جذور يثبت القشرة الأرضية العلوية الصلبة في الطبقة اللزجة التي تحتها كالوتد ، وهذه الصورة نقلها القرآن ، قال تعالى : ﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ) النبأ 7 ، فالجبال تعمل كمسَّاكات للقارات من الصخور السائلة التي توجد تحت القشرة الأرضية الصلبة ، ولولا جذور هذه الجبال لطفت القشرة إلى الخارج وانعدم توازن الأرض وثباتها أما في قوله تعالى :
﴿ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ النحل 15 فإن العلماء يرون أن الجبال الالتوائية ألقيت فعلاً من أعلى ؛ من قمم الجبال القديمة بعد أن نحتتها عوامل التعرية ونقلتها ورسبتها في البحار التي نقلتها بدورها بواسطة الرياح لتستقر مرتفعة عن سطح البحر ، وقد التوت ونشأت منها السلاسل الإلتوائية ، وأكد العلماء أن عوامل التعرية هي التي نحتت الجبال القديمة ، ونقلتها إلى أحواض البحار الداخلية القديمة ، حيث تراكمت الرواسب ملايين السنين، ثم انضغطت على شكل جبال إلتوائية حديثة التكوين ،
قال تعالى:﴿ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ النحل 15 ،وقال جل جلاله أيضاً:﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾لقمان 10؛فانظر أيها القارئ إلى ما حوى القرآن من لفتات علمية يقف العقل البشري عندها. موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم:عبد الرحيم مارديني،دمشق،دارالمحبة،بيروت،دار آية ، ط1 ،2004م ،ص 93.
3 – أغشية الجنين .
قال تعالى : ﴿ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ الزمر 6 .
جاء في العلم الحديث ـ علم الأجنة ـ أن الجنين له ثلاثة أغشية ، وقد سماها الحق تبارك وتعالى ” ظلمات ثلاث ” ، فلماذا سميت ظلمات ولم تسمى غير ذلك ؟؛يجيب العلم الحديث: لأنها أغشية صماء،لا ينفذ منها الماء ولا الضوء ولا الحرارة ، وتُعرف هذه الأغشية باسم الغشاء المنباري وغشاء الخوربون والغشاء اللفائفي ، ولا تظهر هذه الأغشية إلا بالتشريح الدقيق ، وتظهر وكأنها غشاء واحد بالعين المجردة . موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم : عبد الرحيم مارديني ، ص273
4 – المياه الجوفية .
تساءل الإنسان عن مصدر المياه الجوفية ، وقد أشار الله عز وجل إلى المياه الجوفية وكيف تتكون في باطن الأرض ، قال تعالى :﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ﴾ المؤمنون 18
والآن وبعد قرون من نزول القرآن أفادت النظريات الحديثة أن المياه الجوفية ناشئة من المياه السطحية الآتية من المطر ، وأنها تتسرب إلى باطن الأرض فتحفظ هنالك ، وقد كان العلماء إلى وقت قريب يظنون أنه لا علاقة بين المياه الجوفية والمياه السطحية، وقد أقر القرآن الكريم هذه الحقيقةـ أي حقيقة أن المياه الجوفية تتكون من المياه السطحيةـ منذ قرون فقال تعالى:﴿فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ﴾ ” الآية”
5 – المياه الحلوة والمالحة .
إن البرزخ أو الحاجز بين البحار الذي حير العلماء أشار له القرآن الكريم ، قال تعالى:﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا ﴾ الفرقان 53
،وقال تعالى:﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ﴾ الرحمن 19-20
جعل الله بين البحرين حاجزا من طبيعتهما ، فيلتقي البحران ـ الفرات العذب والمالح ـ ولا يختلطان ولا يمتزجان ، فمجاري الأنهار التي تصب في المحيطات غالباً ما تكون أعلى من سطح المحيطات أو البحار ، ولا يقع العكس إلا شذوذاً ، حيث ثبت علمياً أن مياه الأنهار التي تصب في المحيطات كثافتها أقل من كثافة المياه الملحية ؛ فتظل سابحة فوق المياه المالحة ولا تختلط بها،وبهذا التقدير الدقيق لا يطغى البحر وهو أضخم وأغزر على النهر، ومثال ذلك أن نهر الأمازون الذي يصب في المحيط تندفع مياهه إلى 200 ميل في المحيط محافظة على عذوبتها طول هذه المسافة .
وفي الخليج العربي ثمة عيون من الماء العذب تفيض داخل مياه الخليج المالحة .
موسوعة الاعجاز العلمي : عبد الرحيم مارديني ، ص 167-169