ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى
كان زاذان مغنياً .. صاحبَ لهو وطرب .. فجلس مرة في طريق يغني .. ويضرب بالعود .. وله أصحاب يطربون له ويصفقون ..فمر بهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .. فأنكر عليهم فتفرقوا ..فأمسك بيد زاذان وهزه وقال : ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى ..ثم مضى .. فقال زاذان لأصحابه : من هذا ؟
قالوا : عبد الله بن مسعود ..
قال : صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!
قالوا : نعم .. قال زاذان .. فألقى في نفسي الَّتوبة ، فسعيت أبكي ، وأخذتُ بثوبه ، فأقبل علي فاعتنقني وبكى ، وقال : مرحبا بمن أحبه الله ، ثم لازم زاذان ابن مسعود حتى تعلم القرآن .. وصار إماماً في العلم .
ترجمة زاذان في سير أعلام النبلاء (4/280 – 281)
فوائد من القصة :
1 – أثرت كلمة ابن مسعود في زاذان ، بالرغم أن ابن مسعود قال كلمة بسيطة ولكن انظروا مدى تأثر ذلك الشاب بها .
وفي هذا درس لنا أننا نحرص على حسن اختيار الألفاظ مع العصاة الذين يرجى منهم الخير .
2 – هداية الله لزاذان بسبب تلك الكلمة ، التي لامست قلبه فقادته إلى الهداية .
3 – حسن استقبال ابن مسعود للتائب ، ومعانقته إياه ، والفرح برجوعه إلى الطريق المستقيم ، والتلطف معه في العبارة .