تفسير سورة الكهف : 2- ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ﴾

تاريخ الإضافة 1 مايو, 2025 الزيارات : 18

2- ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ﴾

تفسير الآيات [1:8]

قال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا  قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ  كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ  إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا٥ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا [الكهف: 1-8]

تفسير قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا [الكهف: 1]

وجه الربط ما بين حمده جل وعلا وثنائه على ذاته العلية وما بين إنزال القرآن: أن إنزال القرآن من أعظم النعم، ولذلك ذكر الله جل وعلا الحمد في هذه السورة، فالرب الذي أنزل على عباده القرآن العظيم هداية للطريق الأقوم مستحق جل وعلا للحمد والثناء، وفيه بيان شرف وفضل ورفيع القرآن.

(عَبْدِهِ ) العبد هنا: النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكره صلى الله عليه وسلم بصفة العبودية من أعظم ما يمدح به ؛ لإمعانه في التذلل والخضوع والعبودية لربه تبارك لله تعالى.[1]

(والكتاب) المراد به القرآن.

ما السر في السكتة على ألف (عوجا)؟ [2]

هناك سكتة ما بين (عوجا) وما بين (قيما)، السبب هو أن الله قال: (ولم يجعل) هذا نفي أنه لم يجعل له (عوجا)، لكن الله جعل القرآن (قيما) فلو قرأناها من غير سكتة لأوهم هذا أن يفهم أن القرآن لا عوجاً ولا قيماً، أي: لا عِوَج فيه ولا قِيمَة له.

وهذا ليس مقصود كلام الله، وإنما المقصود نفي العوج، وليس المقصود نفي أنه قيم .

في حالة الوقف، نقول: “ولم يجعل له عِوَجًا” ثم نأخذ نفسًا ونقول: “قَيِّمًا لِيُنذِرَ بأسًا شديدًا” والأفضل والأصل في التلاوة هو الوقوف على رأس الآية، أي نقف عند قوله: “عِوَجًا”، ثم نبدأ بعدها: “قَيِّمًا لِيُنذِرَ بأسًا شديدًا…”

(وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا ) [3]

أي: أن القرآن العظيم لا خلل في نظمه ولا تنافٍ في معانيه، وليس فيه من الباطل ؛ ولا من الخطأ شيء ؛ ولهذا عجز الكافرون مع شدة عداوتهم له وحرصهم على إبطاله عن أن يمسكوا أي عيب أو عوج في القرآن، بل انطلقت ألسنتهم بعبارات الانبهار بإعجاز القرآن الكريم.

وفائدة نفي “العِوَج” عن القرآن:

  • كمال الاستقامة: القرآن خالٍ من التناقض أو الخطأ.
  • ثبات الحق: لا يوجد في القرآن ميل عن الحق أو انحراف عن الصراط المستقيم.
  • إثبات الإعجاز: خلو القرآن من العوج يدل على إعجازه، حيث لا يمكن لبشر أن يأتي بمثله.​

 والمعنى : أي الثناءُ الجميل مستحق لله الذي أنزل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم كتابه (القرآن) وفي حمده تعالى ذاتَه المقدسةَ على إنزال هذا الكتاب العزيز – تنويه بشأن ذلك الكتاب وعلوّ مكانه، وفي التعبير عن الرسول عليه الصلاة والسلام بالعبد، مضافا إلى ضمير الجلالة – تشريف له صلى الله عليه وسلم أَي تشريف.

ولم يجعل الله سبحانه في كتابه شيئًا من العوج: باختلال في نظمه، أو تناقض أو اضطراب في معناه، أَو انحراف عن دعوته إلى الهدى والحق، بل جعله تعالى قَيِّمًا أَي معتدلا مستقيما.

