هل التشهد كان حوارا مع النبي ليلة المعراج؟
انتشر على وسائل التواصل القصة التي تقول أن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما عرج به إلى سدرة المنتهي، حيا ربه ورد عليه التحية، إلخ، فلهذا فرضت التحيات في الصلوات الخمس بهذه الصيغة، لهذا أرجو من حضرتكم تبيان ما هو الصحيح . جزاكم الله خيرا
ما جاء في السؤال من وجود قصة لأصل التشهد حصلت في معراج نبينا صلى الله عليه وسلم : لا أصل له في الشرع .
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد كفِّي بين كفيه ، كما يعلمني السورة من القرآن : ( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) رواه الجماعة ، وفي لفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل التحيات لله … ) ، وذكره ، وفيه عند قوله : ( وعلى عباد الله الصالحين ) : ( فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد لله صالح في السماء والأرض ) ، وفي آخره : ( ثم يتخير من المسألة ما شاء ) متفق عليه .
قال الترمذي : حديث ابن مسعود أصح حديث في التشهد ، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين ، وقال أبو بكر البزار : هو أصح حديث في التشهد ، قال : وقد روي من نيف وعشرين طريقاً ، وممن جزم بذلك : البغوي في ” شرح السنة ” انتهى .
وبهذا تعلم أن هذه الصفة هي أصح ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأما كونه صلى الله عليه وسلم أتى بالتشهد وهو ساجد عند ” سدرة المنتهى ” ليلة المعراج : فلا نعلم له وللسجود في ذلك المكان ليلة المعراج أصلاً ” انتهى .