تفسير قوله تعالى: ﴿قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا [الكهف: 2-3]

قيما” فيها قولان مشهوران في التفسير:

الأول : مستقيماً لا ميل فيه ولا زيغ ، وعليه فهو تأكيد في المعنى لقوله: (ولم يجعل له عوجاً)، لكن هذا فيه نفي العوج وإثبات القيمية؛ لأن الشيء قد يكون مستقيماً في الظاهر وهو لا يخلو من اعوجاج في حقيقة الأمر، ولذا جمع تعالى بين نفي العوج وإثبات الاستقامة.

الوجه الثاني: أنه قيم على ما قبله من الكتب السماوية ومهيمناً عليها.

لِيُنْذِرَ “الإنذار: هو الإعلام المقترن بالتخويف والتهديد، فإذا كان غير مقترن بتخويف أو تهديد يسمى إعلاماً.

(بَأْسًا شَدِيدًا) البأس هو الشقاء والتعب ، والمراد به هنا عذاب الدنيا بالاستئصال والإبادة ، أو بإنزال الوباء، أو قطع المطر، وعذاب الآخرة بالخلود في النار .

“مِنْ لَدُنْهُ ” من عنده.

ولما ذكر الله الإنذار لأهل الكفر، ذكر البشارة لأهل الإيمان، فقال جل ذكره: “وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ” والمراد به الجنة وما فيها من النعيم المقيم والثواب العظيم.

 ويؤيد كونَ المراد بالأجر الحسن الجنة قوله عز من قائل:” مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا” أي : باقين فيه بقاءً أبدياً، وكان لابد أن يوصف أجر الله الحسن بأنه دائم، وأنهم ماكثون فيه أبداً ؛ لأن هناك فرقاً بين أجر الناس للناس في الدنيا، وأجر المنعم سبحانه في الآخرة، لقد ألف الناس الأجر على أنه جعل على عمل، فعلى قدر ما تعمل يكون أجرك، فإن لم تعمل فلا أجر لك، أما أجر الله لعباده في الآخرة فهو أجر عظيم دائم، فإن ظلمك الناس في تقدير أجرك في الدنيا، فالله تعالى عادل لا يظلم يعطيك بسخاء ؛ لأنه المنصف المتفضل، وإن انقطع الأجر في الدنيا فإنه دائم في الآخرة ؛ لأنك مهما أخذت من نعيم الدنيا فهو نعيم زائل، إما أن تتركه، وإما أن يتركك.

تفسير قوله تعالى: ﴿وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا [الكهف: 4]

أي: ويحذر الله سبحانه من بين الكافرين الذين استحقوا عذابه الشديد السابق هؤُلاء الفرق الثلاث، الذين نسبوا لله ولدا، وهم:

(1) كفار العرب المشركون الذين قالوا الملائكة بنات الله!

(2) واليهود الذين زعموا أن عزيرا ابن الله!

(3) والنصارى الذين قالوا المسيح ابن الله!

وإنما خص الله تبارك وتعالى هؤُلاء الفرق بهذا الإنذار مع دخولهم في عموم الإنذار السابق؛ لشدة إمعانهم في الكفر، وقبح اجترائهم على الله عز وجل.

تفسير قوله تعالى: ﴿مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا [الكهف: 5]

 أي ليس لهؤلاء الكفرَة الفجرَة، باتخاذه سبحانه وتعالى ولدا، شيئا من علم ؛ وليس لآبائهم وأَسلِافهم الذين قلدوهم علم بما قالوه: أَصواب هو أَم خطأ.

” كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ “(كَبُرَت) عظمت مقالتهم ، وليس المقصود بـ(كلمة) هنا كلمة واحدة أو مفردة، وإنما المقصود جنس الكلام.

(من أفواههم) دلالة على أن هذا الأمر ليس له أصل في قلوبهم ، ولم يحرروه على بينة وبرهان؛ لأنه أصلاً لا يوجد وإنما تتلقفه الأسماع ، وتقوله الأفواه (إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا )

تفسير قوله تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا٦ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الكهف: 6-7]

شُبهت حاله صلى الله عليه وسلم، في شدة حزنه على إعراض قومه وتوليهم عن الإيمان بالقرآن – شبهت حاله هذه – بحال من يُتوقع منه إهلاك نفسه على عدم تحقق أمر أهمه، فقيل له رحمة به وإِشفاقا عليه: لا تهلك نفسك حسرة عليهم، بل هون عليك، وبلغ رسالة ربك، فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها.

على آثارهم “الآثار جمع أثر ، فالمعنى: على أثر توليهم وإعراضهم عنك.

“إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ “ الحديث القرآن الكريم (أسفاً) والأسف هو الحزن العميق، أي: للتأسف على توليهم وإعراضهم عنه. 

وقد ضرب النبي ﷺ مثلا يبين حرصه الشديد على هداية أمته والأخذ بأيديهم إلى صراط الله المستقيم، وإنقاذهم من النار، وعلى الرغم من هذا فإن هناك من يصر على الهلاك فقال:(مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارًا، فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها، وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تفلتون من يدي.) [4]

فشبه نفسه برجل أشعل نارًا فانجذبت الحشرات إلى الضوء فإذا بها تسقط في النار، وهذا مثال الناس الذين ينجذبون إلى الشهوات والمعاصي التي تؤدي إلى الهلاك.

والنبي ﷺ يحاول منع الناس من الوقوع في المعاصي، فيقول: ( وأنا آخذ بحجزكم عن النار“: “الحجز” جمع “حُجْزة”، وهي موضع شد الإزار أو السروال، أي أن النبي ﷺ يمسك بأطراف الناس ليمنعهم من السقوط في النار، ورغم محاولاته، فإن بعض الناس يصرون على المعاصي، فيفلتون من نصحه وتوجيهه.​

والمعنى الإجمالي للآية:

فلعلك أيها الرسول مهلك نفسك أسفا، عقب انصرافهم عنك، إن لم يومنوا بهذا القرآن الذي هو حديث الله وكلماته، ووحيه إلى عباده – ليهتدوا به. ([5])

تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا٧ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا [الكهف: 7-8]

(زِينَةً لَهَا): أي بهجة لها وجمالًا.

(لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) أحسن عملًا”: أي أخلصه لله، وأصوبه كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله:أحسنُ عملًا: أخلصُه وأصوبُه.قيل له: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟ قال:إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص: ما كان لله، والصواب: ما كان على السنة.

والمعنى: لنعاملهم معاملة المختبر، ثم نجزىَ كلًّا منهم علي حسب عمله وإخلاصه لله فيه، فكل العباد نبتليهم بالتكاليف ونحاسبهم عليها ؛ فمن خالف ربه وعصاه عوقب علي عصيانه ومخالفته ؛ ومن أحسن أثيب على إحسانه .

عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر ماذا تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» [6]

والمعنى: إنا أنشأنا جميع ما على الأرض: حيوانا كان أَو نباتا أَو غيره – أنشأناه زينة لها ولأهلها، ينتفعون به ويتمتعون إلى حين.

(صعِيدًا): الصعيد هو وجه الأرض أي ما ظهر على وجه الأرض من تراب أو رمل أو حصى.

 ( جُرُزًا): الأرض الجرز هي الأرض التي قحطت فلا نبات فيها ، فمعنى أرض جرز: ما فيها أي معالم لحياة ، لأنه سيأتي يوم يجعل الله هذه الأرض صعيدا جرزا يعني ترابا لا نبات فيه ولا زرع فتنتهي كل معالم الحياة على الكره الأرضية.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : (يطوى الله السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟) [7]

وفي هذه الآية الكريمة تكميل لسبب نهيه صلى الله عليه وسلم عن إجهاد نفسه الرحيمة فوق طاقتها؛ كأن الله تعالى يقول له: لا تحزن أَيها الرسول بما عانيت من تكذيب قومك لما أنزلنا عليك، فإنا قد جعلنا ما على الأرض من فنون الأشياء زينة لها، اختبارًا لأهلها؛ وسينتهي العُمران فيها إلى خراب، والحياة فيها إلى موت، ثم نجزي كل نفس بما أسلفت وسننتقم لك منهم.

ما يستفاد من الآيات :

  1. فضل القرآن: إنزال القرآن نعمة عظيمة تستحق الحمد والثناء لله.
  2. كمال القرآن: لا عوج فيه، بل هو مستقيم ومهيمِن على سائر الكتب السماوية.
  3. القرآن هداية شاملة: ينذر الكافرين بعذاب شديد، ويبشّر المؤمنين بالجنة.
  4. دوام نعيم الجنة: الأجر الحسن للمؤمنين دائم لا ينقطع فهم فيها مخلدون.
  5. التحذير من الشرك ونسبة الولد إلى الله فهذا من أعظم الكذب والافتراء.
  6. ذم التقليد الأعمى وترك الحق فالمشركون كانوا لا علم لهم ولا لآبائهم.
  7. شفقة النبي ﷺ وحزنه الشديد على إعراض قومه، مع توجيه الله له بعدم إهلاك نفسه حزنًا.
  8. الدنيا اختبار؛ وكل ما عليها من متاع زينة مؤقتة، لاختبار الناس أيهم أحسن عملاً.
  9. مصير كل شيء على الأرض الفناء.

[1] وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالعبودية من أعظم ما يوصف به صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن العبودية لله هي أشرف مقام يمكن أن يبلغه الإنسان، والنبي ﷺ هو أكمل الناس عبودية لله، فأعظم ما يُمدح به هو أنه “عبدٌ لله”.، ولذلك ورد وصف الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالعبودية في أشرف مقامات النبي صلى الله عليه وسلم، فوصفه بالعبودية في أشرف لياليه صلى الله عليه وسلم في الإسراء حيث قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى) [الإسراء:1] ووصفه في مقام الدعوة وهو من أشرف مقامات النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:  (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا(  [الجن:19] ووصفه بالعبودية في مقام الإيحاء في ليلة المعراج فقال جل وعلا:  (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) [النجم:10] ومن الحكم أيضا التأكيد على بشرية النبي ﷺ وعدم تأليهه، كما فعلت النصارى بعيسى عليه السلام، والعبودية إذا أُضيفت إلى الله، فهي أعلى مراتب الكمال. كما قال ابن تيمية: “أكمل الخلق أكملهم عبودية لله”.

[2] . ما الفرق بين السكت والوقف؟ السَّكْت هو التوقف اليسير عن القراءة دون أخذ نَفَس، يعني تسكت سكوتًا خفيفًا مع بقاء النفس داخل الصدر، وزمنه قصير جدًا حوالي ثانية ، ومواضعه في القرآن ليست كثيرة. يُوضع بجانبه في المصحف أحيانًا إشارة “سكتة” ، أما الوقــف: فهو قطع الصوت عن الكلمة لفترة قليلة مع أخذ نفس، ثم استئناف القراءة. تقرأ: “الحمد لله رب العالمين” (ثم تأخذ نفس) وتكمل: “الرحمن الرحيم”.

[3] معنى “عِوَجًا” في اللغة:العِوَج” (بكسر العين) يُستخدم في الأمور المعنوية، مثل الدين أو الرأي أو الطريق، ويعني الميل أو الانحراف عن الاستقامة.أما “العَوج” (بفتح العين) فيُستخدم في الأمور الحسية، مثل الخشب أو الجدار، ويعني الاعوجاج أو الانحناء المادي.

[4] رواه مسلم حديث رقم: 2285.

 [6] رواه مسلم ( 2742)

[7] رواه مسلم (2788).​


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 16 أبريل, 2025 عدد الزوار : 14070 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين